الصحافة

المسيحيّون والجيش: مَن يحمي مَن؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

التلاقي ركيزة أساسية لهويّة وكيان لبنان في أحلك الظروف...!

لطالما آمن المسيحيون بالجيش اللبناني كقوة قادرة على الدفاع عنهم في احلك الظروف، فوقفوا الى جانب الدولة مدافعين عن حقوقها وعن رئيسها الذي يحتل مكانة خاصة، فهو المسيحي الاول في دول الشرق، الامر الذي يعطي ثقة كبيرة للمسيحيين المتواجدين في الدول العربية، الذين ذاقوا في بعض الاحيان بعض المضايقات الطائفية، فكان لبنان محطتهم في تلك الظروف الصعبة، حيث وجدوا الملاذ الآمن، وهذه الصفة رافقت المسيحيين في لبنان وزادت في طمأنتهم.

الى ذلك، إنطلقت من هذه التوجهات أحزاب مسيحية وقفت الى جانب الجيش، فكانت المدافع عنه منذ نشأته الاولى خلال الانتداب الفرنسي، أي البيئة التي غلب عليها الطابع المسيحي، لتصبح فرنسا الام الحنون والمدافعة بدورها عن لبنان وجيشه، الذي تولت قيادته شخصيات مسيحية بارزة، ومن ثم خاضت مهام الرئاسة الاولى، امثال السادة فؤاد شهاب، اميل لحود، ميشال سليمان، ميشال عون وجوزاف عون، ليشكلوا ضمانة للجيش واللبنانيين عموماً وليس للمسيحيين فقط.

وإنطلاقاً من هنا كانت الطائفة المارونية الابرز في مهمة الدفاع عن لبنان بالكلمة والفعل، فحيث يتواجد الموارنة يتواجد لبنان وفق ما يردّد اغلبية المسؤولين في هذه الطائفة، التي لطالما شكلّت ضمانة للكيان اللبناني، فكانت الركيزة إنطلاقاً من الصرح البطريركي في بكركي، الذي يبقى الحارس الاول للبنان والمدافع عنه بالصولجان ومواقف سيّدها منذ عقود وعقود من الزمن.

في السياق ووسط كل المتغيرات التي تكاد تقلب وضع لبنان، تبقى الانظار شاخصة بالموقع المسيحي الاول، وبقيادة الجيش كأخر معقلين فاعلين للمسيحيين في الدولة، بعد تراجع صلاحيات رئاسة الجمهورية لتصّب في خانة رئيس الحكومة ومجلس الوزراء، أي المركز الثالث في الدولة، ما جعل رئيس الجمهورية لا يملك أي رأي بمفرده، وهذا يعني انّ صلاحياته إستبيحت في الطائف، وبقي التطرّق الى هذا الموضوع بمثابة الحديث المرفوض، لانّه يؤدي الى خلافات وتناحرات، وفق ما يشير البعض مع "لطشات" تظهر كل فترة، بأنّ تعديل الطائف ممنوع، لانّ سحب أي صلاحية من رئيس الحكومة وإعادتها الى رئيس الجمهورية غير وارد، فيما المطلوب إستعادة التوازن في لبنان واعادة الاستقرار الى السلطة، لتمكين السلطات بما فيها رئاسة الجمهورية من ممارسة دورها بصورة فاعلة، الامر الذي ساعد على تغيّر التوازن الديموغرافي، فجعل المسيحيين أقلية في دوائر الدولة، ما سبب تراجع ثقتهم بها نتيجة تضاؤل دورهم ونفوذهم السياسي، بإستثناء قيادة الجيش التي تبقى القلاع القادرة على الدفاع عن كل اللبنانيين.

وعلى خط متوازن تبدو بكركي متقاربة جداً في هذا الاطار، من خلال الصرخات التي يطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي دفاعاً عن موقعي الرئاسة وقيادة الجيش، من خلال الدعوة المتكرّرة للوقوف الى جانب رئيس للجمهورية لتنفيذ ما وعد به في خطاب القسم، وبالتالي لإعادة إحياء دور الرئاسة، لانه خائف على مصير لبنان بشكل عام، وعلى المسيحيين بشكل خاص، الذين يهاجرون بأعداد هائلة منذ ان تفاقمت الازمة في العام 2019، كما تبدي بكركي هواجسها من دعوة البعض كل فترة الى تغيير النظام، لِما يمكن أن يحمله من مخاطر على الدور المسيحي المقبل.

كل هذا يحسّ على التقارب المسيحي مع الدولة والدخول في اسلاكها، والاتجاه نحو وضع خطط تسير بقوة على السكة الصحيحة، لدخول الفئة الشابة في الدولة بعد إستشعار المسيحيين انهم باتوا خارجها، وبالتالي بعيدين عن مراكز القرار، لكن تعاون بكركي مع قيادة الجيش افسح المجال امام إنقلاب المشهد، مع دخول الكنيسة على الخط وتشديدها على ضرورة ملء الشغور انطلاقاً من ضرورة تقوية مؤسسات الدولة، واجهزتها الامنية والعسكرية مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، من خلال حملة "معك يا وطن لأبعد الحدود" التي هدفت الى تشجيع التطوّع في الجيش وقوى الأمن الداخلي، مع المساعدات المدرسية والجامعية والطبابة والنقل وحوافز تعمل مؤسسة "لابورا" على تقديمها لعدم هجرة الشباب المسيحي، والانخراط في الدولة كي لا يصبح لبنان بجانح واحد.

صونيا رزق - الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا