صمت حزب الله: "العقلانيّة أولًا والضاحية مرّت من هنا
غدرت اميركا ايران ونجحت في تحويل كل الانظار من غزة ولبنان الى طهران عشية جولة سادسة من المحادثات الإيرانية - الأميركية، التي كان من المتوقع ان تعقد اليوم الاحد في العاصمة العُمانية مسقط؛ فأدخلت الشرق الاوسط في مهب رياح فتحت ابوابها على مصاريعها بعد الضربات الموجعة التي شنتها اسرائيل وباغتت فيها ايران ليل الخميس فجر الجمعة، بحيث شنت عملية واسعة استهدفت عددا من المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية، وتخللها اغتيال العشرات من كبار القادة العسكريين والشخصيات المؤثرة في البرنامج النووي الإیراني.
انقلب الشرق الاوسط رأسا على عقب وبات كل قارئ او محلل او خبير استراتيجي "ينجّم" على ليلاه حول ابعاد الضربات ومستجدات المنطقة وما قد تحمله لمستقبل الشرق الاوسط الجديد، كثر المحللون وبقيت النتائج واحدة: وجه الشرق الاوسط يكمل مسار تبدّله من غزة وسورية للبنان وصولا الى طهران ولا احد يعرف اي شكل من الاشكال سيرسو عليه هذا "الشرق الاوسط الجديد".
امام هذا الغليان الشرق الاوسطي انشدت انظار الداخل اللبناني الى سؤال واحد: هل سينجر حزب الله الى مساندة ايران كما ساند غزة؟ وما موقف حزب الله والدولة اللبنانية ؟
ما ان اشتعلت جبهة طهران حتى خرجت بيانات ومواقف رسمية تدين الاعتداء على ايران وتطلب تحييد لبنان عما يجري وعدم التدخل بهذه الحرب واعتماد سياسة النأي بالنفس، الى ان خرج بيان واضح عن حزب الله يدين بطبيعة الحال ما يحصل ، لكنه لا ينطوي في سطوره على اي مساندة مقبلة لطهران ويحمل من الغموض الذي قد يكون متعمّدا ما يكفي لطرح الف سؤال.
مصادر مطلعة جدا على اجواء حزب الله وردا على السؤال الشاغل لبال اللبنانيين، كشفت للديار ان ايران تملك اوراق قوة تستخدمها وهي ليست بحاجة الى نوع من المساندة قد لا تخدم وقد تصرف الانظار باتجاهات معاكسة. وتكمل المصادر بان من مصلحة ايران ان تبقى الامور بهذا السياق خاصة ان الصواريخ الايرانية وما شاهدناه منها عبر بلدان مرت بها الصواريخ كان محل ترحيب من قبل الجمهور اذ ان هناك شعورا عربيا بان لا شيء يردع اسرائيل الا القوة.
وردا على سؤال حول اتصالات حصلت على خط حارة حريك بعبدا السراي كما عين التينة واليرزة، اكدت المصادر ان التواصل بين حزب الله والجهات الرسمية سواء على مستوى الادارة السياسية اي رئاسة الجمهورية والحكومة او العسكرية عبر قيادة الجيش قائم اصلا كما التنسيق حتى قبل ان تحصل تطورات ليل الخميس، مشيرة الى هذه الاتصالات مستمرة وعلى مستويات عالية جازمة بان التفاعل بين هذه الاطراف الداخلية هو ايجابي.
اما عن التحذيرات الديبلومساية الخارجية التي وصلت للمسؤولين اللبنانيين بانه في حال اي رد صدر من لبنان ستتحمل الحكومة مسؤوليته ، فعلقت المصادر بالقول : بغض النظر عما يصدر من تحذيرات ليست اصلا بجديدة، فحزب الله هو طرف عاقل ومن اظهر قدرة على ضبط النفس حتى بظل الاعتداءات المتواصلة منذ وقف اطلاق النار وحتى اليوم والتي كان اخرها العدوان السافرعلى الضاحية، ولم يستدرج للكمين الذي يحاول الاسرائيلي استدارجه اليه عبر توسيع عملياته فهو لن يفعلها الان ولن يعطي الفرصة للاسرائيلي في اطار فهمه لمصلحة البلد كما انه لن يعطي هذا العدو اي تطمين يريحه، لذا تكمل الاوساط فهو يتعمد الصمت الاعلامي اذ ان اي مسؤول لم يصرّح او يدلي برأيه ازاء ما يحصل معتمدا بحسب مصدر سياسي قاعدة: قبل طهران لبنان والضاحية مرا من هنا...
وتتابع الاوساط بان بيانات حزب الله لم تتضمن اي موقف واضح وهو قد يكون بذلك تعمد هذا الغموض بتظهير موقفه حتى لا يعطي الاسرائيلي اي تطمين كيلا تفهم كاشارة ضعف قد تؤدي الى مزيد من العدوانية الاسرائيلية بحجة "فائض القوة".
وبالعودة الى تطورات المنطقة، يرى مصدر سياسي بارز عبر الديار ان هناك مسارا واضحا بالمنطقة يقوده الاميركي والاسرائيلي عبّر عنه بشكل مباشر تحت عنوان: "تغيير الشرق الاوسط" والاطباق الاميركي على ادارة المنطقة والهيمنة عليها، معتبرا ان كل ما نراه من تباينات بين اميركا واسرائيل لا يعدو كونه خديعة او مناورات يجريها الاميركي بطريقة توزيع ادوار بدءا من وقف اطلاق النار في غزة مرورا بوقف اطلاق النار بلبنان بما فيه الهامش الذي اعطاه الاميركي للاسرائيلي حول حرية الحركة وهي عمليات خارج نطاق الـ 1701.
ويكمل المصدر بان ما شهدته ايران شكل ضربة غادرة نجح فيها الاميركي في خداع طهران عبر تكرار سيناريو الحرب بلبنان بدءا من مجزرة البايجر الى استهداف كبار القادة ويختم المصدر بالقول: لكن الفرق ان ايران هي دولة كبيرة ولديها امكانات وقدرات هائلة وتتمتع بموقع جيو سياسي استراتيجي، وهي تملك اوراق قوة كبيرة يمكن ان تلعبها.
ويتابع بان الرد الايراني اظهر انه رد متدرج اذ تصر ايران على فتح الباب امام العودة للعقلانية امام الطرف الاميركي ولو لم تكن هذه النية بالعودة للعقلانية موجودة، فلدى ايران الكثير من الاوراق التي يمكن استخدامها ومن ضمنها ضرب القواعد الاميركية في المنطقة كما اغلاق مضيق هرمز وباب المندب عبر القدرات الصاروخية والعسكرية التي تمتلكها ولا سيما انها هددت بضرب الدول التي كانت شريكة في ضرب مصالحها.
وختم المصدر معلقا بان ايران التي تدير معركتها هي ممسكة بزمام الامور وتدير الصراع باوزان مدروسة والاهم عبر التحكم بجرعة الرد وهي تظهر حتى اللحظة انها لا تريد ان تأخذ الامور الى منحى تصعيدي مفتوح لاعطاء فرصة للعودة الى التفاوض العقلاني، ما يعني عمليا ان احتمال فتح جبهات اخرى تحت عنوان مساندة ايران بات ضئيلا جدا كيلا نقول معدومًا.
جويل بويونس - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|