أميركا تريد الاستقرار في لبنان حتى لو ماطل الحزب وناورت إيران!
بين الحياء والكلام... هوّة عميقة بعُمق أزمة بلد إسمه لبنان...
بمعزل عن المشاكل الكثيرة التي لطالما عانى منها لبنان، والتي باتت أقوى بكثير، وأكثر تسبُّباً بمشاكل جوهرية الآن، إلا أن هناك فارقاً كبيراً وأساسياً نلاحظه في بلادنا اليوم بالمقارنة مع الماضي. وهذا الفارق هو تغيُّر نوعية الحاكم في لبنان.
ففي الماضي، كان النائب أو الوزير أو المسؤول اللبناني عموماً، أكثر حذراً في تصريحاته، وأكثر حرصاً على تفادي "التخبيصات" الصحافية والإعلامية، خصوصاً إذا كان لا يقوم بواجباته على أكمل وجه، وإذا كان يدرك تماماً مدى غضب الناس أو سخريتهم منه، لهذا السبب.
انعدام مهنية
ومن النتائج الأساسية لما سبق ذكره، هو أن الحاكم أو المسؤول كان يتمتّع بنِسَب أكبر من الحياء في الماضي، بالمقارنة مع الحاكم أو المسؤول اليوم. والحياء قد يكون سبباً تخفيفياً عن الكثير من المسؤولين في الماضي، إذا أردنا استحضار بعض التجاوزات التي ارتُكِبَت، أو الانتهاكات التي حصلت، والتراخي الرسمي الكبير الذي رافقها.
وأما اليوم، تُرتَكَب كل أنواع التجاوزات "عا عينك يا مواطن"، من دون حياء، ومن خارج أي نوع من الخجل. فعلى سبيل المثال، وبينما يعاني معظم الناس في لبنان من صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية السليمة، يُطالعك أحد المسؤولين في بلادك بتصريح عن السياحة الطبية في لبنان، وما يمكنها أن توفّره من موارد وفرص للبلد. وهذه قمة في انعدام المهنية بالممارسة السياسية.
بصوت مرتفع...
فإذا كنتم تدركون جيداً ما يدركه كل من يعيش في لبنان، وهو أن الرعاية الصحية في بلدنا باتت منذ سنوات امتيازاً لمن يمتلك المال، أو لمن هو بمستوى معيشي مرتفع، إلا أن لا ضرورة لدعوة السائح أو المغترب لزيارة لبنان من أجل إنفاق أمواله على الطبابة فيه، بصوت مرتفع، ومن دون توفير أي نوع من مناعة مع تلك الدعوة، كوعد مثلاً بتحسين جودة الطبابة وتمكين المواطن اللبناني محدود الدخل، من الحصول على الرعاية الصحية في بلده أيضاً.
ففي النهاية، المسؤول الحقيقي هو ذاك الذي يزن كلامه بدقّة، والذي يعلم تماماً ما يمكن زيادته هنا، أو التقليل منه هناك، خصوصاً إذا كان في بلد أزمات شديدة، تراكمها الأيام والظروف والعقود.
أزمة بلد
الحياء. هو أمر مهمّ جداً لأي مسؤول، في أي بلد كان. وهو ما بات نادراً جداً في عصرنا الحاضر.
ففي العادة، يتوجب على المسؤول العاجز عن فعل شيء، أو غير الراغب بذلك، أو من الأفضل له، أن يتجنّب الكلام. فهذا الأخير في حالات العجز أو فقدان الرغبة بفعل شيء، يكون سلاحاً مُعاكِساً وفتاكاً.
وبين الحياء والكلام، هوّة عميقة، بعُمق أزمة بلد، إسمه لبنان.
أنطون الفتى - أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|