ضربات جوية لدول ثلاث: حقبة جديدة في الحرب السورية؟
شنت كل من تركيا وإسرائيل وروسيا غارات في الأيام الأخيرة، مؤكدة من جديد أن الحرب المستمرة منذ عقد من الزمان لا تزال صراعًا مدمراً مع إمكان التصعيد على ثلاث جبهات على الأقل.
وبحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، "ولكن حتى مع تركيز الانتباه على الصراع المتصاعد في أوكرانيا، فإن الأعمال غير المكتملة للحرب السورية تلقي بظلالها على بقية المنطقة. بدأ وابل القصف في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت عندما استهدفت غارات جوية إسرائيلية عدة مواقع على طول الساحل السوري وفي قلب سوريا. وسمع دوي انفجارات في اللاذقية ومدينتي حماة وحمص حيث أعاد الجيش السوري بناء معاقله بدعم روسي وإيراني بعد حرب شاقة استمرت 11 عاما.
وأفاد مسؤولون سوريون بمقتل أربعة جنود على الأقل، في أحدث سلسلة من الضربات الإسرائيلية ضد أهداف مرتبطة بإيران يعتقد على نطاق واسع أنها تضمنت قطعاً لأسلحة متطورة موجهة إلى حزب الله في لبنان".
وتابعت الصحيفة، "ويوم الأحد شنت تركيا غارات جوية استهدفت المواقع الكردية في شمال شرق سوريا، ويأتي ذلك قبيل تحذيرات عدائية من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من اندفاع بري آخر إلى المراكز الكردية، التي خصصتها حكومته كمنازل جديدة لما يصل إلى مليون لاجئ عربي والتي تخشى المنظمات غير الحكومية أن يواجهوا نفيًا وشيكًا.
وبعد ساعات على تصريحاته، أطلق مسلحون أكراد صواريخ عبر الحدود، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 10 آخرين في بلدة حدودية تركية. وحلقت الطائرات الروسية القليلة المتبقية في سوريا في السماء في وقت لاحق يوم الأحد وفي ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين، حيث قصفت مناطق ريفية في إدلب بالقرب من الحدود التركية ومواقع مدنية بالقرب من مخيمين للاجئين. ويُعتقد أن الجيش السوري قد قدم الدعم. وهاجمت الطائرات الروسية مرارًا مجتمعات ومجموعات مسلحة في مناطق خارج سيطرة دمشق، مدعية أنها تدعم المتشددين. لكن الهجمات أصابت في الغالب أهدافا مدنية".
وأضافت الصحيفة، "قال مصطفى شابندا، وهو نازح سوري في محافظة إدلب، "نعرف الطائرات الروسية والسورية من الأصوات التي تصدرها. إنها قديمة الطراز ويمكنك سماع اصواتها من بعيد. أما الطائرات التركية فمختلفة. فهذه الطائرات لا تسبب أي مصدر ازعاج لنا. فهم يلاحقون الأكراد". واضاف: "أما بالنسبة للطائرات الإسرائيلية، فقد سمعتهم فقط بالقرب من حماة عندما هاجموا الجيش السوري العام الماضي". في شمال شرق سوريا، انتشرت الضربات الجوية التركية على نطاق واسع. وربطت أنقرة الهجمات بالانتقام من تفجير وقع في اسطنبول أسفر عن مقتل ستة أشخاص الأسبوع الماضي وألقى باللوم على حزب العمال الكردستاني، وهو جماعة متشددة. ويُنظر إلى الضربات الجوية داخل المحافظة السورية على أنها مقدمة لغزو بري، يمكن أن يحاول ربط جرابالوس التي تسيطر عليها تركيا على الحدود ببلدة تل أبيض".
وبحسب الصحيفة، "عززت الغارات على مدى السنوات الثلاث الماضية بالفعل موطئ قدم تركيا في المنطقة، مما حقق جزئيًا هدف أنقرة المتمثل في إبعاد الأكراد عن الحدود. لطالما اعتبر المسؤولون الأتراك وجود حزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا حاضنة للتمرد الذي خاضه على مدى أربعة عقود مع المتمردين الأكراد في جنوب شرق تركيا الذين يريدون تشكيل دولة مستقلة. قبيل مناقشة إجراء عملية برية، أعيد بعض السوريين في تركيا إلى المناطق الحدودية. وأفاد الكثيرون بتزايد مناخ الخوف داخل تركيا مع تنامي الخطاب المعادي لسوريا. قال مسؤول تركي إقليمي في جنوب البلاد: "نقوم بمسح المنطقة الآن. حان الوقت لانتهاء هذه الحرب"."
وتابعت الصحيفة، "ومع ذلك، فإن ما يمثل نهاية للعديد ممن شهدوا الأيام الأولى للانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد في عام 2011 يُنظر إليه على أنه حقبة جديدة لأصحاب المصلحة الرئيسيين في الصراع: تركيا، التي دعمت بنشاط جماعات المعارضة؛ روسيا، التي دعمت الأسد من البداية الصعبة إلى الانتصار الباهظ الثمن؛ وإسرائيل، التي لعبت دور الضربة القاضية مع إيران داخل سوريا منذ ذلك الحين. قالت الدكتورة لينا الخطيب، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز الأبحاث تشاتام هاوس: "الحرب في سوريا تخاطر بأن تصبح صراعًا منسيًا". وأضافت: "لكن الضربات الجوية المستمرة من قبل تركيا وروسيا وإسرائيل تظهر أن المصالح الإقليمية لا تزال على المحك، حيث تستهدف كل دولة من الدول الثلاث خصومها لمنعهم من تعزيز نفوذهم في سوريا". وتابعت قائلة: "هذا بمثابة تذكير بأن الصراع السوري ليس صراعا منعزلا ولا حربا أهلية. لطالما لعبت المصالح الإقليمية والدولية دورًا، وتهدف التفجيرات التركية والروسية والإسرائيلية المتكررة إلى حماية تلك المصالح"."
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|