عربي ودولي

حارب إلى جانب حزب الله وتلقى تمويلاً منه... تعرفوا على "ذراع ماهر الأسد"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يُعدّ غياث سليمان دلا من أبرز القادة العسكريين في جيش نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، إذ قاد اللواء 42 المعروف بـ"قوات الغيث"، وكان من الشخصيات التي انخرطت بقوة في الحملة العسكرية ضد الثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011، وتُوُجهت له اتهامات بارتكاب مجازر وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، لا سيما في داريا ومعضمية الشام. لاحقًا، أسّس ميليشيا خاصة به بدعم مباشر من إيران، وعقب سقوط النظام في كانون الأول 2024، عاد إلى الواجهة بقيادة تحالف عسكري جديد حمل اسم "المجلس العسكري لتحرير سوريا".

وُلد غياث دلا في قرية بيت ياشوط التابعة لمدينة جبلة الساحلية في محافظة اللاذقية، وينتمي إلى عائلة علوية اشتهرت بولائها المطلق لعائلة الأسد ونظامه.

التحق دلا مبكرًا بالفرقة الرابعة، وتحديدًا ضمن اللواء 42 دبابات، الذي كان يقوده ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع. ترقّى سريعًا في السلم العسكري حتى تولى رئاسة أركان الفرقة الرابعة عام 2004، وعُرف حينها بـ"ذراع ماهر الأسد الضاربة" نظرًا لدوره القمعي الصلب، خاصة إبان اندلاع الثورة السورية في آذار 2011.

شارك دلا في اقتحام داريا ومعضمية الشام إلى جانب الفرقة الرابعة، في عمليات أوقعت مئات الشهداء وآلاف المعتقلين، بحسب توثيق منظمات حقوقية. ففي أيار 2011، حاصرت قواته معضمية الشام، واقتحمتها بالدبابات ونشرت القناصة على أسطح المباني، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 2000 مدني، وفق "هيومن رايتس ووتش".

وفي العام 2013، أعادت الفرقة الرابعة حصار المدينة، وارتكبت مجازر جديدة راح ضحيتها المئات، بينهم 60 سيدة و100 طفل، إضافة إلى إصابة نحو 3000 شخص بعاهات مستديمة.

كما اتُّهم دلا بالمشاركة في مجزرة داريا الكبرى التي راح ضحيتها أكثر من 700 مدني، بينهم عائلات كاملة، ومجزرة أخرى في 21 آب 2012 أسفرت عن استشهاد 86 مدنيًا، إضافة إلى مجزرة ثالثة في تموز 2012 راح ضحيتها 80 مدنيًا.

وفي حي القابون الدمشقي، نفّذ دلا عملية اقتحام في تموز 2011، اعتُقل خلالها نحو 1500 مدني، ثم أعيد حصار الحي في العام التالي، وتسبب القصف بتدمير الحي وتهجير نحو 90% من سكانه، وسقوط 100 شهيد خلال خمسة أيام.

في العام 2017، أسّس دلا ميليشيا "قوات الغيث"، كجناح قتالي داخل الفرقة الرابعة، بدعم مباشر من إيران، وبأسلوب مشابه لقوات "النمر" بقيادة سهيل الحسن. ضمّت الميليشيا نحو 500 عنصر وضابط معظمهم من الطائفة العلوية، وشاركت في معارك داخل دمشق وريفها، خصوصًا الزبداني، خان الشيح، وبيت جن، وصولًا إلى جوبر والقابون وبرزة.

وحازت الميليشيا على لقب "أسد الغوطتين"، بسبب العمليات التي نفذتها بقيادة دلا، وأسفرت عن تهجير أكثر من 150 ألف مدني جنوب دمشق، خصوصًا من حرستا. كما خاضت مواجهات عنيفة في درعا، رغم اتفاقات المصالحة الموقعة برعاية روسية عام 2018.

وضمّت "قوات الغيث" مقاتلين من حزب الله، وميليشيات إيرانية مثل "لواء الإمام الحسين"، ومنحتهم زيًا رسميًا.

وشاركت الميليشيا، إلى جانب حزب الله والحرس الثوري الإيراني، في معارك الزبداني ومضايا والقلمون، وكان من المقرر أن يقود دلا معركة الغوطة الشرقية، غير أن القيادة الروسية اعترضت، وعيّنت سهيل الحسن للحد من نفوذ الميليشيات الإيرانية.

في 20 آب 2020، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية غياث دلا على قائمة العقوبات، إلى جانب شخصيات مثل عمار ساعاتي ولونا الشبل، لدورهم المباشر في دعم القمع بحق المدنيين.

شاركت "قوات الغيث" في الحملة الروسية-الإيرانية على إدلب عام 2019، والتي انتهت بتوقيع اتفاق سوتشي لوقف إطلاق النار في آذار 2020. كما شاركت في محاولات اقتحام درعا البلد ومخيم طريق السد، بين حزيران وأيلول 2021، من دون نجاح، رغم الخسائر البشرية الكبيرة.

استمر دلا بالقتال حتى سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024، قبل أن يتوارى عن الأنظار. لكنه عاد للظهور في آذار 2025، معلنًا تشكيل "المجلس العسكري لتحرير سوريا"، وبدأ تنفيذ هجمات في ريف اللاذقية، معلنًا أن هدفه "تحرير سوريا من المحتلين".

ووفق السلطات السورية الجديدة، فإن المجلس غطاء لإعادة نفوذ طهران وموسكو في الساحل، في ظل الفراغ الأمني بعد سقوط النظام.

وكشف مصدر أمني للجزيرة أن دلا وسّع نفوذ المجلس عبر تحالفات مع قادة سابقين في جيش النظام، مثل محمد محرز جابر (قائد "صقور الصحراء" سابقًا) وياسر رمضان الحجل (قائد ميداني ضمن مجموعات سهيل الحسن).

تلقى "المجلس العسكري" دعمًا ماليًا من حزب الله وميليشيات عراقية، كما حصل على تسهيلات لوجستية من "قوات سوريا الديمقراطية". وقسّم دلا قواته إلى ثلاث مجموعات: "درع الأسد"، و"لواء الجبل"، و"درع الساحل".

وأفادت مصادر بأن التمرد المسلح أشبه بمحاولة انقلاب منظم. وأسفرت المواجهات مع القوى الأمنية التابعة للإدارة الجديدة عن استشهاد قرابة 250 عنصرًا، بالإضافة إلى العثور على مقابر جماعية تضم عشرات القتلى من عناصر وزارة الداخلية السورية.

وردًا على ذلك، شنت الأجهزة الأمنية حملة مضادة من مرحلتين: الأولى لاستعادة الأمن في مدن الساحل، خصوصًا طرطوس، اللاذقية، جبلة، بانياس، والقرداحة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا