محليات

هذا ما يؤمن به رئيس الجمهورية... الآتي أفضل مما سبق

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يوم السبت جال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في الجنوب، وزار مسقط رأسه، العيشية، ليؤدّي واجبه الوطني الانتخابي مثله مثل أي مواطن في هذه البلدة أو في أي بلدة لبنانية أخرى. انتخب كما ينتخب أي مواطن عادي. أخذ الظرف المعدّ لانتخاب المختار من رئيس القلم، وذهب إلى خلف الستارة. وبعدها أنزل الظرف في صندوقة الاقتراع، وعاد إلى القصر الجمهوري ليتابع تفاصيل آخر يوم من أيام الانتخابات البلدية والاختيارية.

هذا الواجب الوطني أملى على رئيس الجمهورية أن يتوجّه إلى بلدته ليمارس ما كان على جميع المواطنين القيام به، وهو حقّ مكتسب في عملية ديمقراطية اختارها لبنان لكي تستقيم الحياة العامة من خلال البلديات، ولكي تُنتهج مسيرة المحاسبة الحقيقية والشفافة من دون أحقاد أو خلفيات في الانتخابات النيابية أو في الانتخابات النقابية، فتمارس الأقلية مسؤوليتها، وهي تعرف أن ثمة أقلية تنتظرها على الكوع لتقوّم أي اعوجاج وتصويب البوصلة. وهكذا يصل إلى كل ذي حقّ حقه في عملية تداول السلطة وفق خيارات الناس، بعيدًا عن أي ضغوطات، على أن تبقى الوسائل المتبعة في التحالفات مشروعة.
وقبل هذا التاريخ تنقّل الرئيس عون هنا وهناك. لقد أراد أن يكون حيث يدعوه الواجب الوطني للوقوف إلى جانب مواطنيه أينما وجدوا، لكي يكون على بيّنة مما يعيشه الناس في همومهم اليومية. هذا هو ما يسعى إليه، وهو أن يكون على تماس مع ما يريده جميع اللبنانيين من أقصى

الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن السهل إلى البحر، حتى ولو كانت "العين بصيرة واليد قصيرة" أقّله في الظرف الصعب الذي يمرّ به لبنان حاليًا.
فما يقوم به الرئيس عون من زيارات خارجية لدول غربية صديقة ودول عربية شقيقة، وهو رقم قياسي بالنسبة إلى رئيس لم يمرّ على تسّلمه مقاليد الرئاسة الأولى سوى أربعة أشهر، يهدف من خلالها إلى تأليب الرأي العام الدولي والعربي لكي تكون القضية اللبنانية من ضمن أولويات عواصم القرار بالنسبة إلى الوضع في المنطقة، ولكي تمارس أقصى الضغوطات على إسرائيل لكي تنهي احتلالها للتلال الخمس، باعتبار أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي المحتلة من شأنه أن يسهّل كثيرًا استكمال الجيش انتشاره على كامل المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني. وهذا الأمر سينعكس حتمًا على موضوعي تسليم كل سلاح إلى السلطة اللبنانية، سواء أكان فلسطينيًا أم لبنانيًا.
فخامة الرئيس يومنّ إيمانًا عميقًا بأن ما هو آت بالنسبة إلى المستقبل سيكون حتمًا أفضل بكثير مما سبق. وهذا الايمان يتشارك معه فيه كثيرون من اللبنانيين، ومن بينهم الدول الشقيقة والصديقة، الذين يرون أن لبنان في ظلّ العهد الجديد أمام فرصة تاريخية لكي يستعيد أنفاسه من جديد. إلاّ أن هذا الأمل يحتاج إلى أداة تنفيذية لكي يصبح حقيقة واقعية تتلاقى مع تبديه هذه الدول من استعدادات إيجابية لمساعدة اللبنانيين ليستطيعوا تخطّي أزماتهم الاقتصادية والأمنية، ولكن شرط أن يساعد اللبنانيون أنفسهم أولًا قبل أن يطلبوا مساعدة الآخرين، وذلك لا يكون إلاّ بتخّلي كل القوى السياسية عن مشاريعها الخاصة. وإذا لم تلمس هذه الدول الشقيقة والصديقة أي استعداد من قِبل جميع اللبنانيين، بمن فيهم تلك القوى، التي لا تزال تعتبر نفسها أقوى من الدولة، وترى أن لا قيامة لهذه الدولة من تحت الأنقاض ونفض الغبار عنها إلاّ من خلال مشاريعها الخاصة، وأن أولوياتها تأتي في المقدمة قبل أي أولوية أخرى، فإن اهتمام هذه الدول قد يجيّر إلى مكان آخر قريب من لبنان.
وفي رأي أكثر من متابع لمسار ما يمكن أن تُقدم عليه هذه الدول لجهة مساعدة لبنان في المستقبل فإن البداية المطلوبة لبنانيًا تكون بتجاوز المطبّات، التي من شأنها أن تعيق محاولات مدّ يد العون والمساعدة للبنان، بدءًا بإعادة إعمار ما هدّمته إسرائيل. وتجاوز هذه المطبات لا يكون ناجزًا في حال لم تُترك الدولة لتبسط سلطتها الكاملة وغير المنقوصة بقواها الأمنية الشرعية من الناقورة حتى النهر الكبير، ومن بوابة المصنع حتى فقش الموج. 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا