حركة رجال الكرامة: إدارة شؤون السويداء يجب أن تكون بيد كوادر محلية

صدر عن حركة رجال الكرامة في السويداء البيان التالي :

في ظل التطورات المتسارعة التي تمر بها محافظة السويداء، وما يرافقها من حالة ترقّب وقلق مشروع على المستقبل، نُفاجأ، مرة تلو الأخرى، بتصاعد حملات منظمة من التضليل الإعلامي، والتشويش المقصود، عبر ترويج تسجيلات مفبركة وأقاويل ملفقة، تهدف بوضوح إلى ضرب الجبل من الداخل بعد فشل كل محاولات النيل منه من الخارج.

أحدث هذه الحملات تمثلت في تسجيل صوتي كاذب، يزعم زوراً نية حركة رجال الكرامة ولواء الجبل سحب أسلحة ثقيلة من إحدى قرى المحافظة. تم تداول هذا النبأ الملفق دون أي دليل أو إثبات، كما لو أن غاية البعض هي تأليب الرأي العام أكثر من تحري الحقيقة.

ولم تكن هذه الواقعة الأولى، إذ سبقتها إشاعات أخرى مرتبطة بقضية أهلنا في أشرفية صحنايا، طُرحت بطريقة مُضلّلة دون أي احترام للحقائق أو مشاعر المتضررين، علماً أن ما حصل هناك كان في سياق هجمة ممنهجة استهدفت الطائفة في جرمانا والأشرفية والسويداء، وكانت الحركة في كل المواقع طرفاً مدافعاً قدم الشهداء لا طرفاً مساوماً أو مفاوضاً، وكانت في نفس الوقت منفتحة على أي مبادرات للتهدئة وحقن الدماء طرحتها مرجعياتنا الدينية والروحية.

إن تفشي هذا النمط من الإشاعات الذي يخلط الوقائع بالنوايا، حوّل بعض منصات التواصل إلى أدوات فتنة وتحريض، تماماً كما جرى الشهر الماضي حين استُخدمت ذات الأساليب لاستهداف الطائفة بأكملها.

من هنا، وحرصاً على وحدة الصف وصون كرامة الجبل، نرى من واجبنا توضيح النقاط التالية كجزء من ثوابتنا النابعة من ثواب أهلنا في الجبل:

• السلاح في السويداء لم ولن يكون يوماً موضع تفاوض أو مساومة مع أي جهة كانت.

هذا القرار محسوم وجامع، تتفق عليه جميع المرجعيات في الجبل، دينية كانت أو روحية أو عسكرية. وما يجري من تنسيق بخصوص السلاح لا يتعدى تنظيمه لخدمة حماية الأهالي وضمان أمنهم، كي لا يبقى سلاحاً عشوائياً ويتحول إلى خطر الانفلات، لا أكثر ولا أقل.

• الحركة تُواصل تنسيقها الكامل مع الرئاسة الروحية ومشيخة العقل والهيئة الروحية، في مسعى مستمر لتوحيد الصفوف وصياغة رؤية جماعية تخرج بالسويداء من أزماتها المزمنة.

• رفض أي تدخل عسكري أو أمني من خارج المحافظة موقف مبدئي وثابت.

ما شهدته البلاد خلال الأشهر الماضية عزز هذا القرار، الذي يضمن أن تكون إدارة شؤون السويداء بيد كوادر محلية، مؤهلة وذات كفاءة، تُمثّل تطلعات الناس لا مصالح أطراف خارجية.

• كنا أول من استجاب لمبادرات تُفضي إلى الاستقرار، بما في ذلك الاتفاقية التي شكّلت لجنة خماسية في شباط الماضي للانضمام إلى وزارتي الدفاع والداخلية. ورغم تعليقها لاحقًا بطلب من الرئاسة الروحية بعد انسحاب ممثلها دون توضيح الأسباب، علّقنا العمل، وبقينا منفتحين على أي مسار لا يمسّ الثوابت العامة المتفق عليها في الجبل.

• خلال اجتماع الأول من أيار بحضور كافة المرجعيات والوجهاء من الرئاسة الروحية ومشيخة العقل والزعامات الاجتماعية، تم الاتفاق على تفعيل دور الضابطة العدلية من أبناء المحافظة، وقد التزمنا مع هذا القرار، وتحركنا لمؤازرة الضابطة العدلية بعد حصول تجاوزات ضدها استُخدمت ذريعة للتحريض على المحافظة، لنجد أن هذه الضابطة لم تتلق حتى اللحظة أي دعم لوجستي يتيح لها أداء مهامها، ويُفتح الباب مجدداً أمام حملات تشويه وتخوين تستهدفنا دون سند.

• حركة رجال الكرامة ليست مجرد تشكيل عسكري، بل مشروع وطني قدم العشرات من الشـ. هداء، ولا يزال مقاتلوها يرابطون منذ أسابيع على تخوم الجبل، جنباً إلى جنب مع مختلف الفصائل والمجموعات الأهلية، دفاعاً عن الأرض والعرض.

إنّنا نُدرك أن الاختلاف في الرأي والمقاربات السياسية داخل الجبل أمر طبيعي ومشروع، لكننا نجدد التأكيد أن الأرض والعرض والكرامة خطوط حمراء لا مساومة عليها، وأن حماية نسيجنا الاجتماعي أولوية تتقدم على كل الحسابات.

ختامًا، نُهيب بأهلنا الكرام أن يكونوا على قدر المسؤولية، وألّا يُنساقوا خلف الشائعات التي يروجها مجهولون أو منتحلو صفات، هدفهم شق الصف، لا النصيحة ولا الحرص.

وفي مواجهة هذه الحملات، يبقى وعينا ووحدتنا ومرجعياتنا الوطنية والدينية هي السند الأكبر.

والله وليّ التوفيق