الانتخابات البلدية: سعد الحريري "الرقم الصعب" في الشارع السنّي!

شادي هيلانة – القناة الثالثة والعشرون

تابعت جهات سنيّة وازنة العملية الانتخابية عن قرب، ورأت في حديث لموقع "القناة الثالثة والعشرون" أنّ المشاركة السنّية اتّسمت بطابع عائلي في معظم المناطق، متجنّبة الانخراط في معارك سياسية، نتيجة غياب تيار المستقبل عن المشهد، باستثناء المدن الكبرى حيث بدت المعارك سياسية الطابع، كالعاصمة بيروت وطرابلس وصيدا.

وأكدت المصادر أنّ غياب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري شكّل فراغًا كبيرًا انعكس ارتباكًا في توجهات الناخبين السنّة، خصوصًا في بيروت، حيث أدّى غياب الماكينات الانتخابية التابعة للتيار الأزرق إلى تسهيل عملية توجيه الأصوات لصالح ثنائي "حزب الله – أمل".

في صيدا، ورغم الدعم الكبير الذي حظيت به لائحة "سوا لصيدا" من جمهور المستقبل، والتي حقّقت فوزًا ساحقًا، إلا أنّ نتائج الاقتراع أظهرت أن التيار الأزرق لا يزال يحتفظ بالصدارة رغم غيابه، نتيجة وفاء أهالي المدينة للرئيس الحريري، يليه التنظيم الشعبي الناصري، ثم الجماعة الإسلامية.

أما في طرابلس، فبدت المشاركة السنّية ضعيفة، وكذلك في عكار، حيث كان العزوف واضحًا. وأرجعت المصادر ذلك إلى استمرار الحريري في الاعتكاف، ما فسح المجال أمام شخصيات طامحة للقيادة، حاول بعضها فرض نفسه كبديل، دون أن ينجح في خلق حيثية شعبية حقيقية.

وفي الإقليم والبقاع، سجّل أنصار المستقبل حضورًا وازنًا عبر التصويت لمرشحين يدورون في الفلك "الحريري"، من دون أي توجيه حزبي مباشر، كما حصل في شحيم وكترمايا وبرجا. وتشير مصادر مطّلعة إلى أنّ المعارك الانتخابية في المناطق السنّية البقاعية حملت طابعًا عائليًا في الغالب، انسجامًا مع قرار التيار بالعزوف الرسمي.