ماذا تغيّر بين أورتاغوس وباراك؟

واشنطن تصرّ على أنّ المطلوب من لبنان ليس الانتظار أو المُراهنة على المتغيّرات الخارجيّة، بل اتخاذ خطوات حازمة وسريعة لتنفيذ اتفاق وقف النار، وضمان احتكار الدولة للسلاح.
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
شكّلت زيارة السفير توماس باراك إلى لبنان الاختبار الأول للنهج الذي ستعتمده الإدارة الأميركيّة تجاه الملف اللبناني، خصوصًا لجهة احتمال وجود تغيير بين أسلوب بارّاك وأسلوب الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس.
تؤكّد مصادر رسميّة أنّ النهج الذي تعتمده الإدارة الأميركيّة تجاه الملف اللبناني بات واضحًا، ويرتكز بشكل أساسي إلى ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، من دون تمييعٍ أو تأجيل. ولكن، يوجد هامشٌ واضحٌ لكلّ موفد أميركي لناحية التعامل مع هذا الملف.
وتشير المصادر نفسها إلى أنّ ما يميّز باراك هو صلته المباشرة بلبنان، إذ هو لبناني الأصل وكان حريصًا على استعادة جنسيّته قبل سنوات، وهو يتابع الشأن اللبناني وزار بيروت بعد انفجار المرفأ، في موقفٍ متضامن مع اللبنانيّين. هذا العامل قادر على التأثير في تعاطي باراك الذي يبدي حرصًا على معالجة ملف السلاح من دون حصول صدامٍ داخليّ.
في المقابل، يرى بعض العارفين بكواليس السياسة الأميركيّة، ممّن لهم تواصل مباشر مع دوائر القرار في الخارجية الأميركيّة والبيت الأبيض، أنّ الاختلاف في الأسلوب وطريقة التعبير بين من يعتمد لهجة حادّة ومباشرة كأورتاغوس، أو أسلوبًا مرنًا ولبقًا كباراك، لا يغيّر من مضمون الموقف الأميركي.
ويرى هؤلاء أنّ مسؤولين أميركيّين، على رأسهم السفيرة ليزا جونسون، يشكون من بطء التحرّك اللبناني الرسمي، ويعتبرون أن الدولة اللبنانيّة لم تقُم، حتى الآن، بالخطوات العمليّة المنتظرة لتسريع هذا الملف وحلّه بشكلٍ قاطع.
ويشير هؤلاء إلى أنّ السلطة اللبنانيّة تُراهن على حصول تطوّرات لها صلة بالوضع الإقليمي، إنْ لجهة تجريد إيران من قدرتها على إنتاج السلاح النووي أو بلوغ مرحلة إسقاط النظام في طهران، أو السير بالمفاوضات بين واشنطن وطهران. لذا، يبدو الموقف اللبناني الرسمي أقرب إلى نظريّة انتظار ما سيحصل في الإقليم لعلّه يوفّر على الدولة اتخاذ قراراتٍ كبيرة متّصلة بالسلاح.
إلّا أنّ هذه النظريّة لا تحبّذها واشنطن التي تصرّ على أنّ المطلوب من لبنان ليس الانتظار أو المُراهنة على المتغيّرات الخارجيّة، بل اتخاذ خطوات حازمة وسريعة لتنفيذ اتفاق وقف النار، وضمان احتكار الدولة للسلاح…
كذلك، ينسحب عدم الرضا الأميركي على طريقة التعامل مع ملف السلاح الفلسطيني الذي يشهد جمودًا، ما يعزّز انطباع واشنطن السلبي تجاه أداء لبنان الرسمي.
يقودنا ما سبق، وفق مصدر سياسي مطّلع، إلى استنتاج أن لا تغيير جوهريًّا بين باراك وأورتاغوس. هو تغييرٌ في الشكل وفي اللهجة، أما الأهداف فهي نفسها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|