الصحافة

الجيش اللبناني لـ "الحزب": اقعدوا عاقلين

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

انهمرت أمس الأسئلة في لبنان بالتزامن مع انهمار صواريخ إسرائيل على إيران، عما سيفعله "حزب الله" في أسوأ يوم مرّ بإيران منذ تأسيسها عام 1979. وترافقت هذه الأسئلة مع معلومات مصادر مطلعة أفادت أن "حزب الله" تلقى نصائح مباشرة وتحذيرات واضحة من مستويات لبنانية رسمية وأمنية بارزة، شددت على ضرورة ضبط النفس وعدم القيام بأي تحرك عسكري من الأراضي اللبنانية، لما لذلك من تداعيات كارثية على لبنان في حال قررت إسرائيل الرد المباشر.

رسمياً، تابع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام تداعيات الضربات الإسرائيلية على إيران مع وزراء الدفاع ميشال منسى الداخلية أحمد الحجار، الخارجية يوسف رجي والأشغال العامة والنقل فايز رسامني، بالإضافة إلى قائد الجيش العماد رودولف هيكل. وشدد الرئيس سلام على "ضرورة اتخاذ كل الإجراءات لضبط الاستقرار، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية الراهنة". كما جرى استعراض الخطط الطارئة الموضوعة من قبل الأجهزة الأمنية والوزارات المختصة للتعامل مع أي انعكاسات مباشرة أو غير مباشرة على الوضع الداخلي".

وفي سياق متصل، أكدت المصادر المطلعة أن التحذيرات التي تلقاها لبنان لم تقتصر على "حزب الله" فقط، بل طالت أيضاً الفصائل الفلسطينية الحليفة له، ولا سيما حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، حيث تم إبلاغ قياداتهما بعبارات لا تحتمل التأويل أن أي تحرك عسكري من الجنوب اللبناني، سواء عبر الصواريخ أو أي تحرك ذي طابع عسكري، سيُواجَه بموقف لبناني صارم جداً وغير مسبوق، يتضمن اتخاذ قرارات سياسية وأمنية غير متوقعة على الإطلاق.

وتكشف المعطيات أن هذه الرسائل نُقلت بأكثر من قناة، أبرزها كما أكدت مصادر سياسية متابعة لـ "نداء الوطن" قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي تواصل مع "حزب الله"، بعد الضربة الإسرائيلية على إيران، وأبلغه بضرورة تحييد لبنان وعدم الانجرار إلى مواجهة جديدة، لأن هذه الحرب ليست حربنا، داعياً إياه إلى الالتزام بالقرار الرسمي الذي يؤكد أنّ قرار الحرب والسلم بيد الدولة.

جدول تسليم سلاح "الحزب"

وقد علمت "نداء الوطن" أن اللجنة الخماسية التي تشرف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، نصحت لبنان بوضع جدول زمني لتسليم السلاح لتفادي الأسوأ، وأبلغته أن المجتمع الدولي لن يغض النظر عن هذا الموضوع، فباتخاذ لبنان خطوات عملية مطلوبة منه يستطيع إبعاد شبح الحرب لأن إسرائيل مصرة على إنهاء كل تهديد يطالها، في حين أن أحد شروط المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، هو بسط سلطة الدولة وجمع كل السلاح غير الشرعي.

وأوضحت مصادر رسمية لـ "نداء الوطن" أن لبنان أجرى اتصالات بجهات خارجية من أجل إبعاد شبح الحرب، وتركزت مع واشنطن وباريس، وتم الاتفاق على حياد لبنان. من جهة ثانية أعطت السلطة السياسية الضوء الأخضر للقوى العسكرية وخصوصاً في الجنوب، وتم رفع التأهب إلى الحالة القصوى تحسباً لأي رد من أذرع إيران في حين تم التواصل مع "حزب الله" من أجل عدم دخوله المعركة وكان رده إيجابياً.

وأتت هذه الرسائل بإشراف مباشر من شخصيات رفيعة في الدولة، بالتوازي مع تنسيق دولي وإقليمي لضمان عدم انزلاق الجبهة اللبنانية إلى دوامة النار المفتوحة. ووفق المصادر، فإن لبنان الرسمي يعتبر أن الانخراط في هذه المواجهة الكبرى لا يُجدي سوى في إلحاق الضرر المباشر به، ما يجعل من التحييد واجباً وطنياً وليس خياراً سياسياً.

وسط هذا المشهد المعقّد، يبقى لبنان في سباق دائم بين نيران الإقليم المتفجّرة وسعيه المضني لحماية ما تبقى من استقراره الداخلي، في وقت يدرك فيه الجميع أن أي خطأ في الحسابات قد تكون كلفته باهظة للغاية.

