الصحافة

حرب إيران وإسرائيل: نهاية زمن الوكالة وبداية صراع البقاء

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في اليوم الرابع من الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، تتسارع التطورات الميدانية والدبلوماسية بشكل دراماتيكي، فيما تتضح معالم صراع لا يشبه سابقاته من الحروب بالوكالة التي طالت لسنوات. فقد أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن “إسقاط النظام في طهران ليس هدفًا معلنًا” لكنّه أمل أن يكون “تحصيلًا حاصلًا”، بينما شبّه وزير الدفاع يسرائيل كاتس مصير طهران بـ”مصير بيروت”، في إشارة إلى مستوى التدمير المحتمل الذي تعدّ له إسرائيل.

على الأرض، لم تتوقف الغارات الإسرائيلية منذ يوم الجمعة، حيث استخدمت أكثر من 50 طائرة في هجمات مركزة على إيران استهدفت فيها 20 مقرًا عسكريًا، وأعلنت تصفية قائد قوة القدس. في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ “موجة تدميرية أقوى” ضمن عملية “الوعد الصادق 3″، استهدفت منشآت القيادة والسيطرة في العمق الإسرائيلي، وتسببت بإرباك غير مسبوق في منظومات الدفاع الإسرائيلية التي أطلقت النار على بعضها، وفق الرواية الإيرانية.

نجاحات إيرانية رغم الكلفة

رغم تفوق إسرائيل التكنولوجي، نجحت إيران في توجيه ضربات مباشرة أصابت منشآت استراتيجية، وأسقطت قتلى داخل ملاجئ محصنة، ما أظهر قدرة طهران على خرق الردع الإسرائيلي واختراق أنظمته الدفاعية. المفاجأة الأكبر كانت في قدرتها على الصمود والرد تحت النيران، في سابقة لم تشهدها الحروب الإقليمية منذ عقود.

وسائل الإعلام العبرية تحدثت عن دمار هائل في وسط إسرائيل، وانقطاع واسع للكهرباء، وحرائق في منشآت حيوية أبرزها محطة كهرباء في حيفا، وملجأ مدني في بيتاح تكفا خلّف أربعة قتلى ومئة مفقود ومصاب. في المقابل، أفادت تقارير إسرائيلية باغتيال 21 جنرالًا إيرانيًا و6 علماء نوويين، إضافة إلى عمليات تخريب سيبرانية عطّلت الرادارات الدفاعية الإيرانية، ما شكّل صفعة قوية للبنية التحتية العسكرية لطهران.

انهيار “وحدة الساحات”

على الجبهة اللبنانية، لم تسجَّل أي مشاركة عسكرية لحزب الله حتى الآن، لا من خلال الصواريخ ولا من خلال الطائرات المسيّرة. الأمر الذي فُسّر في بعض الأوساط بأنه سقوط لـ”وظيفة السلاح” التي طالما رُوّج لها تحت عنوان “توازن الردع” أو “الدفاع عن المحور”.

تداعيات هذا الموقف قد تكون استراتيجية، فامتناع الحزب عن التفاعل عسكريًا مع الحرب التي تهدد قلب النظام الإيراني يطرح أسئلة جدية حول مستقبل المشروع الإقليمي لطهران، بعد سقوط فكرة “وحدة الساحات” التي خسرت ركيزتها في غزة وسوريا واليمن ولبنان. كما أن استمرار بعض مجموعات الحزب في التصدي لقوات اليونيفيل في الجنوب بات أمرًا عبثيًا، في ظل تغيّر معادلات الاشتباك وخسارة الغطاء السياسي والشعبي.

هل تتجه الحرب نحو تسوية؟

حتى الآن، لم تتمكن إسرائيل من إعلان تدمير المنشآت النووية الإيرانية، بل تحدثت عن “تأخير محتمل” في البرنامج لمدة عامين. وبينما يستعرض نتنياهو نجاحاته العسكرية، يبقى السؤال: هل الهدف هو ضرب البنية النووية فقط، أم إسقاط النظام الإيراني بالكامل؟ التصريحات المتناقضة توحي بعدم وجود استراتيجية إسرائيلية نهائية، أو ربما وجود خطط متدرجة تبعًا لتطورات الحرب.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشار إلى رغبته في التفاوض مع طهران، في ما فُهم أنه يفضل “إيران مدجّنة” على فوضى ما بعد النظام. وهو موقف قد يفتح الباب أمام تسوية سياسية مشروطة، أو ربما أمام دفع إيران إلى الخيار الثالث: الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، والعمل علنًا لإنتاج القنبلة النووية، ما يعني فتح حرب كبرى مع الغرب.

وفي انتظار تطورات الأيام المقبلة، تبدو المنطقة أمام لحظة مفصلية: نهاية زمن الحروب بالوكالة، وولادة صراع بقاء مباشر بين دولتين محوريتين، كل واحدة منهما تعتبر الأخرى تهديدًا وجوديًا. إنها حرب من العيار الثقيل… لن يكون بعدها ما قبلها.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا