عذراً ولكن... لبنان ليس بألف خير ولن نمنحكم أوسمة...
لا ننكر المجهود الأمني والسياسي الذي بذلته السلطات اللبنانية من أجل إتمام الاستحقاق البلدي والاختياري. كما أننا نتفهّم تماماً التعقيدات التي أحاطت بإجراء الانتخابات، خصوصاً بعد فترات من المشاكل السياسية والأمنية المحلية الكبيرة.
"الاستكثار بخيرها"
ولكننا لن ننجرّ أيضاً الى ما يسعى البعض في الداخل لجرّنا إليه دائماً، وهو النظر الى كل شيء يحصل وكأنه إنجاز خارق للطبيعة، يستوجب ربما منح أوسمة من الشعب لدولته، و"الاستكثار بخيرها"، لأنها فعلت ما يتوجب عليها في الأساس فعله.
فإتمام الاستحقاقات، وحفظ الأمن، ومنع المشاكل، و... هي من أبرز وأبسط البديهيات والواجبات على أي دولة وسلطة. فلا تطلبوا من شعبكم أن يتصرف، تماماً مثل الولد الذي تطلب منه أمه أن يركع أمامها نهاراً وليلاً ربما، "مستكثراً بخيرها" لأنها تعبت في تربيته وتوفير حاجاته، بعدما أنجبته.
بسط سلطة الدولة
وبين إنجاز وواجبات... هل ستتمكن السلطة اللبنانية من قطف ثمار الاستحقاق البلدي والاختياري الأخير، بعدما شطبت سطراً جديداً من أسطر اللائحة الطويلة، وهو السطر المرتبط بإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية بعد إتمام الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل حكومة جديدة؟
وهل ان "إنجازات" إتمام الاستحقاقات تكفي لقطف الثمار، وذلك حتى لو لم يتمّ ريّ الممارسات السياسية المحلية ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وبإنهاء حقبات الازدواجية السياسية والأمنية والعسكرية في لبنان؟
وضع أفضل؟
رأت أوساط مُتابِعَة أن "ما يصدر من تصريحات عن بعض المسؤولين الدوليين تجاه لبنان، والمواقف التي يتّخذونها، تدل إما على جهل خارجي بحقيقة ما يجري في الداخل اللبناني، أو على تظاهُر بإظهار الجهل".
وشددت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "هناك مُصيبة حقيقية في الحالتَيْن. فأن يجهل المجتمع الدولي حقيقة الأمور والوقائع اللبنانية، هو أمر في بالغ السوء. وأما إذا كان يدرك كل شيء ويتعامل مع الموجود بما هو عليه، فهذه إشارة أسوأ أيضاً، لأنها دليل على عدم الرغبة بالانخراط الدولي في الملف اللبناني كثيراً".
وختمت:"عدم الرغبة بالانخراط الدولي تمتزج بالتغطية على كثير من الأمور المحلية في معظم الأحيان. وبالتالي، إذا كانت السياسات الخارجية المتعلّقة بالشأن اللبناني لا تزال تتمحور حول التغطية على واقع سياسي أو أمني معيّن، فهذا يعني أن المشكلة كبيرة، ولبنان لن يكون في وضع أفضل لاحقاً".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|