نصرالله محظوظ بموته ورسالة إلى جمهوره
يبدو أنّ اللّه أحبَّ الأمين العام السابق لـ "حزب اللّه" السيّد حسن نصراللّه، فسرّع بموتِه قبل 13 حزيران 2025. في هذا التاريخ سقط محور الممانعة بهزيمة هي الكبرى بتاريخ الصراع مع إسرائيل. فهزيمة 1967 التي انكسرت فيها ثلاثة جيوش عربية لم تعد الكبرى بعد هذه الهزيمة التي قضت على محور الممانعة وضربت حركات المقاومة ومفهوم نشأتها.
أين كان نصراللّه سيخبّئ وجهه من جمهوره وناسه وأهالي الشهداء ومصابي "البيجر" وملايين المقتنعين بأن "البطل" الفارسي سيرمي إسرائيل في البحر؟ لو كان نصراللّه حيّاً لانتحر، أو لطالب بإعدام المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، بعدما قضى الموساد الإسرائيلي على هيبة إيران ومرشدها معاً في أقل من ساعة تقريباً.
وإلى جمهور نصراللّه أكتب اليوم، أولئك الذين رجمونا وخوّنونا وضربونا وقتلونا كرمى لعيون مشروع الخامنئي وكانوا لا يزالون حتى فجر 13 حزيران مؤمنين بقدسية نضالهم وبشيطنة أفكارنا ومعتقداتنا. أكتب لكم يا من دفعتم دماً ثمن كذبة عمرها أكثر من أربعين عاماً، وخسرتم أطفالكم وبيوتكم وخيرة شبابكم، شاخصين إلى قدسٍ قريبة وإلى فلسطين محرّرة وإلى انتصار السيف على الدم.
أكتب لكم بعد فوات الأوان لأنّ قبله كانت تعاليم المرشد الأعلى في مدارس المهدي وجامعات العراق وإيران، أقوى من المنطق وأصدق من الواقع. كنتم متعطّشين إلى الموت، لاهثين خلفَ نصوص حُرّفت أو اجتزئت أو استخدمت في غير موضعها وأهدافها، فخسرنا حسّ المواطنة المشترك، وبتنا أعداءكم رغم إصرارنا على مدّ اليدين لكم وإيماننا بأنكم مضلّلون.
أكتب لكم لأذكّركم بنصائحنا لكم الصادقة بعدم دخول الحرب، وعدم اللعب بالنار. كنّا في نظركم جبناء وعملاء تارة لإسرائيل وتارة للولايات المتحدة. أكتب لكم اليوم وأنتم تشاهدون ضعف إيران، وتعيشون صدمة رؤية قائد الحرس الثوري حسين سلامة مقتولاً في حضن الحرس الثوري، وتراقبون اشتعال المفاعل النووي وتستمعون إلى قصائد المسؤولين الإيرانيين وتبكون في سرّكم.
أكتب إليكم بصفتي شريككم في بناء لبنان والقادر على تعزيتكم بصدق لا بزيف التعابير، فأنتم لم تتقصّدوا قتل أبنائكم ولم تتعمّدوا تدمير لبنان وضربه ولم تقضموا الدولة عن سابق تصوّر وتصميم، أنتم صدّقتم رجال دين تاجروا بكم وبعائلاتكم، فاعتقدتم أن رجالات الدين عندكم جميعهم على صورة الإمام المغيّب موسى الصدر، وأن من يلبس ثياب الدين ينزع عنه ثياب الدنيا.
أكتب لكم لأنني أشعر بعودتكم إلى لبناننا، هذا اللبنان الذي ينتظر تفاهمنا على إدارته وتحسينه وتطويره، وأشعر بأن صدمة 13 حزيران كانت خيراً على اللبنانيين جميعاً في إعادة لمّ شمل وطن تآكل من داخله ودفع أثماناً لا يقدر عليها.
أكتب لكم لأقول لشهدائكم وشهدائنا رحمة الله عليكم، فأرواحكم سترقد بسلام متى تصافحنا من جديد. ثوروا على قادتكم انتفضوا على واقعكم وعودوا إلى طبيعتكم الإنسانية في حبّ الحياة وفي بناء مجتمعات صالحة متطوّرة، وفي تعزيز التواصل مع شركائكم في الوطن. ويا جمهور السيّد حاسبوا مضلّليكم وأنظروا بعيون غير معصوبة إلى مستقبل أولادكم.
أما بعد فإلى قادة "حزب اللّه" رسالة خاصّة: "اعتزلوا العمل السياسي وابتعدوا عن الصورة، فجلّ من لا يخطئ لكنّ خطيئتكم تستوجب اعتزال العمل العام لتفسحوا في المجال لآخرين من الطائفة الشيعية بإعادة الحياة إلى أبنائكم وزرع الأمل بغد أفضل. استقيلوا وكفّروا عن جرائمكم بعيداً من ضحاياكم، واعلموا أنكم كنتم تعلمون بأن إسرائيل لن تزول والقدس لن تعود ونتنياهو لن يُقتل وأميركا لن تضعف وإيران لن تنتصر. أما نحن فلا هدف لنا سوى بناء لبنان جديد مع اللبنانيين جميعاً وأنتم لا تقدرون على تغيير الخطاب أو المسار ولا تشبهون لبنان الجديد.
رامي نعيم - نداء ابوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|