الشرق الأوسط على صفيح ساخن... والدبلوماسية في سباق مع الحرب الشاملة!
في ظل التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، يخيّم القلق على المنطقة من احتمال انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة تجرّ الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية واسعة.
فمع تزايد الضربات المتبادلة والتوترات السياسية، تبرز مخاوف من تفلّت الأمور عن السيطرة، خصوصًا في ظل التداخلات الدولية والتجاذبات المرتبطة بالملف النووي الإيراني ومصالح القوى الكبرى في المنطقة.
هذا المشهد المعقّد يضع المنطقة أمام سيناريوهات مفتوحة، وسط تساؤلات حول إمكانيّة احتواء الأزمة دبلوماسيًّا قبل تفجّرها على نطاق أوسع.
في هذا الإطار، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أكرم سريوي،أن "الموقفين الأميركي والإسرائيلي اختصرا المشهد حين تحدّثا عن التوجّه نحو حل النزاع عبر اتفاق دبلوماسي".
وأضاف: "من المؤكد أن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية. ما شهدناه اليوم هو محاولة واضحة لدفع إيران نحو طاولة التفاوض تحت ضغط النار. في المقابل، لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حساباته الخاصة في هذه الضربة، بدءًا من محاولة إنقاذ حكومته – إذ كانت هناك أحاديث عن انتخابات مبكرة واحتمالات جدية بخسارته فيها – وصولًا إلى صرف الأنظار عما يجري في غزة، فضلًا عن اعتبارات استراتيجية أعمق".
وتابع: "من الواضح أن نتنياهو لا يريد، ولا من مصلحة إسرائيل، التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة. وقد سعت إسرائيل منذ البداية إلى عرقلة هذه المفاوضات".
ومع ذلك، يشير سريوي إلى أن الحروب تُقاس بنتائجها لا بمجرياتها الميدانية. فالخسائر جزء من الحرب، لكن الأهم هو من يحقق أهدافه السياسية والاستراتيجية. وهنا يكمن السؤال الجوهري: "ما هي النتيجة النهائية لهذه الحرب؟". برأيه، إسرائيل باتت تدرك أنها غير قادرة على الاستمرار في هذه المواجهة طويلًا، خصوصًا في ظل الخسائر المتزايدة والضغوط الداخلية. وفي المقابل، لا ترغب إيران في الانزلاق إلى حرب مفتوحة وطويلة الأمد.
وبناءً على هذا الواقع، لا يبدو أن أي طرف قادر على حسم الحرب بشكل نهائي؛ فلا إسرائيل قادرة على إلحاق هزيمة ساحقة بإيران، ولا إيران تملك القدرة على تحقيق نصر كامل. وبالتالي، يبدو أن الحلّ الدبلوماسي بات الخيار الأكثر واقعية، وهو ما أشار إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويشدّد سريوي على أن "التصعيد نحو حرب شاملة في المنطقة لا يبدو مطروحًا – حتى الآن – ضمن الاستراتيجية الأميركية. صحيح أن هناك أطرافًا داخل الولايات المتحدة تدفع نحو توسيع رقعة الصراع، وتضغط لإدخال أميركا بشكل مباشر، إلا أنني أعتقد أن الرئيس ترامب لا يرغب في خوض هذه الحرب".
وحول مهلة انتهاء الحرب، يلفت إلى أن "نتنياهو تحدّث عن مهلة تمتد بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، لكن الواقع أن الأمور مرتبطة بعوامل تتجاوز هذا الإطار الزمني، إذ إن مسار الحرب مرهون بالتطورات الميدانية".
ويضيف: "إذا بقيت وتيرة التصعيد على حالها – أي ضربات جوية إسرائيلية داخل إيران يقابلها ردّ إيراني محدود – فقد تستمر المواجهة لفترة قصيرة إضافية".
لكنه يشير إلى أنه "في حال حصول تطوّر كبير ومفاجئ، فقد تنقلب الأمور رأسًا على عقب. نحن أمام حالة حرب، والحروب بطبيعتها مليئة بالمفاجآت. فإذا استهدفت إيران مركزًا استراتيجيًا حساسًا داخل إسرائيل، أو نفّذت الأخيرة ضربة نوعية لأحد المفاعلات النووية الإيرانية، فقد نشهد تصعيدًا خطيرًا يعيد خلط الأوراق، ويدفع باتجاه تسوية دبلوماسية سريعة. ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن يجزم بمسار هذه المواجهة".
وختم سريوي بالقول: "إذا بقي التصعيد ضمن حدوده الحالية، فمن المرجّح أن يُفتح الباب أمام حل دبلوماسي خلال أسابيع، وليس في أفق زمني بعيد".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|