موسم الصيف يهتّز : المنطقة لم تعد وجهة سياحية

وسط ظروف إقليمية متقلبة وتطورات أمنية متسارعة، يعيش القطاع السياحي في لبنان حالة من الترقب والقلق، بعدما كانت الآمال معلّقة على موسم صيفي واعد يعيد بعض الحيوية إلى الاقتصاد اللبناني المنهك.
شهد أيار ومطلع حزيران، بوادر انتعاش سياحي، تزامنت مع مؤشرات سياسية إيجابية داخلية، وقرارات خليجية أعادت فتح الباب أمام زيارة رعاياها إلى لبنان، ما أنعش الأمل بعودة السياح العرب، الذين يشكّلون عنصرًا أساسيًا في دورة الحياة السياحية اللبنانية. غير أنّ هذا التفاؤل لم يدم طويلاً، حيث جاءت التطورات الخطيرة في المنطقة لتعيد خلط الأوراق وتضع مستقبل الموسم السياحي على المحك.
أشار رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق في لبنان، بيار الأشقر لـ "نداء الوطن" إلى أن الحروب تعتبر العدو الأول والأكبر لقطاع السياحة، قائلًا: "لا يمكن أن يكون هناك حرب والسياحة بألف خير. كنا متفائلين كثيرًا ببداية الموسم السياحي، خصوصًا بعد القرار الإماراتي الذي سمح لرعاياها بزيارة لبنان، ولكن ما يحصل اليوم ضرب هذا التفاؤل في الصميم".
وأضاف الأشقر أن الأزمة ليست محصورة بلبنان فقط، بل تطال المنطقة بأكملها، موضحًا: "المشكلة بدأت مع الضربة التي طالت الضاحية الجنوبية لبيروت ليلة عيد الأضحى، واعتبرناها حينها ضربة محدودة. أما الآن، فنحن ذاهبون نحو المجهول من حيث التوقيت والتداعيات، ولا أحد يمكنه التنبؤ بنتائج ما يحدث".
وتابع: "قبل التصعيد بين إيران وإسرائيل، كان هناك جو من التفاؤل. خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والبيان الوزاري ساهما في زرع أجواء إيجابية، وبدأنا بالفعل نشهد وصول سياح من دول الخليج مثل الإمارات وقطر والكويت، ولكن هذه الأجواء سرعان ما تراجعت نتيجة التطورات الأمنية، ونأمل ألا تكون تداعياتها طويلة الأمد".
وفي ما يتعلق بتأثر القطاع، لفت الأشقر إلى أن استمرار التوتر الإقليمي سيؤثر سلباً على الفنادق، قائلًا: "كنا ننتظر زوارًا من أوروبا أيضاً، ولكن المنطقة بأكملها لم تعد وجهة سياحية في ظل ما يجري".
وعن مقارنة الوضع في لبنان بدول الجوار، قال: "يمكن تشبيه وضعنا بوضع الأردن، فهو تأثر أيضاً نتيجة الظروف الإقليمية، ونعيش ظروفًا متقاربة".
وحول السياحة الداخلية، أوضح الأشقر أن لها أهمية بالنسبة للمؤسسات السياحية كالفنادق والمطاعم، ولكنها لا تعوّض عن الزخم والإيرادات الكبيرة التي يجلبها السائح.
أما عن استمرار الأزمة، فأكد أن اللبنانيين في الخارج لا يزالون يأتون، ولكن هناك شريحة منهم بدأت تفكر في إلغاء زياراتها، قائلًا: "الجميع ينتظر ليرى إلى أين ستتجه الأمور، فالوضع أصبح مرهوناً بتطورات الحرب في المنطقة".
وختم نقيب الفنادق قائلاً: "القطاع يعاني من معوقات عدة، ولكن الاستقرار سواء كان أمنيًا أو اجتماعيًا يبقى الأساس لأي حركة سياحية. لا يمكن الحديث عن سياحة في ظل غياب الحد الأدنى من الاستقرار".
المصدر: نداء الوطن
الكاتب: غاييل بطيش
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|