بري: لبنان يرحب بكل جهد إستثماري للمساهمة في إعادة النهوض والإعمار
رسالة برّي بعد البلديات: إلى إعمار الجنوب دُر
بعد اختتام الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب وما أفرزه ناخبوه من نتائج كانت محل ترقب ديبلوماسي، يستعد الرئيس نبيه بري لملف الإعمار، ودونه عقبات مالية وسياسية.
لم يكن سهلا على أبناء البلدات الحدودية انتخاب مجالسهم البلدية على ركام منازلهم، حيث لا طرق ولا بنى تحتية بفعل آلة الحرب الإسرائيلية. وإذا خلت سماء الجنوب من المسيرات في يوم الانتخاب السبت الفائت نتيجة اتصالات أميركية بإسرائيل، فمن غير المتوقع أن تفرمل إسرائيل اعتداءاتها وفقا لأجندتها العسكرية التي تقوم على إبقاء جنوب الليطاني على الأقل منطقة معزولة لا حياة فيها، وخصوصا في بلدات الحافة الأمامية التي لم يتمكن أهلها من العودة إليها والعمل في حقولهم.
يتوقف بري عند "وعي الجنوبيين على مختلف مشاربهم الطائفية والسياسية والحزبية، في مشهد يليق بهم، إذ قدموا صورة ديموقراطية من دون أي تجاوزات، وأظهروا حرصهم على التمسك بأرضهم". ويشيد بأداء وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار الذي واكب الاستحقاق من مختلف جوانبه وكان حياديا رغم جملة من التحديات الأمنية. ويعبّر عن إعجابه باختيار الجنوبيين مجالسهم، سواء بالتزكية أو بالانتخاب، علما أنه لم يكتف بقراءة الحصيلة الشيعية فحسب، بل دقق أيضا في أرقام صيدا وتوزع أصواتها، وصولا إلى جزين وشبعا وبلدات العرقوب. ويثق بري بشعبية النائب السابق إبرهيم عازار في جزين "حيث يعمل من دون ضجيج وصخب إعلامي على طريقة والده".
وقد استوقفه بالطبع كلام النائبة السابقة بهية الحريري وإشارتها إلى استعداد "تيار المستقبل" للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، الأمر الذي ينتظره كثيرون لتجسيد حقيقة من يمثل الطائفة السنية.
بعد استحقاق البلديات، يقول رئيس المجلس إن الوقت حان للتفرغ لملف إعمار الجنوب. ويستنفر له رغم كل الضغوط والرسائل الغربية، ولا سيما من الأميركيين الذين يؤكدون أن لا إعمار قبل بت مصير سلاح "حزب الله". هو يعرف حجم كل هذه الضغوط، ولا سيما من طرف الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي تكثر التصريحات الإعلامية قبل حضورها إلى المنطقة. وفي المناسبة، لم تبلغ أيا من المسؤولين بموعد محطتها المقبلة في بيروت.
وعندما يتناول رئيس المجلس ملف الإعمار والصعوبات التي تعترضه، سيتعامل معها بطريقة مدروسة من مختلف الجوانب. وقد باشر اتصالاته الديبلوماسية بأكثر من دولة أبدت استعدادها للمساهمة في الإعمار، وسمع كلاما إيجابيا في هذا الخصوص من العراق والجزائر. وثمة دول خليجية أعلنت الموقف نفسه من هذا الملف، لكنها تترقب أولا إشارة أميركية في انتظار ما سينتهي إليه المشهد في الجنوب، مع متابعة أصحاب الشأن لما سيتم التوصل إليه في المفاوضات الأميركية - الإيرانية.
في ضوء كل ذلك، فإن بري وكتلته النيابية سيسارعان إلى رفع الصوت، ليس من باب الضغط على حكومة الرئيس نواف سلام فحسب، بل لحض كل المعنيين على بذل جهد أكبر وعدم الغرق في ترف الوقت، إذ لم تُلمَس بعد أي مبادرة في هذا الخصوص. وثمة أكثر من رد جاء من نواب "الثنائي" ينتقدون فيه أداء الحكومة في هذا المجال، وهو ما يعكسه النائبان قبلان قبلان وعلي فياض، مع تحذير الأخير المسؤولين في الدولة من "الانصياع" للشروط الأميركية والتفرج على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة وعدم التعامل مع ملف الإعمار بـ"الجدية المطلوبة".
ولا يغيب هذا الملف عن متابعات "حزب الله"، باعتراف أكثر من مسؤول رفيع، ومن بينهم المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل الذي لم يخرج بخلاصة إيجابية من آخر لقاء جمعه بسلام، مع سعي "الثنائي" إلى تطبيق الوعود التي أطلقت حيال الإعمار.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|