"سياديون" يتقاطعون مع "مُمانِعين" لتأمين مناصفة انتخابية فأي لبنان ننتظر؟...
هل يُعقَل أنه رغم كل أنواع الضّغوط الدولية الشديدة التي تتوالى على لبنان يومياً، والتي تتطلّب تحرّكاً أسرع من السرعة على المستويات كافة، (رغم كل ذلك) لا يزال الخطاب السياسي المحلي العام قاصراً جداً، وجداً جداً، عن الاستجابة لأي شيء.
والمشكلة الكبرى على هذا الصعيد، هو الخطاب "السيادي" أو خطاب الأفرقاء الذين يوصّفون أنفسهم على تلك الحالة، والذين كانت نسبة هائلة من اللبنانيين تنتظر منهم أن يكونوا على قدر المسؤولية، وبمستوى المرحلة عندما تشتدّ الظروف، فيما هم خذلوا الجميع، وسقطوا سقوطاً مدوياً، سواء خلال حقبة الأزمة الاقتصادية والمالية، أو في أزمنة التدهور الأمني والعسكري، وحتى يومنا هذا.
تسويات...
فالخطاب السيادي الداخلي قاصر جداً عن نقل لبنان من ضفّة الى أخرى، وهو لا يزال انهزامياً وخانعاً أمام التخويف، إذ يتلوّن بين الدفاع عن نفسه من جهة، وتأكيد أنه لن يساوم على سيادة لبنان، من جهة أخرى، وذلك من دون أي ملموس جدّي مُوافِق لمصلحة البلد وشعبه، ومن دون قول الأمور كما هي، وحتى لو وصلت الى حدّ الإعلان العلني والصريح عن رفض أي اتفاق أو تسوية أو صفقة مع الولايات المتحدة الأميركية نفسها، إذا كانت تلك التسوية تُبقي أزمنة السلاح غير الشرعي في لبنان. فاللبنانيون يتوقون الى سحب فتيل الحروب من بلدهم كلياً، وهم يرفضون أي نوع من تلك التسويات.
مجال للنجاح؟
أشار مصدر سياسي الى أنه "لا يمكن انتظار خطاب لبناني واضح بشكل تام، يضعنا على سكة التغيير الفعلي، طالما أن كل الأطراف المحلية السيادية تفضّل التحالفات الانتخابية البلدية والنيابية على حساب لبنان. وبالتالي، تلتفّ تلك الأطراف التي تسمّي نفسها سيادية على كل باقي الأحزاب والتيارات، وتقول إننا تقاطعنا من دون أن نتحالف".
وشدد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "هذا الواقع الانتخابي يجعل المنافع والمصالح متبادلة بين الجميع، ويحرم لبنان الكثير. فعلى سبيل المثال، كيف يمكن لسيادي أن يطلب من "مُمانِع" خدماته الاقتراعية، لتأمين المناصفة لانتخابات بلدية في العاصمة بيروت، وأن ينجح في الوقت نفسه بجرّ "المُمانِع" هذا نفسه الى تقبُّل سلطة الدولة وسيادتها على جميع أراضيها؟".
وختم:"لا يمكن حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، إذا كان الساعي الى تحقيق ذلك يتقاطع مع العامل على تفشيله. وبالتالي، نحن وسط تكاذب سلطوي داخلي، يجعل قدرة تأثير الجميع قوية جداً، في تركيبة الدولة اللبنانية".
أنطون الفتى -أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|