إيران... القوة 5 أو 6 والخيار البديل الدائم للسُنَّة والشيعة في العالم؟

تتراكم المقومات التي قد تسمح لإيران بجمع العالم الإسلامي تحت أجنحتها، وبأن تكون الخيار الدائم البديل والمُتاح، لأعداد هائلة من المسلمين الشيعة والسُنّة حول العالم، في المستقبل.

فطهران تفاوض الولايات المتحدة الأميركية الآن، وستُبرم اتّفاقاً معها وفق الثوابت الإيديولوجية التي تتحكم بالنظام الإيراني، الذي وإن كان خسر الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 على امتداد الشرق الأوسط، إلا أنه يحافظ على صورة إسلامية معينة، غير مستعدة للدخول في مسارات سلام، وذلك جنباً الى جنب تسوية أموره مع الأميركيين باتفاق نووي، سيُتيح له في النهاية امتلاك الطاقة والمال، وهما من العناصر المهمّة للدخول في الرّكب العالمي الجديد، خصوصاً على الصعيد التكنولوجي والاقتصادي والعسكري.

وبين دول إسلامية مزدهرة وثرية، مستعدّة للسلام مقابل الاعتراف بدولة فلسطينية، ودولة إيرانية ثابتة على مواقفها، رغم خسارتها حرب أكتوبر 2023 في غزة (وما تفرّع عنها من معارك وحروب في الضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق واليمن)، و(دولة إيرانية) غنية ومزدهرة بالطاقة والتكنولوجيا والاقتصاد والمال... بعد الاتفاق مع واشنطن، قد تنجح طهران باستقطاب ملايين المسلمين من حولها هي في المستقبل، على حساب كل باقي الدول العربية والإسلامية، بشكل قد يطرح تحديات جديدة ضمن العالم الإسلامي في أوقات لاحقة.

اعتبر مصدر مُتابِع أنه "رغم أن لا مجال لمعرفة ماذا ستكون عليه أحوال إيران ضمن العالم الإسلامي، بعد سنوات أو عقود، منذ الآن، إلا أن من غير المرجّح أن يسمح الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران للإيرانيين بأن يستجمعوا العالم الإسلامي لديهم، ولا بأن يتوسعوا من جديد".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ترامب حاسم بالموضوع الإيراني، وبجعل إيران داخل حدودها لا خارجها، وبأن تكون من دون سلاح نووي، كشروط أساسية للتوقيع على اتفاق معها".

وختم:"قد تبقى تلك النقاط قيد المراقبة لفترات طويلة في المستقبل، حتى ولو حصل الاتفاق الأميركي - الإيراني اليوم. وبالتالي، لن يُسمَح لإيران بأن تصبح القوة العالمية الخامسة أو السادسة، في أي شكل من الأشكال".