"إسرائيل" تضرب إيران... كيف سيتأثّر لبنان؟
التزاما بمهلة الستين يوما التي وضعها الرئيس الاميركي، وعشية يومها الاخير، وبعد خطة "خداع استراتيجي"، غير مسبوقة، نفذت اسرائيل اتفاقها السري مع الادارة الجمهورية، موجهة "ضربة" امنية استخباراتية استهدفت مواقع نووية إيرانية حساسة وأدت إلى اغتيال مسؤولين كبار في النظام، عشية جولة مفاوضات سادسة كان موعدها الأحد في سلطنة عمان، ما اعاد خلط الاوراق والاولويات والاهتمامات في المنطقة، حيث "ايد الانظمة عا قلبها"، ومن بينها لبنان، الذي سيكون من اول المتاثرين اقله اقتصاديا وسياسيا.
وفي هذا الاطار كشفت مصادر دبلوماسية، ان مجموعة من العوامل سرعت من العملية الاسرائيلية، المنسقة والمخططة بالكامل مع واشنطن، ابرزها:
- حاجة واشنطن الى احداث "صدمة" تخرج المفاوضات من عقدة التخصيب التي تراوح عندها.
- الوضعان الداخليان سواء في الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل.
- استكمال الترتيبات التي تسمح بخوض معركة طويلة، خصوصا ان العمليات العسكرية تشتمل على اشغال عشرات الطائرات الحربية الهجومية والاعتراضية، وطائرات التزود بالوقود وطائرات التشويش الالكتروني والانذار المبكر، فضلا عن مروحيات ضخمة تقل عناصر من القوات الخاصة في مجال الانقاذ، في اكبر عملية جوية ينفذها سلاح الجو الاسرائيلي، على مسافة اكثر من 1500 كلم، وعلى مساحة جغرافية تلامس المليون ونصف كيلومتر مربع.
- استكمال تحديد بنك اهدافها "القيادي" بدقة، حيث اعتمدت الخطة ذاتها التي اعتمدتها في لبنان، وسط مفاجأة مسؤولوها من النتائج المحققة، التي سمحت بحسب وزير الدفاع الى افقاد طهران منظومة القيادة والسيطرة "في اقل من عشر دقائق، وهو ما قد يؤخر "الرد الايراني المؤلم" وفقا للوصف الاسرائيلي نفسه، الى حين استعادة القيادة توازنها وهيكليتها الهرمية.
- اعتبار البعض، ان اعلان طهران حصولها على وثائق حساسة ودقيقة تتعلق بالامن القومي الاسرائيلي، وبرنامجها النووي والصاروخي، سرع من التحرك لافقاد المعلومات اهميتها وقيمتها.
- التغييرات الجذرية التي شهدتها المنطقة من لبنان الى سوريا وغزة واليمن، حيث سبق واشارت القيادات الاسرائيلية الى انه "بعد ضرب الاذرع سيكون دور الراس"، وهو ما عاد وذكر به خلال الساعات الماضية وزير الدفاع الاسرائيلي.
ورأت المصادر ان بيروت تبلغت عبر القنوات الرسمية استعداد تل ابيب الكامل لخوض "حرب كبيرة" مع لبنان في حال حصول اي تحركات على اراضيه، يعزز ذلك اكتمال استدعاء جنود الاحتياط بشكل كامل، من مختلف الوحدات العسكرية استعدادا لتنفيذ عمليات برية، في الدول المحيطة باسرائيل في حال اقتضى الامر.
وختمت المصادر، ان رهان واشنطن على ان ايران بعد الضربة ستعود الى الطاولة، مشيرة الى ان الرئيس ترامب اصاب اكثر من عصفور بحجر واحد، فهو حيّد الأميركيين وأرضى إسرائيل وأضعف قدرات ايران.
اوساط سياسية لبنانية اشارت الى ان الدولة فعلت "غرفة عملياتها مع حزب الله"، حيث تجري اتصالات على اعلى المستويات مع قيادات حزب الله، كما ان الاجهزة العسكرية فعلت من اجراءاتها في منطقة جنوب الليطاني، خوفا من اي طابور خامس قد يعمد الى "خربطة" الاوضاع واشعال الجبهة الجنوبية.
ورأت الاوساط ان بيروت من اول الخاسرين حتى الساعة، نتيجة التداعيات الكبيرة التي ستظهر خلال الساعات والايام القادمة، اولا، مع ضرب موسم "الصيفية الولعانة" التي وعد بها البلد، ثانيا، سقوط نظرية عودة الخليجيين مؤقتاً، خصوصا في ظل التهديدات الاسرائيلية، التي اثمرت بدء وقف الرحلات الجوية الى المنطقة، ثالثا والاهم، ما سينتج من ازمة اجتماعية واقتصادية، في ظل الضرائب التي فرضتها الحكومة على المحروقات، وتداعيات ذلك على موارد الدولة المالية من جهة، وجيبة المواطن، من جهة ثانية، في ظل التضخم الذي قد نشهده.
ميشال نصر -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|