الأمين العام الفعلي لـ "الحزب"… وتوقيت تسليم السلاح
يبدو الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أشبه بخيالٍ للأمين العام السابق السيّد حسن نصرالله. لا مجال للمقارنة بين الرجلين. لن يتكرّر نصرالله. ولم يحجز قاسم مكانةً له تقترب، ولو قليلاً، من مكانة نصرالله. هو أمين عامٍ لمرحلة انتقاليّة، من دون أن يملك هامشاً واسعاً في اتخاذ القرارات.
يدرك جميع من يعرف حزب الله عن قرب أنّ أمينه العام الفعلي حاليّاً هو النائب محمد رعد. يُعتبر رعد صاحب القرار الأوّل في "الحزب"، بما أنّ الدور العسكري بدأ ينحسر لصالح الدور السياسي. رعد يتولّى التنسيق مع رئاسة الجمهوريّة ورئاسة مجلس النواب. ويصبّ عنده التنسيق مع الجهات الخارجيّة، وخصوصاً إيران. وهو يتّخذ الكثير من القرارات من دون العودة الى الآليّة السابقة لـ "الحزب" لضروراتٍ أمنيّة تحول غالباً دون التنسيق والتشاور.
لا يعني ذلك أبداً أنّ الشيخ نعيم قاسم مجرّد صورة، ولكنّ الترتيبات الأمنيّة المتّبعة لحمايته تحول غالباً دون مشاركته في الكثير من القرارات، ما يعزّز دور رعد الذي يحظى باحترامٍ كبير بين كوادر "الحزب"، ويملك هيبةً ساهمت في تعزيز دوره، خصوصاً أنّ صفته النيابيّة تشكّل حمايةً له، ما يتيح له التحرّك والتواصل أكثر من قياديّين آخرين. علماً أنّ رعد عمل على ضبط الأمور داخل حزب الله بعد بروز تبايناتٍ وصراع أجنحة عقب الحرب واتفاق وقف إطلاق النار.
وممّا لا شكّ فيه أنّ رعد سيكون الشخصيّة الأبرز في حزب الله في مرحلة ما بعد السلاح، وهي مرحلة سيبلغها "الحزب" عاجلاً أم آجلاً، على الرغم من التباطؤ المشترك بينه وبين السلطة، في انتظار التوصّل إلى اتفاق أميركي - إيراني يريح الحكومة اللبنانيّة من همّ الضغط على حزب الله.
وتشير المعلومات الى أنّ لجنة المراقبة راضية عمّا يقوم به الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، وتدرك تماماً أنّ حزب الله يسهّل الى حدٍّ بعيد مهمّته، ولكنّه ينتظر أثماناً مقابل التخلّي عن سلاحه في شمال الليطاني، أحدها إعادة الإعمار التي تبدو بعيدة المنال حتى الآن، وهي غير مرتبطة فقط بتسليم السلاح بل أيضاً بجلوس لبنان على طاولة التفاوض المباشر مع الإسرائيلي.
ماذا تفعل السلطة اللبنانيّة، وخصوصاً رئيس الجمهوريّة، حيال الأمر؟ هل الضغط على حزب الله هو الخيار الأسلم؟
يؤكّد مصدر دبلوماسي أنّ أعضاء اللجنة الخماسيّة يدركون حساسيّة الوضع اللبناني، ويتفهّمون دقّة التعاطي مع حزب الله، وهم يعرفون أنّ تجريد حزب الله من سلاحه بات مسلّماً به، حتى من قيادة "الحزب"، وما يُحكى عن إعادة تعزيز قوّته لا أساس له من الصحة بل هو كلامٌ يحاكي جمهوره "المكسور" حصراً.
وهناك من يقول في الداخل اللبناني إنّ من تحمّل حزب الله وسلاحه عقوداً، يمكنه بعد الانتظار لبضعة أشهر إضافيّة، وبلوغ هدف تجريده من سلاحه بهدوء ومن دون إدخال البلد في فتنةٍ داخليّة، في ظلّ تلويح "الحزب"، على لسان مقرّبين منه، بـ "الحرب الأهليّة".
ولكنّ التمهّل، حاليّاً، لا يرضي قسماً كبيراً من اللبنانيّين، وقد يدفع دعاته الثمن من شعبيّتهم.
داني حداد - mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|