المهندس الاميركي يرتّب الأمور بدقة.. لبنان الخاسر الأكبر!
لا تبدو لعبة شدّ الحبال قبل الوصول الى طاولة المفاوضات بين الايراني والاسرائيلي ممتعة في وقت تتدهور معه الأمور الى "معركة وجود" كما يقول نتنياهو، ويستشفّ من التصعيد الكلامي والاعلامي بين طرفَي النزاع أن الأمور لن تهدأ قبل الحسم، اي إرساء النصر او الهزيمة وبعدها فليَفنى الشرق الاوسط!
مسار تغيير الأنظمة في المنطقة وقلب المعادلات السياسية القائمة، وفرض واقع جديد يدور فلكه حول "أمن اسرائيل أولاً"، مرحلة تبدو تفاصيلها معقّدة ولكن بالنظر الى تطور الأحداث وسرعة انجازها تظهر أصابع المهندس الاميركي في ترتيب الأمور في دقة وفق خطة مدروسة، والهدف أولاً وأخيراً شلّ برنامج طهران النووي والصاروخي وإيقافها وكل ما يُحكى عن تغيير النظام الايراني ليس واقعياً حسبما تفيد التقارير، وذلك لان واشنطن تخشى من اليوم الآخر كما في افغانستان والعراق وعدم تجهيز البديل او حتى وصول المقدرات الصاروخية "الخطيرة" الى أيدي فصائل متفلتة.
حتى الساعة لم تحقّق اسرائيل هدفها الاستراتيجي وإيران بدورها لم تفرض معادلة ردع كاملة، والسيناريوهات المقبلة مفتوحة على تصعيد أوسع قد يستدعي تدخلاً أميركياً مباشراً، أو عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات في ظل استنزاف عسكري متبادل في وقت يضيق فيه هامش المناورة مع ارتفاع حجم الاضرار والتدمير المهول في مدن اسرائيلية وايرانية.
يكتفي اللبنانيون بالتسمّر امام شاشات التلفزة ومتابعة الوقائع عبر منصات الاخبار، والهرولة مسرعين الى الشرفات والسطوح لمشاهدة مئات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات تعبر سماءهم والنظر بتوجس الى المسيرات الاسرائيلية التي لا تكف عن التحليق والرصد، ولكن الهواجس اكبر بكثير والخوف من انزلاق الامور والدخول في حرب مدمرة جديدة. فقد تضطر ايران في حال فقدت توازن الرد الى استخدام أذرعها منها حزب الله في لبنان واحياء نظرية الحرب عبر الوكلاء، وتفعيل شبكة نفوذها وتحريك خلاياها في العراق حتى اميركا اللاتينية حيث يمتد نشاط حزب الله، وهو سيناريو لا زال بعيد المنال، فثمّة مَن يرى ان المواجهة لا تزال في بداياتها، وما يسعى اليه ترامب اليوم هو جرّ المتنازعين الى طاولة المفاوضات وانهاء الحرب مع ايران بشكل نهائي.
ولكن المخاطر التي تتربص بلبنان لا يمكن حصرها فقط في دخوله الحرب، فهو الخاسر الاكبر في المواجهات الدائرة في فضائه حيث تداعيات الحدث "المعنوية" وتأثيراتها عليه تدفع الى شلل اقتصادي وتدهور كبير فالتهديد بالحرب لا يقل أهمية عن الحرب ذاتها.
ليبانون فايلز - هيلدا المعدراني
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|