قدّيسٌ جديدٌ... وموعدٌ مع لبنان

أهدى البابا فرنسيس نعمة جديدة للعالم قبل رحيله بأسابيع، حيث صادق على تصويت الجلسة العادية للكرادلة والأساقفة لإعلان قداسة الطوباوي المطران الشهيد اغناطيوس مالويان (1869-1915)، في 31 آذار الماضي.

واستكمالاً لهذه الخطوة الأساسية على طريق قداسة جديدة، علم موقع mtv من مصادر كنسية رفيعة، أن البابا لاوون الرابع عشر سيزفّ الخبر السارّ، معلناً موعد هذا الحدث التاريخي، حيث ستقام مراسم إعلان مالويان قديساً في الفاتيكان.
وأشارت المصادر الكنسيّة، إلى أنّ صورة القديس مالويان ستُرفَع في التاريخ الذي يحدّده البابا في الفاتيكان على شرفة ساحة القديس بطرس، كما درجت العادة.
سيكون للبنان حصة في القديس الجديد، الذي وُلد في مدينة ماردين في 15 نيسان 1869، لكنه أُرسِل عام 1883 إلى دير سيدة بزمار البطريركي في كسروان، لينشأ في بيئة رهبانية تعمّق فيها إيمانه ورسخته دعائم كهنوته المستقبلي.
سيحتفي لبنان بإعلان قداسة مالويان باحتفالية ضخمة، كما تؤكد المصادر الكنسية، حيث سيقام قداس شكر بعد الحدث الرسمي في روما. فقداسة مالويان ستكون خميرة جديدة لوطن الأرز، حيث نال، في 6 آب 1896، سرّ الكهنوت وبدأ خدمته الكهنوتية في دير سيدة بزمار، حيث بقي قرابة عام ونصف، قبل أن يُكلَّف بالخدمة في مصر، متنقلاً بين الإسكندرية والقاهرة. ثم أُرسل إلى القسطنطينية، حيث أمضى تسعة أشهر، ليعود بعدها إلى مسقط رأسه ماردين.
سار المطران مالويان على خطى المسيحيين الأوائل، ليدفع حياته ثمناً لإيمانه، ويسقط شهيداً وسط الكهنة والمؤمنين، بعد المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن في 11 حزيران 1915.

وتكتسب قداسة مالويان رمزية خاصة، بعدما تحوّل مثالاً للتضحية في سبيل إيمانه ومبادئه وشعبه. وهو الذي تميّز طوال مسيرته، إلى حين انتخبه السينودس البطريركي للكنيسة الأرمنية، المنعقد في روما، رئيسًا لأساقفة أبرشية ماردين في العام 1911 ونيله الدرجة الأسقفية، بقداسته وفضائله التي ستكون مثالاً جديداً للبشرية بأن الخير لا بد سينتصر ولو بعد حين.

ووسط الظلم الذي يشهده العالم اليوم، تأتي هذه القداسة لتقول مجدداً طوبى للمظلومين والمضطهدين لأنهم نور العالم وملح الأرض.

نادر حجاز
خاص موقع Mtv