محليات

انتخابات بلا خصوم.. جدل حول هيمنة "حزب الله" على عشرات البلديات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أثار أداء "حزب الله" في الانتخابات البلدية  اللبنانية جدلا واسعا، حيث رأى محللون أنه استغل النظام الانتخابي وغياب المنافسة في مناطقه لتعزيز هيمنته، عبر تحالفات مع حركة أمل وضغوط سياسية ومالية، مما أدى إلى فوزه بالتزكية في عشرات البلديات، بينما قال آخرون إن النتائج تعكس تماسك قاعدته الشعبية.

وقال الكاتب والمحلل السياسي طوني بولس، إن "ما جرى في مناطق نفوذ حزب الله يختلف تماما ويتناقض بشكل صارخ مع ما شهدته باقي المناطق اللبنانية، حيث اتسمت الانتخابات هناك بطابع إنمائي وديمقراطي، وتنافست اللوائح على أسس خدماتية وسياسية، بمشاركة الأحزاب والمجتمع المحلي".

وأضاف بولس لـ"إرم نيوز" أن "ما حدث في مناطق حزب الله كان نقيضًا لهذا المشهد، ولا يمت بصلة إلى العملية الديمقراطية، مشيرا إلى أن الحزب أبرم تحالفات مع حركة أمل لمنع بروز أي قوة ثالثة، إلى جانب ما رافق ذلك من تهديدات، وضخ أموال، واستغلال لمشاعر الناس المرتبطة بقضية الشهداء".

وأوضح أن هذا الواقع حوّل مناطق الجنوب إلى ما يشبه "الصحراء الديكتاتورية"، إذ انفرد الثنائي  الشيعي بجميع اللوائح، ما أدى إلى فوزهم بالتزكية في نحو 100 بلدية، دون أن تترشح ضدهم أي لوائح منافسة. 

 وأشار إلى أن السلطة السياسية في لبنان لم تكن محايدة، إذ أُتيح للمرشحين الانسحاب قبل أسبوع من موعد الانتخابات في كل المناطق، باستثناء الجنوب، حيث منح هذا الحق حتى فجر يوم الاقتراع.

وبيّن أن حزب الله وحركة أمل مارسا ضغوطًا على المرشحين المعارضين حتى اللحظة الأخيرة، ما أدى إلى فرض التزكية، بهدف تأكيد استمرار سيطرة الحزب على المناطق الشيعية، وتثبيت موقعه كالقوة الأساسية في الطائفة، دون أن يتغير شيء قبل أو بعد الحرب.

ولفت إلى أن ما حدث كان استثمارًا في النظام الانتخابي الأكثري، الذي يُعطي الفوز للائحة التي تحصد أكثر الأصوات، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الثنائي الشيعي منع "الميغا سنتر" الذي يتيح للناخبين التصويت من أماكن سكنهم، وأجبرهم على الانتخاب في مناطق تقع تحت سيطرته في الجنوب أو البقاع، ما حدّ من قدرة المعارضين على التأثير.

وأكد أن النتائج الأخيرة جاءت "معلبة" ولا تعكس مناخا ديمقراطيا ولا موقفا سياسيا حقيقيا، مشيرا إلى أن نسبة الاقتراع كانت متدنية للغاية في مناطق حزب الله وحركة أمل، وتم فرض التزكيات لتجنّب إجراء الانتخابات وكشف حقيقة ما يجري على الأرض.

وأضاف أن حزب الله يسعى اليوم إلى توظيف هذه النتائج لتأكيد تمثيله للطائفة الشيعية، رغم وجود رأي عام شيعي مختلف المزاج، لا يرغب في استمرار الحزب وحركة أمل في الاستئثار بالقرار داخل بيئتهم. وشدد على ضرورة أن يتبلور هذا المزاج المعارض في آلية جديدة، عبر قانون بلدي جديد، وسعي حقيقي لتوحيد صفوف المعارضة الشيعية.

 من جانبه، رأى الكاتب والباحث السياسي ميخائيل عوض أن "الفضل في أي نجاح انتخابي يُسجّل لحزب الله يعود بالأساس إلى قاعدته الاجتماعية في لبنان، التي التزمت به وآمنت بأن المقاومة والسلاح هما السبيل للتحرير والسيادة".

وأشار إلى أن "اغتيال عدد من كبار قادة الحزب عزز الارتباط بين هذه القاعدة وخيار المقاومة، وأبرز استعدادها للتضحية، كما ظهر في محاولات الناس دفع إسرائيل إلى الانسحاب والعودة إلى قراهم، دون سلاح، وعبر تحركات مدنية نسائية".

وأكد أن "هذه القاعدة جدّدت ولاءها خلال الانتخابات البلدية، مما يقطع الشك باليقين بأن حزب الله لم يُهزم، وأن قاعدته الشعبية لم تتفكك، بل بقيت متماسكة وصلبة، ومستمرة في دعم الحزب ومشروعه".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا