محليات

باراك "بلسان" ترامب: سيكون قراراً سيئاً جداً جداً جداً دخول حزب الله

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

... تَدَخُّل «حزب الله» في الحرب الاسرائيلية - الإيرانية «سيكون قراراً سيئاً جداً جداً جداً». موقفٌ واضح ومدجَّج بالمعاني المتعددة البُعد أطلقَه المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية السفير لدى تركيا توماس باراك من بيروت، وزاد من وقْعِه الخطير أنه أعلنه «نيابةً عن الرئيس دونالد ترامب الذي كان واضحاً في التعبير عنه هو والمبعوث الخاص (ستيف) ويتكوف».


وقد تردّد صدى كلام باراك بقوة، وإن خلف الكواليس، في بيروت التي تَكتم مخاوفَ متصاعدةً من أن يؤدي انتقالُ الحرب بين إسرائيل وإيران إلى مرحلة «الضربة القاضية» -التي تَستوجب استخدامَ الولايات المتحدة «قوتها الضاربة»- إلى تَداعي «حائط الصدّ» الذاتي الذي يَمتنع «حزب الله» بموجبه حتى «إشعارٍ آخَر» عن إسنادِ طهران التي تُعاني وتُعانِد وتردّ «النار بالنار».
وفي وقت كان حصولُ زيارة باراك في غمرةِ اقتراب الصِدام المباشر الإسرائيلي – الإيراني من مرحلة مصيرية يَحمل في ذاته رسالةً بالغة الدلالات حيال الأهمية التي توليها واشنطن للملف اللبناني ولعدم ترْكِ «فراغاتٍ» فيه بعد كف يد مورغان اورتاغوس وبانتظار تَسَليمِه إلى موفد جديد أو إلى السفير المعيّن ميشال عيسى بعد أن يتولى مهماته، فإنّ مصادر واسعة الاطلاع عبّرت عن خشيتها من ارتسامِ ملامح سباقٍ أميركي - إيراني في لبنان بين:

- إصرارُ واشنطن، وفق ما عبّرت عنه محادثات باراك مع كبار المسؤولين، على الإسراع في سحْب سلاح «حزب الله»، بما يحقق هدفين. أولهما تنفيذ لبنان تعهداته في هذا الإطار ومندرجات اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل (27 نوفمبر) التي تَعتبر أن احتفاظَ الحزب بما بقي من ترسانته يخالف تفسيرها للاتفاق ويبرّر استمرارَ احتلالها للتلال الخمس ويدها الطليقة في ضرب أهداف له وكوادر منه أينما كان في لبنان.

والهدف الثاني سحْب أي ذريعة من إسرائيل لاستئنافِ الحرب الشاملة في حال استوجبت مجريات المكاسرة بين تل أبيب وطهران لجوء الأخيرة إلى تفعيل «سلاح الاحتياط» الذي تشكّله أذرعها في المنطقة، وإن المُنْهَكة.


- وبدء إيران، وعلى طريقة «فتْح الصوامع»، تحميةً سياسية لخيار زجّ «حزب الله» في الحرب في إطار محاولة إعادة تجميع قواها وخطوط الدفاع والردع بوجه ارتفاع احتمالات انخراط واشنطن عسكرياً في الحرب التي دخلتْ في الساعات الماضية منعطفاً خطيراً مع الضربة الصاروخية الإيرانية التي «آلمت» تل أبيب وأدمتها أمس وتَوَعُّد إسرائيل باغتيال المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، ما وَضَع المعركة واقعياً أمام إما اختراقٍ دبلوماسي بالغ الصعوبة يُراد أن ترفع معه إيران «الراية البيضاء» وإما أيام عصيبة من التطاحن و«تكسير العظم».

«حزب الله»

ولم يكن عابراً في هذا السياق ما نقلتْه قناة «الجزيرة» عن مسؤول إيراني رفيع المستوى من أن «دخول أميركا على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني يعني أن حزب الله سيتحرك»، في الوقت الذي أصدر الحزب، بياناً حذّر فيه «بعض المتصدّين في بلدانهم الذين لا يعرفون المكانة العظيمة والواسعة للمرجع الكبير والولي الإمام القائد الخامنئي ‏‏على مستوى إيران والأمة الإسلامية والعالم، وعلى مستوى الشعوب الإسلامية والحرّة». واعتبر «أن التهديد بالقتل حماقة وتَهَوُّر، له عواقب وخيمة، وعلى الرغم من سخافته وانحطاط مستوى من يُهدّد، فإنّ مجرّد ‏النطق به فيه إساءة إلى مئات الملايين من المؤمنين والمحبّين والمرتبطين بالإسلام وخط الأصالة والمقاومة والعزّة، ‏وهو مستنكرٌ ومُدان بأبلغ عبارات الإدانة».‏

وإذ أكد «أننا اليوم أكثر إصراراً وتمسّكاً» بنهج خامنئي «وأكثر التفافاً حول مواقفه العظيمة ‏وتصدّيه مع الشعب الإيراني البطل والعزيز في مواجهة العدوان الإسرائيلي - الأميركي على الجمهورية الإسلامية ‏الإيرانية»، لفت إلى «أن أميركا ستكتشف أنها وقعت في هاوية سحيقة بسبب دعمها الطاغوتي للعدوان الإسرائيلي الوحشي على ‏غزة والمقاومة في المنطقة وعلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية (...) وستثبت الأيام أن جولة الباطل خاسرة، ومعالم الإيمان والمقاومة منتصرة».


