الصحافة

جمهورية لبنان لا جماهيرية "حزب الله"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 

الجماعة المسماة "حزب الله"، لم تعد مجرد ميليشيا مسلحة أو حزب عقائدي، أو مقاومة على ما تنسب لهويتها الوجودية بل هي مشروع قائم بحدّ ذاته تخطّى بأبعاده وخططه البعيدة الآماد حدود التركيبة اللبنانية فتفوّقت "الجماعة" على نفسها بالدوْس على الدستور والقوانين والأعراف لا بل جنحت إلى حدّ إطلاق العنان لسلوكياتها أن تصل إلى حدود التصفيات الجسدية على ما أنزلت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما امتهنت لعبة توزيع الرسائل على ما أقدمت عليه في منطقة سجد الجنوبية حيث أطلقت النيران الحربية باتجاه طوافة عسكرية فكان الشهيد سامر حنا الرسول والرسالة الأبلغ للمؤسسة العسكرية الأم.

نحن أمام واقع خطير لناحية خروج جماعة من المفترض أنها لبنانية الهوى والهوية لكن واقع الحال مختلف ومخالف للشرعة والشريعة بحيث أن تلك الجماعة ترعرعت على الولاء المطلق لأجنبي فارسي... قدّمت مصالحه على مصلحة لبنان واللبنانيين لا بل ذهبت إلى حدّ تقديم الشباب على مذبح القتل بعدما زجّت بهم في حروب ومعارك خارج إطار المنطق اللبناني والعقل الإنساني.

مهمة الحكومة حلّ ما تبقى من ميليشيا وسحب سلاحها لكن هناك مهمة دقيقة وحسّاسة ذات طابع كياني لا يتعلق فقط بالسلاح ولا حتى بإعادة بناء ما دمّرته تلك الجماعة بسبب جنوحها عن الانتظام العام بل بكيفية إقناع هؤلاء بفكرة الدولة وصيرورتها وكذلك بالفكرة اللبنانية، فالدولة بمؤسساتها وفكرة لبنان أو الفكرة اللبنانية تتناقض مع مشروع الميليشيا المؤدلجة دينيًا بشكل راديكالي، من هنا سوف تُطرح عاجلًا أم آجلًا إشكالية نقل هؤلاء إلى الواقع اللبناني.

أخطر ما في نهج هذه الجماعة اعتناقها فلسفة الدم الواجب إهراقه في سبيل قضايا لا تمّت إلى اللبننة بأي شكل أو إطار، وبالتالي تحويل أهل هذه البيئة إلى مشاريع دائمة للموت المجّاني، فمن يقاتل أو يُقتل كرمى عين بقاء بيت الأسد فهذا موت مجاني، ومن يقاتل أو يُقتل من أجل عواصم ودول خارج حدود الوطن فهذا انتحار، وإذا كانت الشيعية السياسية تسعى من خلال ما أنتجته خلال العقود الماضية إلى أمر واقع محتوم ليغدو عرفًا يعتقد القيمون أنه مكسب فهؤلاء مخطئون لا بل واهمون، خاصة وأن اللبنانيين الشيعة اتسموا على مر العصور بالولاء العاملي العربي ولم يؤخذوا يومًا إلى أحادية المرجعية الدينية، وفي المقابل يُعتبر تـبـنّـي الشيعة الكيان اللبناني كوطن نهائي على أنه اندماج حكمي وطبيعي بالمجتمع اللبناني الذي تتكون منه كل العائلات الروحية اللبنانية مما يمنع عنهم أي ارتباط بأي قرار سياسي خارج حدود الوطن.

ومن الوعد الصادق إلى حرب الإسناد رسمت منظمة "حزب الله" تاريخًا غريبًا عن حقيقة الواقع الشيعي اللبناني، هذه المنظمة المسلحة التي أصابت المجتمع الشيعي بمرض الغربة عن الوطن الذي بات ساحة والاغتراب عن الشركاء في الوطن.

المسألة ليست فرصة أخيرة إنما فرصة جدّية للملمة أشلاء ما انهار من تكاملية وثقة بين أطياف ارتضت لنفسها وعلى نفسها أن تتعمشق بمشروع هجين لا يمكن أن تُكتب له الحياة وبين أصحاب الأرض الشركاء الفعليين لا الظرفيين المصلحيين.

العودة إلى الجذور، إلى الكتب والتعاليم، إلى وصايا الإمام شمس الدين ونهج الإمام موسى الصدر... هي عودة إلى الوطن الذي كان وسوف يبقى لبنان أولًا وأخيرًا.

ايلي محفوض
نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا