بالفيديو والصور: لحظة إنطلاق المقاتلات الإسرائيلية لقصف إيران
مخاطر التصعيد تتجاوز حدود تجدّد الحرب... مَن يتبرّع بلعب دور "جيش لحد" الجديد؟
عندما كشف الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل ساعات عن فحوى اتصاله برئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو، وقال انه بحث معه المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي والملف اللبناني، كان لافتا كلامه عن دور لطهران في المحادثات حول الحرب في غزة، وهو الاقرار الاميركي الاول بان ثمة حوارا يدور على هامش الملف النووي، يرتبط بملفات المنطقة ومنها طبعا الساحة اللبنانية. هذا التطور يكشف احد جوانب ارتفاع منسوب الضغط "الاسرائيلي" على الساحة اللبنانية، حيث تخشى حكومة اليمين المتطرف، التي تواجه ازمة داخلية غير مسبوقة، من انتهاء فترة السماح الاميركية للتصرف كما تشاء في الملف اللبناني، كما يحصل رويدا رويدا في الحرب على الفلسطينيين.
ووفق مصادر ديبلوماسية، تبدو "اسرائيل" في سباق مع الوقت لتحقيق انجازات عبر الضغط العسكري والسياسي والاعلامي، في ظل اعتقاد راسخ بان ترامب لا يضع لبنان ضمن سلم الاولويات المهمة لمصالح بلاده، ويعتقد انه يمكن البناء على التغيير السياسي الذي حصل بعد الحرب الاخيرة، واذا كان يسمح بهامش من التحرك الميداني الحر "لاسرائيل" راهنا، الا انه لن يمنحها "شيكا على بياض" لفترة طويلة. فهو يرغب في ابقاء حزب الله تحت الضغط ولا يريده ان يستعيد عافيته، الا انه لا يريد بان يدخل لبنان في حالة من الفوضى، ولهذا تبدو الادارة الاميركية براغماتية الى حد ما في التعامل مع موقف رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي يتعامل مع ملف السلاح بهدوء وواقعية، على عكس ما يروج له الكثيرون عن وجود استياء في واشنطن من مواقف الرئيس، بينما الحقيقة ان مَن يقف وراء الحملة الشعواء على بعبدا، لوبي لبناني ينسق مع وزير الخارجية يوسف رجي!
كيف تترجم هذه الضغوط؟
- اولا: بتصعيد الضغط العسكري عبر استباحة السيادة اللبنانية، والغارات على الضاحية الجنوبية عشية عيد الاضحى نموذجا.
- ثانيا: الابتزاز في ملف التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب.
- ثالثا: ولعله الملف الاخطر حيث الخشية من تعميم نظام دعم الميليشات المسلحة وفق النموذج السوري والفلسطيني.
في مسألة المواجهات المتكررة مع قوات "اليونيفيل" جنوبا، تستغرب اوساط "الثنائي الشيعي" قلب الحقائق من خلال تقديم سردية تحمّل ابناء الجنوب ومن خلفهم حزب الله المسؤولية عن افتعال المشاكل المتنقلة. علما ان مئات الدوريات والمهامات اليومية لهذه القوات تتم بسلاسة معهودة منذ زمن طويل، حيث ان علاقة معظم عناصر وضباط قوات "الطوارىء" بابناء الجنوب اكثر من ممتازة. الا ان السؤال المطروح يبقى لماذا كثرت الاحداث في هذه الفترة؟ الجواب واضح، ثمة اصرار من قبل بعض الضباط في "اليونيفيل" على استفزاز اهالي القرى، من خلال الاصرار على الدخول الى املاكهم الخاصة دون وجود الجيش اللبناني، علما ان الجيش لا يحق له الدخول الى تلك الاملاك دون موجب قانوني! الا ان ثقة الاهالي بقيادة الجيش تجعلهم يتجاوزون تلك القاعدة القانونية، دون ان يتسببوا باي اشكالات ميدانية.
ولذلك، فان ما يحصل خلال هذه المرحلة الدقيقة، قبل نحو شهرين على التجديد لهذه القوات، وفي ظل الضغوط "الاسرائيلية"- الاميركية على لبنان لابتزازه في ملف التجديد، بات امرا مريبا ويحتاج الى تحقيق جدي لبناني ومن قبل قيادة "اليونيفيل"، التي تدرك جيدا انها تتمتع بحرية كاملة للتحرك في مناطق انتشارها، لكن عليها ضبط بعض الدوريات التي تصر على افتعال ازمات لا طائل منها، واستجواب الضباط المسؤولين عن هذا الاستفزاز المفتعل خدمة "لاسرائيل"، لسكان القرى الحدودية الذين يعتقدون بان وجودها لا يزال مهما على اكثر من صعيد ولا يسعون الى "تطفيشها"، وهو امر يعتقد به حزب الله ايضا، واذ كان لا يخفي ملاحظاته على دور بعض ضباط وعناصر "اليونيفيل"، الا ان علاقته بالقيادة جيدة جدا وليس في وارد افتعال اي ازمة، تؤدي الى الغاء مهامها في الجنوب. علما ان اغلبية المشاكل مؤخرا جرت في قرى محسوبة على حركة "امل"، ولا احد يشك في موقف الرئيس نبيه بري تجاهها وهو صاحب المقولة الشهيرة "انا مع "اليونيفيل" سواء كانت ظالمة او مظلومة"..
اما الامر الاخطر الذي يدق "ناقوس الخطر" بالنسبة الى الاجهزة الامنية اللبنانية، ليس التهويل بحرب "اسرائيلية" جديدة على لبنان، واجتياح بري يصل حتى الليطاني او الاولي، فادوات المواجهة في هكذا سيناريو معروفة ولا تحتاج الى اجراءات استباقية، لكن ما يحتاج الى امن استباقي، ويجري العمل عليه ليل نهار، بحسب مصادر مطلعة، فهو مواجهة احتمال تكرار السيناريو السوري او السيناريو "الغزاوي" في لبنان، فدمشق حصلت على "ضوء اخضر" لدمج المجموعات المسلحة الارهابية في سوريا ضمن الجيش السوري، ووحدات المرتزقة من الشيشان والايغوز وغيرهم من الاسلاميين المتطرفين، وستكون لهم مهام معينة في المستقبل كثمن مقابل تشريع وجودهم في سوريا.
وفي غزة، قامت "اسرائيل" بتسليح عصابات جريمة برئاسة تاجر المخدرات ياسر أبو شباب لمواجهة حركة حماس، وأطلق على عصابته لقب "جهاز محاربة الإرهاب". هكذا يتحول من قام هو نفسه بنهب قوافل المساعدات الإنسانية إلى المسؤول عن أمن قوافل المساعدات الإنسانية برعاية "إسرائيل"، ومجموعته ستشارك في إقامة أجهزة النظام المدني في القطاع. ووفق صحيفة "هآرتس الاسرائيلية"، "تشق هذه العصابة طريقها إلى تطور خطير يشبه التطور الذي حدث في العراق وسوريا ولبنان ودول أخرى، بمعنى آخر ربما تكون "إسرائيل" التي تحلم كما يبدو بإحياء جيش لبنان الجنوبي في قطاع غزة، قد نسيت بأن حزب الله قد نشأ بالتوازي معه".
لكن من هو جيش لحد الجديد؟ لا ريب في ان ايجاد مجموعة لبنانية تتبرع بلعب هذا الدور بات امرا صعبا، ويكتفي بعض اللبنانيين بدور سياسي واعلامي في ممارسة الضغط على حزب الله والدولة اللبنانية، لكن "العين" على الوجود السوري المريب، بعد ان تم تفكيك اكثر من مخيم في تركيا والاردن وعاد السوريون هناك الى بلادهم بعد سقوط النظام، الا ان الامر لم ينسحب على الساحة اللبنانية، حيث ثمة تواطؤ سوري - دولي - اقليمي لابقائهم الى اجل غير مسمى، وهنا تكمن علامات الاستفاهم حيال احتمال توظيف بعض هؤلاء في "لعبة دم" داخلية، في ظل وجود تعاطف علني في بعض المناطق، وربما ولاء لنظام احمد الشرع، لمحاولة محاصرة المقاومة وزيادة الضغط على العهد، من خلال خلق بؤر توتر امني وعسكري، بحجة عدم القيام بمهمة نزع السلاح.
في الخلاصة، وبانتظار نتائج المفاوضات النووية الايرانية، المرحلة دقيقة وربما تكون خطيرة للغاية، فمن جهة لا يمكن التكهن بتصرف الحكومة "الاسرائيلية"، وحدود التصعيد الذي يمكن ان تقوم به. ومن جهة اخرى، من غير المعروف كيف يمكن ان ينتهي "الكباش" حول ملف "اليونيفيل"، والارجح ان تساهم باريس في تمرير التجديد دون تعديلات جوهرية على مهامها. اما الخطر الامني الداخلي فيحتاج الى استنفار سياسي وامني، لمواجهة خطر جدي لم يعد مجرد تحليل او تكهنات.
ابراهيم ناصر الدين -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|