وفيما امتنع لبنان الرسمي عن التعليق والذي عَكَسَ أن «أمرَ العمليات» بدخوله الحربَ يَصدر من طهران وحدها، بخلاف موقف الحكومة في بيانها الوزاري حول أن «قرارَ الحرب والسِلم بيدها» ورفْض رئيسيْ الجمهورية جوزاف عون والوزراء نواف سلام أي توريطٍ للبنان في صراع لا شأن له به، فإنّ محادثاتِ باراك في بيروت والقراءة بين سطور البيانات التي وُزِّعت عنها والمواقف التي أطلقها بلسانه عَكَست تبايناً مع واشنطن حيال «السرعة» الواجب اعتمادها في ملف سلاح الحزب كما «فوارق» في التعبير الرسمي عن الموقف اللبناني بإزائه كما أي دَفْعٍ للبلاد إلى فوهة النار.

فالرئيس عون، وبحسب البيان الذي صدر عن القصر الجمهوري، أعطى إشارةً إلى «تَمَهُّلٍ» لبناني في بت مسألة سلاح «حزب الله» كما سلاح المخيمات الفلسطينية وصولاً إلى رَبْطِ المعالجة النهائية بانتهاء الحرب، واعتبار عدم استكمال الجيش اللبناني مَهمته جنوب الليطاني نتيجةً لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس، الأمر الذي يشكل امتداداً للتجاذب حول أيّهماً أولاً «الانسحاب الإسرائيلي أو سحْب السلاح».

وجاء في البيان أن البحث بين عون وباراك تطرّق إلى الخطوات التي يتّخذها لبنان تحقيقاً لمبدأ حصرية السلاح، فأكد الرئيس اللبناني «أن الاتصالات قائمة في هذا المجال، على الصعيدين اللبناني والفلسطيني» معرباً عن «أمله في أن تتكثف بعد استقرار الوضع الذي اضطرب في المنطقة نتيجة احتدام الصراع».

وشدد عون على «أن لبنان يتطلع إلى دعم الولايات المتحدة في ما يقوم به لإعادة النهوض على مختلف المستويات، وفي مقدمة ذلك تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس التي تحتلها ووقف الأعمال العدائية والتمديد لقوة «اليونيفيل» التي تعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني على تطبيق القرار 1701 وصولاً إلى الانتشار حتى الحدود المعترف بها دولياً»، مؤكداً أن لبنان قرر زيادة عديد الجيش في جنوب الليطاني حتى عشرة آلاف جندي.


وأشار الى «أن وحدات الجيش المنتشرة جنوب الليطاني تواصل تطبيق القرار 1701 تطبيقاً كاملا لجهة إزالة المظاهر المسلحة ومصادرة الأسلحة والذخائر ومنع أي وجود مسلّح غير الأجهزة الأمنية، لكن تَعَذَّرَ عليها حتى الآن استكمال مهمتها نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ومحيطها».

العلاقات اللبنانية - السورية

وإذ شرح للموفد الأميركي ما تقوم به الحكومة «في مجال الإصلاحات المالية والاقتصادية بالتعاون مع مجلس النواب»، تناول عون وباراك العلاقات اللبنانية - السورية، فأكد رئيس الجمهورية «وجود شقين في هذا الإطار، الأول يتعلق بموقف لبنان الداعي إلى عودة النازحين السوريين إلى بلادهم بعد زوال أسباب نزوحهم مؤكداً على أهمية الدعم الأميركي لهذا الموقف، والشق الثاني يتناول العلاقات الثنائية حيث يتطلع لبنان إلى تفعيلها لاسيما لجهة المحافظة على الهدوء والاستقرار على الحدود اللبنانية- السورية، وترسيم الحدود البحرية والبرية بما فيها مزارع شبعا»، مذكراً بأن لبنان اقترح على الجانب السوري تشكيل لجان مشتركة للتنسيق في مختلف المجالات لاسيما في المجال الأمني.

