نعيم قاسم: نحن الى جانب إيران ولسنا على الحياد ونتصرف بما نراه مناسباً
أكثر من 500 لبناني عالقون في البصرة... وصرخة مدوّية إلى الدولة: أين أنتم؟
في خضمّ الحرب المستعرة بين إيران وإسرائيل، يعيش مئات الطلاب اللبنانيين في إيران لحظات عصيبة من القلق واليأس، بعدما تقطّعت بهم السبل وسط صمت رسمي لافت، وعجز واضح من الدولة اللبنانية عن تأمين الحدّ الأدنى من مقوّمات الإجلاء أو حتى الاطمئنان.
فمع تصاعد التهديدات الأمنية وتعليق معظم الرحلات الجوية من وإلى إيران، وجد هؤلاء الطلاب أنفسهم عالقين في منطقة تزداد اشتعالًا يومًا بعد يوم، من دون طيران، ولا ممرات آمنة، ولا خطط بديلة واضحة المعالم، وكأن لا جهة مسؤولة تتابع مصيرهم.
يروي علي مرمر، وهو أحد الطلاب اللبنانيين العالقين، عبر “ليبانون ديبايت”، تفاصيل ما يشبه الكابوس الذي يعيشه هو وزملاؤه منذ اندلاع المواجهات.
ويقول: "منذ اليوم الأول للحرب، أطلقنا نداءات استغاثة، وتواصلنا مع وزارة الخارجية كما طُلب منا. صدر بيان رسمي يدعو الطلاب إلى التسجيل لتنظيم العودة، لكن لا شيء تحقق على أرض الواقع. لا طائرات، لا تنسيق، ولا حتى جدول زمني واضح. بقينا ننتظر بلا أمل، حتى قررنا اتخاذ القرار بأنفسنا ومغادرة إيران برًّا".
نظّم الطلاب أنفسهم، واستقلّوا حافلات إلى العراق في رحلات طويلة وشاقّة استغرقت ساعات متواصلة، وتوزعت وجهاتهم بين النجف والبصرة.
لكن المعاناة لم تنتهِ هنا، بل بدأت مرحلة جديدة من التخبط والانتظار. ففي مطار البصرة، علق مئات الطلاب وسط ظروف إنسانية قاسية، من دون تذاكر سفر، ومن دون تنسيق، وبلا أي تواجد رسمي يواكب تحرّكاتهم أو يوفّر لهم الحد الأدنى من الدعم اللوجستي أو حتى الإرشاد.
يصف مرمر المشهد بالمأساوي، ويقول: "نحن اليوم عالقون داخل المطار، لا نعرف كيف نحجز تذاكر، لأن الحجز يتم فقط من الداخل. لا يمكننا مغادرة المطار، ولا التعامل مع مكاتب سفر خارجية. لا أحد يشرح لنا شيئًا، ولا أحد من المسؤولين تواصل معنا. نحن تائهون، لا نفهم الآلية، والوقت يمرّ".
ويتابع: "عدد اللبنانيين العالقين يتجاوز الـ500 شخص، من طلاب وطالبات، إلى مرضى، وآخرين لديهم ظروف عائلية ضاغطة. الوضع مأساوي، ولا أحد يسأل عنا. لا من وزارة الخارجية، ولا من السفارات. كأننا غير موجودين أصلاً".
في ظل هذه الصورة القاتمة، تبرز تساؤلات حقيقية عن دور الدولة اللبنانية وواجباتها تجاه أبنائها المنتشرين في مناطق الخطر: أين وزارة الخارجية؟ أين السفارات؟ لماذا هذا الغياب التام؟ ولماذا يُترك المواطن لمصيره في لحظة مصيرية؟
ما يجري، بحسب شهادات الطلاب، ليس مجرد خلل إداري أو تأخير بيروقراطي، بل إهمال فجّ يرتقي إلى مستوى الخلل الأخلاقي. هؤلاء الشباب لم يرتكبوا ذنبًا سوى أنهم حملوا أحلامهم وغادروا بلدهم طلبًا للعلم، ليجدوا أنفسهم في مرمى نيران حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
الطلاب لا يطلبون ترفًا ولا امتيازات، كل ما يريدونه هو أن تستعيد الدولة ضميرها، وتتحمّل مسؤولياتها، وتتحرّك فعليًا لإعادتهم. حياتهم ليست تفصيلًا، وليست هامشًا في دفتر الحسابات السياسية، بل هي خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها.
حسن عجمي-ليبانون ديبايت
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|