أرسلان: تحيّة لكل ضابط وعنصر يسهر على أمن الناس رغم كلّ التحديات
منعيش عالهامش… ولا صرنا نحنا الهامش؟
في بلادٍ تُقاس فيها الحياة بعدد ساعات الكهرباء، وتُحتسب الكرامة على مكيال الدولار، يُطرح السؤال بصوت خافت، ثم يتحوّل همساً جماعياً:
هل نعيش على الهامش، أم أصبحنا نحن الهامش ذاته؟
في لبنان، أصبح البقاء فنّاً، والنجاة مشروعاً يومياً لا يكلّف أحداً أكثر من أعصابه. نتنقّل بين الأزمات كما يتنقّل المسافر بين محطات متهالكة، بلا خريطة، بلا موعد، وبلا أمل أكيد بالوصول.
صرنا نعتاد القهر. نُسقط الغضب في مقاطع صوتية على "واتساب"، نُفرغ احتجاجنا في تعليقات على "فيسبوك"، ونكمل حياتنا كأنّ شيئاً لم يكن.
لكنّ السؤال الأخطر ليس عن الهامش الذي وُضعنا فيه، بل عن ذلك الذي اخترناه لأنفسنا.
هل تحوّلنا إلى جمهور يتفرّج على موته البطيء؟
هل صار "الاعتياد" هو التواطؤ الجديد؟
نضحك على انهيار الليرة، نُمازح بعضنا بأخبار القهر، نُحوّل النكبات إلى نكات… لكنّ كلّ ذلك لا يخفي الحقيقة:
نحن نتآلف مع السقوط.
في مدنٍ هجرتها فرص العمل، في قرى هجرتها الدولة، في بيوت هجرتها الأحلام… يعيش اللبناني اليوم على "أطراف" كلّ شيء. لا يثق بسياسيّ، لا ينتظر إصلاحاً، لا يحلم حتى بهجرة ممكنة.
الهامش لم يعد مكاناً موقتاً، بل صار وطناً بحدّ ذاته.
نرمي المسؤولية على "المنظومة"، لكنها – ويا للمفارقة – تعيش فينا بقدر ما نعيش نحن فيها.
في التفاصيل الصغيرة، في التماهي مع اللامبالاة، في خفض السقف حتى صار أرضاً، وحتى في صمتنا المهيب… صرنا نسخة مصغّرة عن نظامٍ نرفضه علناً ونخدمه ضمناً.
لكن رغم كلّ شيء، لا تزال في النفوس بقيّة من سؤال:
هل الهامش قدر؟ أم خيار؟
وهل يمكن لمن اعتاد أن يُهمَّش… أن يقرّر في لحظة ما أن يعود إلى قلب الصورة؟
ربما لا تملك الأجوبة، وربما لا تملك الأدوات،
لكنك تملك بداية الطريق: أن ترفض العيش على الهامش.
أن ترفع صوتك، ولو إلى الداخل، وتقول:
أنا أستحق أكثر.
وهذه البلاد تستحق أكثر…
لو كنّا نحن "الأكثر".
جوانا صابر - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|