تمترس سنّي في معسكر الإحباط... ما هي أسباب الضياع؟!
تعيش الطائفة السنّية حالة ضياع وغيابٍ للدور الجامع الذي اعتادت على لعبه منذ نشأة لبنان، فلطالما كان السنّة عصباً أساساً في الحياة السياسية، وفي حسم الإستحقاقات المختلفة، أمّا اليوم، فلا وحدة موقف ولا مرجعية سياسية موحّدة، ولا قائد وزعيم يتكلّم بإسمهم، وسط محاولات فاشلة لجمعهم تارة من دار الفتوى، وطوراً من السفير السعودي وليد بخاري، فما أسباب الوضع السنّي السلبي القائم؟ وهل من أفق إيجابية في أجواء الطائفة بالأيام المقبلة؟!
في هذا السياق، رأى النائب السابق مصطفى علّوش، أن "سبب غياب الدور السنّي هو غياب البوصلة السياسية، فلم يكن يوماً للسنّة في لبنان زعيمٌ واحد في لبنان، وحتى في أيام جمال عبد الناصر الذي حصل على تأييد جزءٍ كبيرٍ من السنّة، بقي جزءٌ آخرٌ خارج هذا التوجّه".
وقال علّوش لـ "ليبانون ديبايت": "السنّة انتخبوا واختاروا ممثلين وعليهم أن يعبّروا عن تطلّعات ناخبيهم، ولكنهم يفشلون في إبراز وتظهير موقف سنّي منطقي ووازن للوضع القائم". وأضاف، "لا يمكن جمع كل أنواع التوجهات الفردية ووضعها في سلّةٍ واحدة وتكوين موقفٍ موحّد، لأن ما يجمع معظم النواب السنّة، هو فقط حبّ الأكثرية الساحقة منهم للنيابة".
وتابع، "بالتأكيد هناك من يمتلك رؤيةً سياسيةً وإقتصادية، ولكن معظمهم أفراد ولا يملكون القدرة على بناء موقفٍ عام، وهذا يظهر من خلال تصرفاتهم وخطاباتهم".
وأردف علّوش، إن "رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري غاب لأنه لم يتمكّن من جمع السنّة، فالمواقف التي أتخذها خلال الفترة الماضية، وعدم تفاهمه مع السعودية والتسويات التي قام بها، تُبيّن أنه لم يتمكّن من جمع السنّة على موقف مؤيد له على الأقل، وبالتالي، فإن غيابه عن الساحة هو نتيجة وليس سبباً".
وأشار، إلى عدم وجود أي عنصر من الممكن أن يجمع السنةّ، ويشكّل رؤية عامة لهم على مستوى التمثيل النيابي، والسبب غياب المرجعية العامة، بالإضافة إلى أن كل نائبٍ يعتبر نفسه مرجعية".
ويوضح علوش، أنه ليس مطلوباً من دار الفتوى جمع السنّة على المستوى السياسي، فتاريخياً كان لدار الفتوى دوراً معنوياً، ونادراً ما كانت المرجعية السياسية عند السنّة".
ورأى أنَّ "أحد أوجه الضياع القائم عند السنّة يظهر عبر عدم انتظام الحياة السياسية في لبنان، لأنه عادةً ما ينشط حراك السنّة السياسي ضمن دولة مستقرة والآن لا وجود لدولة".
وختم علّوش بالقول إن "الوضع المسيحي ليس بأفضل حال، وأمّا بالنسبة للشيعة، فصحيح أن هناك قيادة موحدة، ولكن الوضع ليس سليماً أيضاً، الدولة الفاشلة وغيابها يجعل كل طرف متمترس بمكان ومن ضمنهم السنّة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|