الصحافة

عدوّا لبنان يتّفقان علينا! "حزب الله" وإسرائيل وجهان لعملة واحدة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

صفعَ "حزب الله" بلباسه المدنيّ قوات الطوارئ الدولية متماهياً مع إسرائيل في رفض وجود رقابة دولية على اتفاق وقف إطلاق النار. هذا الاعتداء على قوات الطوارئ هو الثاني على التوالي من قبل بيئة "الحزب"، في رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي برفض وجود "اليونيفيل" في جنوب لبنان.

فإسرائيل ترفض وجود قوات الطوارئ لتعتدي من دون رقابة ومن دون توثيق. و "حزب الله" يرفض وجودها أيضاً ليعيد تسليح بيئته من دون رقابة ومن دون توثيق. إذاً ومن جديد اتّفق عدوّا لبنان على اللبنانيين واتفاقهما ينصّ على ما يلي: لا راحة للبنانيين، سنقتلهم ومن دون رقابة دولية.

قبل الغوص في نوايا العدوّين التي تظهّرت، فلنعد إلى أهمية وجود قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان، ودورها في منع تمادي إسرائيل بضرب الجنوبيين، وهنا يمكننا استحضار امتعاض إسرائيل من وجود هذه القوات في حرب "الإسناد"، حيث تعرضت لاعتداءات إسرائيلية، كما اشتكى الإسرائيليون من وجود معلومات استخباراتية لديهم بأن القوات الدولية "تستّر" على "حزب الله" وتحمي بعض المواقع بتواجدها بالقرب منها. يومها كانت مصلحة "حزب الله" لا تزال المحافظة على قوات الطوارئ، والتي ناسَب عدد كبير من أعضائها لبنانيين شيعة وتزوجوا من جنوبيات وأسسوا معهنّ عائلات جديدة.

المشكلة إذاً برزت بعد توقيع "حزب الله" اتفاق الانهزام مع إسرائيل والذي بموجبه فُرض على قوات الطوارئ الدولية مراقبة تحركات "الحزب"، ومؤازرة الجيش اللبناني، ومنع "الحزب" من إعادة التسلّح، بالإضافة إلى الكشف عن مستودعات الأسلحة التي جهّزها ولم يعرف بها الإسرائيليّ بعد، وكل هذا بناء لموافقة "حزب الله" وتوقيعه وبرضى الجيش اللبناني وبمباركة المجتمع الدولي.

خطيئة "اليونيفيل" بنظر "الحزب" أنها ترفض الانضمام إلى الوحدة 900، وتريد أن تنفّذ القرارات الدولية. ولأن لا شيء يحدث في بيئة "حزب الله" من تنظيم حراك أو اغتيال أو تنظيم إطلاق صواريخ أو تنظيم صفعة من دون علم وموافقة "الحزب"، فإن من اتّخذ قرار صفع الجندي في الكتيبة الفنلندية هو "حزب الله" بنفسه. والتهجّم على آليات ومركبات القوات الدولية ومحاولة تكسيرها وإحراقها ليس إلا بقرار منه.

فلماذا لم تصفع بيئة "الحزب" عناصر الجيش اللبناني وهم يداهمون المستودعات ويسحبون السلاح؟ ولماذا لم تهاجم آليات الجيش وتقطع عليه الطريق؟ الجواب ببساطة لأن "الحزب" لم يتّخذ قرار مواجهة الجيش اللبناني بعد.

لكن يبدو أن هذا "الحزب" قرر مواجهة قوات الطوارئ الدولية التي تجرأت على دخول دير قانون النهر حيث وصلتها معلومات بوجود مخازن لـ "حزب الله" وصواريخ متطورة، فما كان من "الحزب" إلا أن ألبس عناصره ملابس مدنية وقام بصفع المتجرئين على دخول المحظور.

وفي معلومات خاصة لـ "نداء الوطن" فإن الجيش اللبناني وقبل أن يتمكّن من توقيف الفاعل، تلقى اتصالات سياسية تنصحه بعدم استفزاز المواطنين الجنوبيين، لكنّه ردّ بأن لا أحد فوق القانون وأن توقيف المرتكب سيتم مهما كلّف الأمر.

ولأن اللبنانيين متعطشون إلى الدولة في الجنوب بدلاً من الدويلة، لاقى مشهد دخول الجيش اللبناني قرى الجنوب باحثاً عن "الزعران" ترحيباً وطنياً، في مطالبة غير مباشرة بالانتهاء من الدويلة وببسط الجيش اللبناني سيطرته على الأراضي اللبنانية كافية.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف العربية والعالمية مواقف ترحّب بالصورة الحضارية لقوات الطوارئ الدولية وللجيش اللبناني، مقابل التنديد بصورة "الميليشيا" والهمجية التي ظهرت على مطاردي قوات الطوارئ والمعتدين على عناصرها. وسأل أحد المتابعين: لو أن عنصر القوات الدولية صفع أحد عناصر "حزب الله" ماذا كان ليحدث؟ هل كانت "اليونيفيل" قامت باخفاء هذا العنصر أو سلّمته إلى القوى الأمنية والقضاء؟ كذلك الجيش اللبناني كان ليسلّم العنصر المرتكب إلى القضاء المختص. هذا الفرق كل الفرق بين الشرعية و"الميليشيا" المسلّحة وبين من يحترمون القوانين ومن يخرقونها.

وفي معلومات خاصة بـ "نداء الوطن" أيضاً فإن الجيش اللبناني يحاول قدر المستطاع عدم مواجهة "حزب الله" أو الفصائل الفلسطينية ويؤكد جهوزيته التامة في أي قرار وطنيّ يطلب منه، لكنّه ينتظر القرارات السياسية وهو لم يعطِ أي موعد للبدء بسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية ولم يصدر عنه أي بيان رسمي حول ذلك.

مصادر الجيش أوضحت لـ "نداء الوطن" أنها ساهرة على حفظ الأمن ولن تسمح لأي طرف بضرب الأمن والاستقرار وتحت أي ذريعة كانت. فهل سيأخذ "حزب الله" العبر من الأحداث اللبنانية السابقة وهل سيستجيب للمطالب اللبنانية وللإجماع الوطني حول ضرورة تسليم سلاحه أم أنه سيقرر الانتحار ويأخذ معه بيئته التي صدّقته يوماً بأنه سيحرر القدس وسيرمي إسرائيل في البحر وسيعيد الأسرى؟

هي أسابيع قليلة تفصل "حزب الله" عن القرار المصيري الذي سيحدد مستقبله السياسي في لبنان ومستقبل الطائفة الشيعية المُطبق عليها، فإما يحرّر طائفته ولبنان معه من نير "الفرسنة" أو سيذهب ببيئته وبلبنان إلى حرب كبيرة قد تُكتب فيها نهايته السياسية لا العسكرية فحسب.

رامي نعيم -نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا