فوضى العراق قد تتكرر.. هل يُسرع التدخل الأمريكي بسقوط النظام الإيراني؟
تقترب الحرب المفتوحة بين إيران وإسرائيل من الدخول إلى مرحلة لا عودة فيها قبل تحقيق أحد أهدافها الرئيسة، فإما تدمير المشروع النووي الإيراني بالكامل، أو الضغط العسكري المكثف حتى سقوط النظام في طهران.
وبدأت المؤشرات على قرب التدخل الأمريكي المباشر إلى جانب إسرائيل في حربها ضد طهران، تأخذ شكلاً صريحاً بين تصريحات واضحة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن لا خيار أمام إيران "إلا الاستسلام الكامل"، والنشاط العسكري وتحريك الطائرات وحاملاتها إلى المنطقة.
واستدعت تصريحات ترامب عن أن موعد "التخلص" من المرشد الإيراني علي خامنئي، لم يحن بعد، تاريخاً أمريكياً من العمل على إسقاط الأنظمة، والتي لطالما أدانها الرئيس الحالي، بحسب "نيويورك تايمز".
وتغيير النظام في العراق، أكثر ما يمكن استدعاؤه، بحسب صحيفة "ديلي ميل" لمقاربته مع الحالة الإيرانية، إذ تبرز عدة مشتركات، واختلافات أيضاً، بين ما جرى في 2003 وما هو متوقع بعد اثنين وعشرين عاماً، وربّما بعد أيام قليلة.
ومن التشابه بين أجواء 2003 و2025، أن الأولى جاءت بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك، والثانية بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل، وأشعل حرباً متواصلة حتى الآن على عدة جبهات.
وبينما كانت هناك في 2003 ذريعة أمريكية بريطانية بمزاعم امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، تقول إسرائيل في 2025 إن إيران كانت على بعد أسابيع من إنتاج قنبلة نووية قبل هجوم تل أبيب المباغت على طهران في 13 يونيو الماضي.
الهدف الأمريكي والبريطاني في ربيع 2003 كان واضحاً، وهو إسقاط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، واليوم بدأت تتقارب التصريحات الصادرة من واشنطن وتل أبيب بإسقاط نظام المرشد بشكل مباشر، مع تصريح ترامب بانهم يعرفون مكانه.
اختلاف قد يُعيق السقوط
لكن الاختلاف الأوضح بين 2003 واليوم، بحسب الخبير وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور خالد شنيكات، هو في أن أمريكا اليوم ومعها إسرائيل، لا يمكنهما غزو إيران، وأن حربهما ستقتصر على الاستهداف الجوي المكثف بالاعتماد على المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجية.
ويرى الدكتور خالد شنيكات في تصريح لـ "إرم نيوز" أن غياب القدرة الأمريكية والإسرائيلية على غزو بري لإيران سيعيق سقوط النظام، متوقعاً أن تلجأ واشنطن وتل أبيب لـ "إطالة العملية وتدمير البنى الاقتصادية كافة، لدفع الإيرانيين نحو التململ ثم الحراك ضد النظام".
أما الكاتب والمحلل السياسي، رجا طلب، فيرى أن هدف "إسقاط النظام الإيراني" لم يعد مخفياً، كما توقع بأنه قد يحدث في فترة قريبة لن تتجاوز أسابيع، مؤكداً في تصريح لـ "إرم نيوز" أن المنطقة تشهد تحولاً لم تعرفه منذ 1945، أي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
كما يذهب الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، إلى أن كل المؤشرات تذهب إلى أن الولايات المتحدة باتت تعتبر نفسها "شريكاً" لإسرائيل في حربها، وبذلك أصبحت المواجهة واضحة ومباشرة، وتميل بقوة نحو تل أبيب.
ويعتقد علي حمادة في تصريح لـ "إرم نيوز" أن القوة المضاعفة لتل أبيب المسنودة بدعم أمريكي، ستُفضي حتماً إلى "اهتزاز خطير في الحُكم والسلطة في ايران"، إذا لم تفاجئ طهران الجميع وتقبل بالشروط الأمريكية والإسرائيلية، وأهمها تفكيك البرنامج النووي، بالكامل وافتكاكها عن أذرعها الميليشاوية في المنطقة.
الفوضى.. الشبه الأكبر
بعد غزو العراق، سادت الفوضى ولا تزال مستمرة منذ اثنين وعشرين عاماً، وفي السيناريو "المفترض" لسقوط النظام الإيراني، عبر مواصلة استهدافه أبرز شخصياته وإفراغه من القيادات، أو التمهيد لـ "ثورة شعبية" تستغل حالة الوهن، فإن المصير ذاته قد يتكرر، بحسب محللين.
ويرى شنيكات أن "الفوضى والتفكك" هما المصير المؤكد في حالة السقوط المفاجئ للنظام من دون أي ترتيبات.
كذلك لا يستبعد رجا طلب نشوب حرب أهلية أو البدء بتقسيم البلاد بعد سقوط النظام الإيراني، لكنه في المقابل يرى أن هناك سيناريو أقل كلفة، وهو أن تقوم ثورة شعبية تأتي بنظام جديد "لا يؤمن بمبدأ تصدير الثورة، ولا التسليح النووي أو المواجهة المفتوحة مع إسرائيل ولا أمريكا التي لن تكون حينها الشيطان الأكبر".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|