"إسرائيل لا تريد وقف التخصيب... إنما أيضاً تفكيك المصانع"
لا يشي دخول المواجهة بين إيران و"إسرائيل" يومها الرابع، وإلغاء جلسة التفاوض الأميركي ـ الإيراني في عُمان، بأن المساعي الديبلوماسية قد سلكت طريقها نحو العودة مجدداً إلى طاولة المفاوضات، رغم أن رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن الدكتور بول سالم، لا يلحظ إلاّ "خياراً وحيداً أمام إيران بعد تعرّضها لضربة "إسرائيلية" من أجل إيقاف الحرب، وهو أن تُعيد فتح المفاوضات مع الولايات المتحدة، وأن تقبل بشرط أن يكون هناك صفر تخصيب في إيران".
ويؤكد لـ"الديار" أن "هذا الإحتمال جديد، وإن كان من غير الواضح تعاطي إيران مع هذا التنازل الكبير، وهل سيكون كما تعاطى الخميني عند إنهاء الحرب مع صدام حسين في العام 1988، خصوصاً وأن النظام في إيران مهدّد بشكل كبير، ولا يملك أي قوة ردعية أو دفاعية، كما أن الطيران "الإسرائيلي" يتحرك في السماء الإيرانية، ناهيك عن إمكانات أميركا إذا دخلت في الحرب، وهو احتمال جدي".
ويوضح أن الرئيس ترامب "متحمّس لعودة المفاوضات مع إيران، ويفضّل أن تتوقف الحرب بشروطه الخاصة، وتفادي أزمة نفطية أو إقتصادية، وتحقيق انتصار ديبلوماسي كبير من الملف النووي الإيراني".
وحول الإتهام الإيراني للولايات المتحدة بالخديعة، يؤكد أن "الخديعة حصلت في الأسبوع الأخير من جولات التفاوض، لأن ترامب كان جدياً بالتفاوض ولكنه مستعجل، بينما إيران تفضل أن تفاوض لسنوات، لذلك حدّد ترامب شروطه ومهلة شهرين في حال كانت طهران جدية، وطهران حدّدت شروطها، إنما استعجال ترامب دفعه ليوافق نتنياهو الذي لا يريد الإنتظار. وبالتالي، فإن المناورات الأميركية حصلت قبل يومين أو ثلاثة من الضربة، وبالطبع لن يطلعوا إيران على خطتهم، ولكن الخديعة لا تنطبق على المقاربة الترامبية للمفاوضات والإتفاق لأنها جدية، وما زال ترامب جدياً بالتفاوض".
وعن المواقف الدولية من عودة التفاوض، يعتبر أنها "لم تتغير وباتت أكثر وضوحاً وصلابةً، لأن ترامب في المرحلة الأولى من المفاوضات مع إيران، كان مَرِناً وقدم عرضاً بمتابعة التخصيب لفترة معينة ثم التوقف، ولكن نتنياهو فرض نفسه على المعادلة وترامب لم يعارضه، بل طلب منه تأجيل الضربة لبضعة أسابيع، ثم وافق عندما أصرّ نتنياهو بعد 60 يوماً".
أمّا بالنسبة للمواقف في عواصم القرار، فيتوقع بأن تكون "لإسرائيل" كلمة في المفاوضات، وهي أوضحت أنها لا تريد فقط صفر تخصيب، إنما تفكيك معامل التخصيب، وسوف يصرّ نتنياهو على التأثير على البرنامج الصاروخي الإيراني، وهذا شرط "إسرائيلي" ولم يكن شرطاً أميركياً، ولكن أعتقد أن نتنياهو صار على طاولة المفاوضات وليس عواصم أخرى".
وعن العواصم العربية، يلفت إلى أنها "تحيّد نفسها، وتتمنى أن تنتهي هذه الحرب بشروط ترامب، وأن لا يكون تخصيب في إيران، ولكنها لا تملك كلمة مؤثرة في المفاوضات ولا تطالب بذلك الآن، فيما العواصم الأوروبية تدعم أميركا لأن ايران دعمت روسيا في الحرب على أوكرانيا، وهذا ما أبعدها عن أوروبا".
وبالنسبة لاحتمال اتساع رقعة المواجهة واندلاع حرب إقليمية، يؤكد أن "هذا الأمر يعتمد على القرار الإيراني، لأن إيران هي التي تقرّر المسارعة إلى التفاوض والتنازل، ولا أعرف إن كانت مستعدة لذلك، والخيار الثاني هو أن تتكبد الخسائر وتبقى المواجهة بين إيران و"إسرائيل"، والخيار الثالث أن تضرب إيران بعض المواقع الأميركية في الخليج، وهو أمر ممكن وإن كنت استبعده، لأنه يعني رفع التصعيد إلى مرتبة أعلى، وعندها ستردّ أميركا إنما لن تدخل الحرب بكل قوتها، علماً أن التصعيد سيجعل ترامب من دون ضوابط وسيستخدم قوة ضخمة، ولكن من المستبعد أن يدفع الإيرانيون نحو ذلك".
أمّا الإحتمال المُستبعد، يتابع سالم فهو "أن تضرب إيران أي موقع عربي، لأن الدول العربية محايدة واستنكرت الضربة. فيما يبقى الإحتمال الرابع، إقفال مضيق هرمز والتأثير على الملاحة الدولية، ما سيرفع أسعار النفط ويؤثر على ترامب.علماً أن الأسعار قد انخفضت وقد تتحمل بعض الزيادة، ولكن إذا ارتفعت بنسبة كبيرة، فإن ذلك سيؤثر على الأسواق العالمية وعلى الإقتصاد الأميركي والعالمي، وعندها يتّخذ ترامب تدابير مختلفة".
وعن مشاركة واشنطن بالحرب، يرى سالم أن "ضرب إيران مواقع أميركية في المنطقة، يدفع واشنطن للدخول على الخط بشكل محدود أو ربما بشكل واسع، إذ لا يمكن التكهّن بما ستكون عليه ردة فعل ترامب، مع العلم أنه يساعد في الدفاع عن "إسرائيل" من الصواريخ والمسيّرات ويمدها بالذخائر والمال، ولدى ترامب خيار تسليم "إسرائيل" السلاح الذي لا تملكه وهو القنابل الكبيرة، وهي الأضخم في الترسانة الأميركية وتزن 25 طناً، وقد يعمد إلى إعارة "إسرائيل" طائرة "2 بومبرز" التي تحمل هذه القنابل الضخمة، والوحيدة التي من الممكن أن تطال أعماق مفاعل فوردو الإيراني، وعندها ستكون لدى "اسرائيل" إمكانات الولايات المتحدة".
هيام عيد- الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|