وكان باراك نقل إلى عون تحيات ترامب وتأكيده على الرغبة الأميركية في مساعدة لبنان على تجاوز الظروف والتحديات التي يواجهها، مؤكداً الدعم الأميركي للجيش اللبناني وللإجراءات التي يتخذها الحُكْم في لبنان على الأصعدة الأمنية والاقتصادية والمالية، وقدّم سلسلة اقتراحات تندرج في إطار الدعم الأميركي، لافتاً إلى أهمية استقرار الأوضاع على الحدود الجنوبية من جهة، والحدود السورية من جهة أخرى.


وعرض باراك تصور بلاده للأوضاع في المنطقة وطرق معالجتها، مؤكداً أن ترامب يرغب في مساعدة لبنان والدول المجاورة له لتنعم بالأمان والاستقرار والسلام.

وإذ نقل تلفزيون «ال بي سي آي» عن مصادر بعبدا أن باراك أبلغ إلى عون توليه الملف اللبناني موقتاً ريثما يتم تعيين موفد أصيل، وأنه طالب بالإسراع في ملف سلاح حزب الله من دون تحديد مهلة لذلك، وأن الجانب اللبناني طالب بالانسحاب من المناطق التي لا تزال محتلة وبوقف الخروق وإطلاق الأسرى، أشارت المصادر نفسها إلى «عودة الحديث إلى مبدأ خطوة في مقابل خطوة أي أن تنفذ إسرائيل خطوة يقابلها لبنان بخطوة في موضوع السلاح».

من جهته، أكّد رئيس الحكومة خلال لقائه باراك «تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم»، مشدداً على أنّ «الحكومة اللبنانية عازمة على مواصلة تنفيذ خطتها الإصلاحية، وعلى بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها». كما شدد على «أهمية دور اليونيفيل واستمراره لضمان تطبيق القرار 1701»، وطالب بـ«مساعدة لبنان في الضغط على إسرائيل من أجل انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة».

وأطلع سلام المبعوث الأميركي على الخطوات التي قامت بها الحكومة، والتنسيق المستمر مع الجانب السوري لمعالجة الملفات العالقة، وعلى رأسها ضبط الحدود بين البلدين، تمهيداً للوصول إلى ترسيم الحدود.


وفي حين شكر رئيس البرلمان نبيه بري الذي التقى باراك الولايات المتّحدة على دعمها للجيش «الّذي يطلع بدوره ويَفي بالتزامات لبنان، إنفاذاً لاتفاق وقف النّار، وانطلاقاً من تطبيق القرار 1701 الذي دأبت إسرائيل ولاتزال على خرقه وعدم تطبيق اتفاق وقف النّار لجهة الانسحاب من الأراضي اللّبنانيّة التي لاتزال تحتلّها ووقف اعتداءاتها اليوميّة على لبنان»، شدد على «الجهد الأميركي لإلزام إسرائيل بضرورة الوفاء بالتزاماتها بتطبيق بنود القرار 1701، والانسحاب الفوري من الأراضي اللّبنانيّة المحتلّة ووقف الخروق، كمدخل أساسي كي ينعم لبنان بالاستقرار ويشرع بورشة إعادة الإعمار».

ومن عين التينة، أطلق الموفد الأميركي، اللبناني الأصل، الكلام الوحيد على المنبر، إذ أعلن «بالنيابة عن الرئيس ترامب، يشرّفني أن أعود إلى جذور بداياتي. والسبب الوحيد لوجودي هنا هو هذا الالتقاء بين الحمض النووي اللبناني الجميل الذي وُهبت منه بالصدفة والحرية الأميركية. وإن التقاء هذين العنصرين هو مستقبل وأمل للبنان، ورئيسي اليوم يبعث برسالة في خضم أزمة عالمية وفوضى ربما هو أمر مربك للجميع، فلبنان كان منارة ساطعة للتسامح وتقاطع الأديان وتقاطع الثقافات وتقاطع وجهات النظر المختلفة».

وأضاف «نؤمن أنه بقيادتكم ومع التجديد في هذه اللحظة، يمكن للسلام والازدهار أن ينطلقا من جديد وجيلكم هو مَن يحتاج إلى إيجادهما، لذا نحن هنا ملتزمون بالمساعدة نحن معجبون بالإدارة وبالشعب اللبناني. لذا ما يجمعنا جميعاً هو الأمل، وأن الفوضى ستهدأ قريباً، ومن ذلك سيزهر السلام والازدهار في هذه الصحراء التي يحملها اللبنانيون إلى جميع أنحاء العالم».


وحول الموقف من الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وكيفية حلها، أجاب باراك «لو كان في إمكاني تقديم حلّ لكم في دقيقتين لما كنت هنا».

وماذا لو تدخل «حزب الله» في الحرب؟ رد «علينا أن نناقش الأمر، لكن أستطيع أن أقول نيابة عن الرئيس ترامب الذي كان واضحاً جداً في التعبير عنه هو والمبعوث الخاص ويتكوف، إن ذلك سيكون قراراً سيئاً جداً جداً جداً».

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا