إيران تخطت الخطوط الحمراء.. محلل سياسي: في لبنان قضت إسرائيل على الحزب!

في خضم التصعيد المتسارع في المنطقة، وبينما تُقصف مواقع إيرانية حساسة بسلاح الحو الاسرائيلي وتُرصد ردود الفعل ساعة بساعة، تطرح تساؤلات كبرى حول مآلات هذا التصعيد، وأبعاده النووية والإقليمية. وفي حديث خاص لـ”هنا لبنان”، يرى الصحافي أسعد بشارة أنّ ما نشهده اليوم ليس مجرد مواجهة محدودة، بل لحظة مفصلية في العلاقة بين إيران والولايات المتحدة من جهة، وإيران وإسرائيل من جهة أخرى.
ضوء أخضر أميركي لضربة “محدودة ومدروسة”
قال بشارة: “بعدما وصلت إيران إلى حافة إنتاج سلاح نووي، متخطية الخطوط الحمراء الأميركية والإسرائيلية، أعطت الإدارة الأميركية الضوء الأخضر لإسرائيل لتوجيه هذه الضربة، والاعتقاد هو أن هذه الضربة ستستمر على مدى ساعات وربما أيام، على أن تحدد إسرائيل وأميركا الخطوة التالية بعد أن ترصدا ردّة فعل إيران.”
وأضاف: “إذا كان ردّ الفعل الإيراني مقتصراً على توجيه صواريخ ومسيّرات إلى إسرائيل، فأعتقد بأنّ الأمور ستبقى بهذا الحجم، وستدخل الولايات المتحدة للدفاع عن الأجواء الإسرائيلية.”
التصعيد نحو استهداف النظام؟
وحذّر بشارة من السيناريو الأسوأ قائلاً: “إذا وسّعت إيران من حجم ردّها باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة أو أي دولة أخرى، فإنّ أميركا ستشارك مباشرة في توجيه الضربات. وقد ينتقل هدف الغارات من ضرب المراكز النووية والتخصيب إلى ضرب الحرس الثوري وبنية النظام. وبالتالي، إيران تبدو في زاوية ضيقة جداً وفي مأزق كبير.”
وأشار إلى أنّ الموقف الحالي مرهون برد طهران، قائلاً: “الانتظار الآن لطبيعة الرد الإيراني، ليُبنى على الشيء مقتضاه، ولكي نفهم كيف ستُختَم هذه الجولة من الغارات، وكيف ستنتهي.”
تعليق المفاوضات في عُمان: مؤشر تصعيد لا قطيعة
وتوقّف بشارة عند مؤشر إلغاء إيران للمفاوضات مع أميركا في سلطنة عُمان، معتبراً أنّ: “إلغاء إيران للمفاوضات بين وزيري الخارجية الأميركي والإيراني مؤشر تصعيدي. وأعتقد أنّ إيران في ظل هذه الاحتمالات، سيقتصر ردّها على إسرائيل دون أن يكون له فعالية كبرى.”
وأضاف: “ليس من مصلحة إيران، على الرغم من كل ما حصل، أن تقطع نهائياً التفاوض مع أميركا. إنه تأجيل، لكن هذا التفاوض سيفقد أي معنى عملي إذا ما تأكد أنّ الغارات الإسرائيلية أصابت المواقع النووية ودمرت إمكانية إيران في استئناف سعيها لإنتاج سلاح نووي.”
مرحلة ما بعد الغارات: مفاوضات شكلية؟
وقال بشارة: “إذا تبيّن أنّ الضربات أضعفت فعلاً القدرات النووية الإيرانية، فإنّ المفاوضات المستقبلية ستصبح شكلية لا أكثر ولا أقل. ومن الطبيعي أن توقف إيران المفاوضات حالياً تحت وقع الغارات، لأنّ استمرارها يعني الاستسلام.”
وتابع: “لكن في المستقبل المتوسط، أتوقع إعادة استئناف الكلام الأميركي-الإيراني. أما الآن، فالمتابعة الدقيقة يجب أن تنصبّ على حجم ومدى الأهداف التي تريد إسرائيل تدميرها.”
فهل ستقتصر على المراكز النووية والخبراء الذين تم اغتيالهم؟ أم ستتعدّى ذلك إلى بنية الدولة الإيرانية، أي البنية العسكرية، الحرس الثوري، الموانئ، مصافي النفط، وجميع المراكز التي إذا ضُربت قد تهزّ وجود النظام؟
حزب الله خارج المعادلة؟
أما في ما يتعلّق بالجبهة اللبنانية، فأبدى بشارة شكوكه حول تدخل حزب الله المباشر في هذه الجولة من التصعيد، قائلاً: “أشكّ أن يحصل ردّ مباشر كبير من حزب الله في لبنان. ربما تحصل بعض الرسائل على طريقة تكليف حماس أو غيرها من المنظمات بإطلاق صواريخ أو ما شابه، لكن هذا لا يغيّر شيئاً في المعادلة.”
وأضاف: “في لبنان، قضت إسرائيل على حزب الله، وهو اليوم ليس لديه تأثير في مثل هذه الحروب.”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|