تشاور لا تحالف… لعبة الوقت بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ!
عاد التواصل بين "التيار الوطني الحرّ" و"حزب الله" ليكسر القطيعة التي طبعت علاقتهما في الأشهر الماضية، إلا أنّ ما يجري حتى اللحظة لا يرقى إلى مستوى الحوار الجدّي، إذ إن اللقاءات الجارية لا تزال في إطار النقاشات العامة التي تتناول ملفات انتخابية وقضايا سياسية من باب رفع العتب أكثر منها سعياً إلى تفاهم فعلي. فحتى الآن، لم يحسم "حزب الله" قراره بشأن إعادة التحالف مع "التيار"، كما أن "التيار" بدوره يوحي عبر أدائه الإعلامي بعدم الاكتراث لإحياء هذه العلاقة، في حين يعلم الجميع أن مصلحته السياسية في ذلك ما زالت قائمة، بل تبدو مُلحّة.
ولعلّ هذا التناقض بين الخطاب العلني والمصلحة الفعلية يعكس حجم التوتر الكامن تحت السطح، حيث يحتاج الطرفان، كلٌّ منهما للآخر، ولكن بشروط وظروف لم تنضج بعد، حيث أنّ "حزب الله" لا يزال بحاجة إلى غطاء مسيحي يؤمّن له توازناً وطنياً يخفّف من حدّة المواجهة التي يخوضها على أكثر من جبهة، و"التيار" من جهته بات بأمسّ الحاجة إلى رافعة انتخابية تعيد إليه حجماً نيابياً يخشى أن يتقلّص بشكل كبير في حال خاض الاستحقاقات المقبلة منفرداً. وبالتالي، فإن القناعة المشتركة بوجود مصلحة متبادلة، لا تزال تصطدم بتباينات تكتيكية وسقف ثقة مهتزّ.
ترى مصادر سياسية متابعة أنه إذا استمر الاستقرار النّسبي الذي يعيشه لبنان حالياً، فقد يشكل ذلك عاملاً مساعداً في تطوّر هذه النقاشات إلى حوار أكثر عمقاً، يُعاد من خلاله ترتيب الأوراق وتنظيم العلاقة بطريقة جديدة تراعي الوقائع المستجدة. إلا أن التشاور الحاصل حالياً لا يتجاوز حدود إبقاء الشعرة ممدودة بين الطرفين، من دون الدخول في التزامات حقيقية. فالحزب، وإن كان حريصاً على إبقاء الباب مفتوحاً، يدرس في الوقت نفسه مدى قدرته على تعويض تفكّك التحالف مع "التيار" من خلال تحسين عدد نواب كتلته أو عبر تحالفات بديلة، فيما "التيار" يتردد بين حاجته السياسية الحتمية إلى هذا التحالف، ورغبته في الظهور بمظهر اللامبالي.
من هنا، يمكن القول إن العلاقة بين الطرفين تمرّ في مرحلة اختبار نيات، إذ لم تُحسم الخيارات ولم تُقطع الصلات، بل تُدار المرحلة بحذر شديد، في انتظار نضوج الحسابات أو تبدّل المعادلات.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|