الضربة الإسرائيلية في الميزان الأميركي

بالتزامن، وصَفت أوساط دبلوماسية لـ "نداء الوطن" صورة تطورات أمس على النحو الآتي:

1. الموقف الأميركي:

أوضحت التصريحات الأميركية بجلاء، أن الولايات المتحدة ليست معنية مباشرة في الردود الإيرانية طالما أنها لا تستهدف قواتها. الرئيس دونالد ترامب وصف الضربة على إيران بأنها "ممتازة وناجحة جداً"، مهدداً بالمزيد من الردود "الأكثر وحشية" إن لم تلتزم طهران. هذا الموقف يعكس انتقال واشنطن من التحذير إلى التنفيذ، ويبدو أن ترامب منح إسرائيل الغطاء الكامل للتحرك.

2. الدور الإسرائيلي:

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان في أزمة داخلية، وجاءت ضربة من هذا النوع لتعيد إليه الشعبية والمكانة داخلياً، وتظهره كرئيس قوي حسم معركتين: الأولى، مع "حزب الله" والثانية مع إيران. ويُفهم من السياق أن إسرائيل "أوكل إليها" توجيه الرسالة العسكرية لإيران بالنيابة عن واشنطن.

3. الموقف الإيراني:

تواجه إيران مفترق طرق: إما العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط أميركية، أو دخول حرب مفتوحة قد تُسقط النظام. فالقيادة الإيرانية تعرضت لضربة موجعة على مستوى النخبة، وليس البنية النووية فقط، ما يمثل تغييراً استراتيجياً في الاستهداف.

4. "حزب الله" ولبنان:

"حزب الله" في موقف حرج:

- لا يملك القدرة على الرد العسكري حالياً.

- يدرك أن أي رد منه سيجرّ البلاد إلى حرب واسعة، والمجتمع اللبناني لم يعد يتحمل تبعاتها.

منطق "وحدة الساحات" الذي رفعه سابقاً سقط عملياً، إذ لم يحصل رد شامل بعد الضربة الكبرى على إيران.

5. وظيفة الضربة الأميركية:

ضربة مركّبة لها هدفان:

- إرضاء إسرائيل سياسياً وعسكرياً.

- جرّ إيران إلى طاولة المفاوضات بالقوة وتحت الضغط.

خلاصة المشهد:

الولايات المتحدة فصلت بين الساحات، وأعطت الضوء الأخضر لإسرائيل. "حزب الله" في حالة تراجع استراتيجي، وإيران في موقع هشّ. الضربة ليست فقط عسكرية، بل سياسية بامتياز، وتهدف إلى تغيير قواعد الاشتباك وفرض توازن جديد في المنطقة.

في الموازاة، قال مسؤول في "حزب الله" لـ "رويترز" إن "الحزب" لن يبادر بالهجوم على إسرائيل رداً على غاراتها. وأصدر الأمين العام لـ "الحزب" الشيخ نعيم قاسم‏ بياناً قال فيه "لا يوجد أي مبرر لهذا العدوان "الإسرائيلي" سوى إسكات صوت الحق الداعم والمساند للشعب الفلسطيني في غزّة ‏الصمود والإباء وقضيته في تحرير فلسطين والقدس والمقاومة في لبنان والمنطقة".

صواريخ اعتراضية تنفجر في مناطق جنوبية 

ميدانياً، أفيد عن انفجار ثلاثة صواريخ اعتراضيه فوق منطقة المطلة المحاذية للحدود اللبنانية مع إسرائيل. كما أفيد عن سقوط صاروخ اعتراضي على نهر الحاصباني.

كما صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان جاء فيه: "تحذّر قيادة الجيش المواطنين من سقوط بقايا صواريخ اعتراضية، وتدعوهم إلى عدم الاقتراب منها حفاظاً على سلامتهم. كما تعمل الوحدات العسكرية المختصة على نقل هذه البقايا وإجراء اللازم بشأنها.

البابا يطمئن رئيس الجمهورية 

وإلى بيروت، عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون والوفد المرافق مساء أمس، بعد أن قطع زيارته إلى الفاتيكان وألغى المواعيد التي كانت مقررة لفترة بعد الظهر، بسبب الأوضاع التي تشهدها المنطقة والتطورات المتسارعة بعد الاعتداء الإسرائيلي على إيران.

وكان الرئيس عون قد أعلن من الفاتيكان أنه سمع من الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر خلال اللقاء الذي جمعهما، ما يطمئنه بأن البابا "سيكون دائماً إلى جانب لبنان وأهله إلى أي طائفة ينتمون وسيعمل من أجل ما يحقق تطلعات اللبنانيين في وطن آمن ومستقر وواحة أمل وفرح وسلام".

وخلال اللقاء، وجه الرئيس عون دعوة رسمية للبابا لزيارة لبنان، مؤكداً أن "اللبنانيين يتطلعون إلى زيارته للبنان بشوق عارم لأن حضوره المبارك سيكون رسالة سلام وأمل للمنطقة ونوراً يضيء طريق الخروج من الأزمات". أضاف، "لمست من قداسته كل تجاوب ومحبة".

من جهته، أكد الأب الأقدس أنه يتابع التطورات في لبنان ويصلي دائماً من أجل إحلال السلام والاستقرار فيه، كما يولي الوضع في منطقة الشرق الأوسط متابعة دقيقة، لافتاً إلى أنه سيعمل ما في وسعه من أجل السلام في العالم.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا