حياد لبنان يحمي استقرار قطاع الدواء

في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة والقلق المتزايد من تداعيات أي نزاع واسع النطاق، تتجه الأنظار إلى سوق الدواء في لبنان وتحديداً إلى مدى قدرته على الصمود.

في وقت يعيش فيه اللبنانيون على وقع أخبار الحرب والتجاذبات السياسية، يبقى ملف الدواء واحداً من أكثر الملفات الحساسة، لما له من تأثير مباشر على صحة الناس وشعورهم بالأمان. ومع أن الظروف المحيطة تبدو مقلقة، إلا أن الصورة الحالية تحمل بين طياتها مؤشرات مطمئنة، وإن كانت مشروطة ببقاء الاستقرار الأمني والحياد السياسي على ما هو عليه.

فقد طمأن نقيب الصيادلة جو سلّوم، إلى أنّ الوضع الدوائي في البلاد مستقر حالياً، مؤكداً أن الاستيراد من الخارج وكذلك التصنيع المحلي يسيران بصورة طبيعية، ولا مؤشرات على وجود خطر على توافر الأدوية في المدى المنظور.

وفي حديث لـ «نداء الوطن»، قال سلّوم: «نحن اليوم في وضع سليم جداً، والاستيراد لا يزال منتظماً، وكذلك الإنتاج المحلي، وبالتالي إذا استمرّت الأوضاع كما هي، فلا خطر على توافر الأدوية في لبنان».

وأشار النقيب إلى أن لبنان يحتفظ حالياً بمخزون دوائي يكفي لأكثر من أربعة أشهر، مشدداً على أن استمرار الحياد اللبناني في ظل الصراعات الإقليمية، لا سيّما الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، هو الضمانة الأساسية لاستقرار هذا القطاع.

وعن توافر بدائل محلية أو إقليمية يمكن الإعتماد عليها في حال توقّف الإستيراد من بعض الدول المتأثرة، أوضح سلّوم أن النقابات المعنية، بما فيها نقابة الصيادلة، ونقابة مستوردي الأدوية، ونقابة المصانع، ستعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة على تفعيل «خطة طوارئ» يتم من خلالها تقييم الوضع، واتخاذ قرارات تتناسب مع كل حالة على حدة، قائلاً: «حتى الآن لا أرى مؤشرات تدعو إلى القلق في هذا الاتجاه، خصوصاً وأن حياد لبنان يحمي قطاع الدواء كما يحمي سائر القطاعات». وفي ما يتعلّق بإمكان ارتفاع أسعار الأدوية نتيجة الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، أكّد سلّوم أنه «ما دامت الأمور على ما هي عليه الآن، فلا يوجد أي ارتفاع في الأسعار». يضيف مستدركاً «أي تغيّر غير اعتيادي في تكاليف الشحن أو تأمين الأدوية أو غيرها قد يؤثّر مستقبلاً، ولكن حتى اللحظة، الوضع مستقر».

غاييل بطيش
نداء الوطن