أبْعَد من 1701... 47 عاماً من عمر لبنان على طاولة البحث يعني خريطة جديدة؟
بمعزل عمّا نُقِل عن متحدّث بإسم الخارجية الأميركية تأكيده أن التقارير التي تتحدث عن أن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل اتفقتا على انهاء عمليات قوات "يونيفيل" في جنوب لبنان غير صحيحة، إلا أنه لا يمكن المرور سريعاً أمام الرسائل والإشارات التي قد ترغب واشنطن بتمريرها للبنان، من خلال إشاعة أجواء إعلامية عن توافق أميركي - إسرائيلي بشأن إنهاء مهمة تلك القوات في الجنوب اللبناني، وذلك على مسافة أسابيع قليلة من بَدْء "ورشة" بحث التجديد لها في مجلس الأمن الدولي، في آب القادم.
بعد 47 عاماً
فالمساس بوجود قوات "يونيفيل" في الجنوب لا ينحصر بقرار دولي هو الـ 1701، الذي صدر في عام 2006، ولا بعُقم الدولة اللبنانية على مستوى حصر السلاح بيدها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024، بل يصل الى إعادة صياغة مرحلة لبنانية كاملة بدأت قبل 47 عاماً، أي في عام 1978، ولا تزال مستمرة حتى اليوم، مع التعديلات التي شهدتها في أعوام 2000، و2006، و2023 - 2024. وهي تعديلات باتت مرتبطة بدورها بما جرى في سوريا من إسقاط لنظام آل الأسد قبل أشهر، وبتوسّع السيطرة الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، وبمستقبل العلاقات السورية مع الولايات المتحدة الأميركية، وبمستقبل الوضع السوري عموماً.
خريطة لبنان
وانطلاقاً مما سبق، قد تصبح إعادة صياغة مرحلة عمرها 47 عاماً اليوم، أي في لغة التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة، إعادة قراءة لخريطة لبنان كلّه، بدءاً من الجنوب الآن، وصولاً الى الشمال والبقاع في وقت لاحق ربما، نظراً لفشل الدولة اللبنانية في إظهار أي قدرة على الإمساك بملفاتها الاستراتيجية التي تنعكس على المستوى الجيوسياسي الإقليمي العام.
وبالتالي، إصرار الدولة اللبنانية على عدم وضع جدول زمني لأي شيء حتى الساعة، أي بعد مرور 6 أشهر على وقف إطلاق النار، مروراً بالاسترسال في اعتراض دوريات قوات "يونيفيل" في الجنوب، والتي باتت تأخذ أشكالاً عنيفة أكثر، يضع خريطة لبنان الحالية بخطر، إذا كان النفي الأميركي لموافقة واشنطن على إنهاء عمليات قوات "يونيفيل" في الجنوب خطوة غير مبدئية تماماً.
هجوم جديد؟
أوضح مصدر مُطَّلِع أن "التداول بمعلومات عن استعداد أميركي لإنهاء عمليات قوات "يونيفيل" في الجنوب، هو ضغوط على لبنان، لأن الأميركيين يرون أنه لا ينفّذ بعض الأمور أبداً، ولا يقوم ببعض الخطوات بالسرعة المطلوبة. هذا فضلاً عن أن التعديات التي تحصل على القوات الدولية جنوباً تعطي نتائج عكسية لما يُراد من لبنان".
ورجّح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "يتمّ التمديد لقوات "يونيفيل" في آب القادم، بشروط جديدة. ولكن الخوف الأساسي هو من أنه إذا لم يَقُم لبنان بأي شيء، وإذا زادت التعدّيات على قوات "يونيفيل"، فقد يؤدي ذلك الى القيام بهجوم إسرائيلي في الجنوب، بقرار أميركي. فنسبة حصول ذلك تصل الى 50 في المئة، خصوصاً أن الأميركيين لا يرون جدية لبنانية بالشكل الذي يرغبون به".
خطير...
وأشار المصدر الى أن "سحب قوات "يونيفيل" من الجنوب سيجعل الأمور "تفرط"، ولن يعود هناك أي خطوط محددة لما يمكن أن يحصل. فمن يعتدون على قوات "يونيفيل" الآن لا ينتبهون الى دورها في الحماية والتهدئة جنوباً، وفي التفاوض اللبناني غير المباشر مع إسرائيل. وبالتالي، مضايقتها لدفعها الى الرحيل خطير، وسيُجدد احتمالات فتح الحرب على جنوب لبنان من جديد".
وختم:"لا أعتقد أن الأمور ستصل الى حدّ سحب القوات الدولية من الجنوب. ولكن الاحتمال المُعاكِس سيضعه (الجنوب) في دائرة الخطر مجدداً. فالوضع ليس مريحاً أبداً".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|