عودة "توتال" المشروطة: البلوك 8 ينتظر
لا يزال لبنان الرسمي حتى الآن، "يُهمل" أو لا يُعطي الأولوية لقطاع النفط فيه، رغم كلّ الجهود المبذولة لتشجيع شركات النفط العالمية الكبرى والوسطى والصغرى كذلك، على الاستثمار في الرقعة الاقتصادية الخالصة التابعة له. وقد جرى أخيرا تمديد مهلة تقديم طلبات الاشتراك في دورة التراخيص الثالثة حتى 28 تشرين الثاني المقبل، بعد أن انتهت في 17 آذار الفائت. وهذا يعني أنّ لبنان أعطى نفسه مرّة جديدة، وشركات النفط العالمية، مدّة ثمانية أشهر وعشرة أيّام إضافية، للانطلاق مجدّدا في تحريك قطاع النفط. والجديد اليوم على صعيد البلوكات البحرية، يلفت خبير طاقة متابع للأوضاع النفطية في لبنان والمنطقة الى أنّه قبل حرب 7 تشرين الأول 2023، مُنحت حقوق التنقيب عن النفط في المنطقة المقابلة للبلوك 8 اللبناني، عند العدو "
الإسرائيلي" الى شركة "سوكار" الأذربيجانية، بالتشارك مع "بي.بي" (أي "بريتش بتروليوم")، وشركة "إسرائيلية" صغيرة هي "نوميد للطاقة". لكن التوقيع لم يحصل آنذاك، بل جرى في الاسبوع الأخير من آذار المنصرم. ويقضي برنامج هذه الشركات، أولاً القيام بمسح زلزالي ثلاثي الأبعاد، لأنّه لم يجرِ قبل ذلك في المنطقة مقابل البلوك 8 الذي كانت تطمع "إسرائيل" بالحصول عليه، واستطاع لبنان استرداده بالكامل في اتفاقية الترسيم البحرية. وهنا يتردّد في كواليس قطاع النفط، أنّ ثمّة اهتماما متجدّدا أخيرا من قبل شركة "توتال" الفرنسية وشركائها بالبلوك رقم 8. وثمّة إخراج ما يجري لحصول هذا الأمر، لا سيما بعد طلب رئيس الجمهورية جوزاف عون من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعودة شركة "توتال" الى لبنان، وطلبه بعد ذلك من أمير قطر بحصول حركة متجدّدة في هذا الملف. فضلًا عن الانفتاح الإماراتي على لبنان، من خلال السماح بعودة الإماراتيين اليه والرغبة بالاستثمار فيه.
من هنا، إذا تزامن خروج كونسورتيوم الشركات من البلوك 9، مع دخوله الى البلوك 8، فإنّ الخطوة تكون إيجابية نوعًا ما، على ما يشير المصدر المتابع، بالنسبة الى تحريك العمل في قطاع النفط في لبنان. أمّا الأمر اللافت وغير الإيجابي، فهو أنّ "توتال" لا تهتم سوى بالبلوكات البحرية الحدودية، وكانّهاحاصلة على “تفويض” ما بالتزام أي عمل على الحدود. علمًا بأنّ هناك 7 أو 8 بلوكات أخرى حتى الآن، لم يبدأ العمل بها مثل البلوكات 5 و6 و3. ومع نتائج البلوك 9 يُفترض أن يكون لدى "توتال" فكرة أوضح، ما يجعل الخبراء يعتقدون بأنّه ليس لديها أي اهتمام بعيد المدى حاليا للتنقيب عن الغاز والنفط في لبنان، وإلّا لكانت قدّمت طلبات للحصول على التراخيص في بلوكات أخرى غير البلوكين 4 و9. الامر الذي يدلّ على أنّ اهتمامها آني ظرفي له علاقة بالسياسة بالدرجة الأولى. وإذا أتت منه نتيجة تجارية، من خلال اكتشاف تجاري ما، فستقوم بالطبع بتطويره.
دوللي بشعلاني -" الديار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|