الصحافة

بطريرك الاستقلال ومفتي الممانعة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لو كان الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير حيًّا، لدعا في عظة الأحد المجتمع الدولي للعمل سريعًا على وقف دورة العنف بين إسرائيل وإيران وحل المسائل العالقة بالحسنى، ولتمنى على "حزب الله" عدم جرّ البلاد والعباد إلى مغامرة جديدة يدفع لبنان ثمنها من حياة أبنائه.

في المقابل سارع المفتي أحمد قبلان إلى حقنة مقويات مصحوبة بجرعة معنويات وحبوب فقال تعقيباً على التقاصف غير المتكافئ "إيران بهذا العمل تقدّم للعرب والدول الإسلامية فرصة تاريخية لا تتكرر، كما أنها تعيد وضع العرب والدول الإسلامية في قلب المعادلة التاريخية".

يدعو سماحة المفتي، في بيانه، بطريقة واضحة وملحة العرب والدول الإسلامية إلى الانخراط في هذه الحرب في حين أن البطريرك ما كان إلا من دعاة حقن الدماء واعتماد الحوار سبيلًا.

الأول شخصية سيادية بامتياز استقبلته الدول كما تستقبل الرؤساء.

الثاني شخصية ممانعة استُقبلت بياناته "التعبوية" عمومًا و"التحريضية" أحيانًا باستنكار شديد اللهجة.

نطق "البطرك" باسم لبنان الحر السيد المستقل، بغالبية مسيحييه ومسلميه.

وينطق صاحب السماحة باسم "الثنائي الشيعي" حصراً. والثنائي كان ولم يزل يراهن على نظام الخامنئي لتسوية دولة إسرائيل بالأرض. جاءت الفرصة فهل نفوّتها ونترك الجمهورية الإسلامية لوحدها؟ باطل هذا الحكي.

ما كان ينقص "الوحدة الوطنية" الواقفة عالـ "واحدة ونص" إلّا هذه الحرب الكونية التي تنادينا وتشد على أيادينا، فانقسم المغرّدون على منصة أكس بين محتفين بإنجازات التكنولوجيا العسكرية الإيرانية وبين منبهرين من تحول إيران بيئة حاضنة للموساد، كما انقسموا معسكرين الأول يهوّل "انتظروا مفاجآت طهران أيها الأنجاس الناكيك" والثاني يرفع الدعاء "ربي وإلهي ما يسلم منهم مخبّر" وانقسم الشارع بين "ضيافة بقلاوة" على شرف صاروخ أصاب مقتلًا في حيفا وبين فتح شمبانيا احتفاء باختفاء قيادة الحرس الثوري عن وجه البسيطة، بمعزل عمن محاهم. كانت الفرحة لتكون عارمة أيضاً لو قضى قادة النظام في إيران بواسطة مسيّرات سويسرية!

وفي هذا الجو الوحدوي أطل الصِحافي والمفكر العربي فهمي هويدي بـ "سلوغان" يحاكي تطلعات المفتي قبلان: "اليوم انصهرت المذاهب ولم يبقَ لنا سوى مذهبين فإما أن تكون مقاوماً أو تكون صهيونياً؟

لم يترك الفهيم فهمي الفرصة للبنانيين المتشدّقين بالوحدة أن يختاروا بين معسكر رضا بهلوي المنتظر ومعسكر الولي الفقيه.

في هذه اللحظة الملحمية لا بد من سؤال وجودي "بول مرقص وين؟" that is the question.

عماد موسى - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا