عربي ودولي

بعد التقارب مع واشنطن .. هل نجح الشرع في "إحراق" أخطر أوراق الدروز؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

فرضت التطورات المتسارعة التي نتجت عن التقارب الكبير بين إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والنظام الجديد في سوريا، واقعاً جديداً على المكوّن الدرزي، الذي يعدّ "أعقد" الملفات التي تواجهها الإدارة الجديدة للبلاد.

وبعد التقارب مع واشنطن، كان نظام الحُكم الجديد في دمشق يفتح باباً للتفاوض مع إسرائيل كاسراً واحداً من أعظم المحرّمات، في خطوة اعتبر مراقبون أن من بين أهدافها العديدة، قطع الطريق أمام الدروز من التلويح بورقة تل أبيب.

وجاءت التطورات الأخيرة، بعد تنامي التقارب الدرزي السوري مع تل أبيب، إلى حدّ تصريح أحد أكثر شيوخ الطائفة نفوذاً، وهو حكمت الهجري، مرحّباً بالدعم الإسرائيلي، في تصريح إلى صحيفة "واشنطن بوست" أكد فيه أن "تل أبيب ليست عدواً".

ونصّبت إسرائيل نفسها حامية لدروز البلاد، ففتحت الحدود لأول مرة منذ عقود لأداء الحج، وأعلنت عن خطة لمنحهم تصاريح عمل مؤقتة في شمال البلاد، وأنشأت مركزاً طبياً لفرز الحالات لعلاج دروز سوريا، بل وروجت لـ"مظلة أمنية" إسرائيلية لهم.

لكن بعد أيام من بدء المحادثات السورية الإسرائيلية في أذربيجان، شكّكت صحيفة "هآرتس" العبرية بـ"صدق" الرعاية الإسرائيلية للدروز في سوريا، واعتبرتها جزءاً من "مناورة سياسية موجهة للداخل، وربما أيضاً رسالة انتخابية موجهة إلى ناخبي الليكود من الدروز".

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي رجا طلب، أن الإدارة السورية الجديدة استطاعت من خلال التقارب غير المسبوق مع واشنطن، وفتح باب التفاوض مع تل أبيب أن "تُحيّد الأدوات الطائفية المقلقة"، مثل الدروز والأكراد تحديداً.

ويضيف رجا طلب، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الاختراق الكبير في المباحثات بين إسرائيل وسوريا في أذربيجان، ستكون له تداعيات باتجاه "تحييد أو احتواء الأدوات المحلية السورية التي استُخدمت إسرائيلياً، وبالتحديد الدروز الذين انصاعوا لرغبات تل أبيب وتبنّوا نهجاً انفصالياً". 

والآن بعدما "تطبّعت الأمور بين واشنطن ودمشق"، بحسب رجا طلب، فإن هناك ضوءاً أمريكياً لمتابعة الملف السوري، مشيراً إلى أن الرئيس أحمد الشرع بدأ العمل بشرعيتين كاملتين، عربية ودولية، وهو ما قد يُضعف أي ملفات أخرى مثل الأقليات. وتوقّع أن الفترة القادمة ستكون لعناوين مثل إعادة الإعمار والنمو الاقتصادي والقضايا المعيشية.

ومن جانبه يرى المحلل ورئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، الدكتور خالد شنيكات، أن الاختراقات الكبرى التي حققتها الإدارة السورية الجديدة جعلت إسرائيل تدرك أن متغيرات كثيرة حدثت، وستدفعها إلى تغيير علاقتها مع النظام الجديد في سوريا، غير مستبعد أن تتأثر بذلك "ورقة الأقليات".

ويلفت خالد شنيكات، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى القبول المفاجئ لإسرائيل بالوجود العسكري التركي في سوريا، وهو ما كان حسب قوله محرّماً في السابق، مشيراً في المقابل إلى أن تل أبيب ستسعى من خلال مفاوضاتها المقبلة مع دمشق إلى حماية "مصالحها الأمنية"، وكذلك ستطلب تطمينات حول الأقليات، وخصوصاً الدروز.

لكن الخبير السياسي اللبناني، نضال السبع، يستبعد أن يخسر الدروز موقعهم في الدولة السورية الجديدة، مشيراً إلى أن "الطائفة لها مكانة داخل النظام السياسي الإسرائيلي". كما يلفت إلى حجم الانخراط الدرزي داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية في إسرائيل. 

ويعتقد جازماً، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الدروز سيكون لهم دور كبير في سوريا الجديدة، وأن أي نظام لا يمكنه المضي دون حساب الحضور للمكوّنات الأخرى، خصوصاً الدرزية والكردية. كما يرجح أن يكون للدروز حضور في المفاوضات السورية الإسرائيلة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا