مغتربون: لا يمكن أحداً فصل انتمائنا.. فإلامَ استند فياض للمطالبة بعدم التصويت في مكان القيد؟

"حقنا مكرّس في الدستور اللبناني وفي القانون بالتصويت للنواب جميعهم، وفي دوائرنا اللبنانية، ولا يمكن أحدا فصل انتمائنا إلى لبنان، فالدستور لا يميّز بين لبناني، مقيما كان أو مغتربا".
هذه هي الرسالة الأوضح التي يوجهها أحد المغتربين إلى نائب الأمة علي فياض.
قبل أيام، أطلّ فياض على اللبنانيين بتصريح اعتبر فيه أن "مطلب تصويت المغتربين وفقا لمكان قيدهم لا يعبّر عن رغبة الاغتراب". فهل يختصر فياض هذه الرغبة ليعبّر عنها؟ ماذا يقول مغتربون في هذا الصدد؟
"النهار" تواصلت مع عدد منهم، وكان جوابهم رفضا قاطعا لموقف فياض.
أنطوان عيسى مغترب مقيم في واشنطن منذ أكثر من 23 عاما، يقول لـ"النهار": "لا أحد يزايد علينا. نحن لدينا حنين للبنان مهما طال وقت اغترابنا. مهما بعدت المسافات لا يخفت هذا الحنين، بل يقوى. أيا كانت القوانين، فإن الإجراءات لن تؤدي إلى فصل اللبناني عن وطنه، مهما حاولوا".
اللافت أن كلام فياض لاقى اعتراضا واسعا من عدد كبير من مجموعات اغترابية سارعت إلى إصدار بيان مشترك، وقعته 16 جمعية، أبرز ما قالت فيه: "إن حق المغتربين في اختيار ممثليهم هو على مستوى الوطن ككلّ، لا ضمن دائرة مقفلة من ستة مقاعد لا تعكس تنوّعهم ولا حجمهم الحقيقي".
اللوبي الحقيقي
في الأساس، إلامَ استند فياض في موقفه لينطق باسم المغترب؟ يعلق عيسى: "هؤلاء لم يطلعوا على الدستور؟ الدستور يحدد أن لكل لبناني الحق في الانتخاب، وهذا ما يؤدي إلى تمتّع المغترب بالحقوق السياسية والمدنية. القاعدة ينبغي أن تطبّق على اللبنانيين في الخارج والداخل. نحن لم ننفصل عن لبنان. نحن نناضل للبنان بكل وقتنا، وفي كل اتصالاتنا بالدوائر الخارجية. نحن من يشكل اللوبي الحقيقي من أجل وطننا".
ويتدارك: "بعض الدول تدفع مليارات الدولارات لتوظيف لوبيات، فيما اللبنانيون وحدهم يتفانون لخدمة لبنان والدفاع عنه وعن سيادته. نحن أول من يدعم لبنان وعائلاتنا في كل الأزمات، بلا منّة ومن دون طلب أحد".
ويؤكد أن "حقنا مكرّس في القانون بالتصويت للنواب ولدوائرنا اللبنانية، ولا يمكن فصل انتمائنا إلى لبنان عبر أي مادة مخالفة للدستور، الذي لا يميّز بين لبناني مقيم أو مغترب".
صوت اغترابي آخر يعبّر عنه وليد الهيبي من إفريقيا. يخبر "النهار": "على المغترب الاقتراع. هو من عاش في الخارج وراكم تجاربه لخدمة وطنه. والأهم أن المغتربين تحرروا فكريا وماديا، وبالتالي لديهم حرية الاختيار".
الهيبي المغترب منذ 25 عاما، يرفض أي تقييد: "نحن متعلقون بلبنان أكثر من المقيمين، لأن هؤلاء تعبوا وسئموا، فيما نحن نتعب من أجل مساعدة وطننا، فكيف يمكن البعض ان يقيّد حقنا في الاقتراع، تارة بنواب ستة وطورا بأماكن خارج قيدنا، فيما الاغتراب "شايل" عن الدولة هموما كثيرة؟ نحن مع إعطائنا الحق الكامل في الاقتراع، تماما كما المقيم".
ويلاقيه عيسى: "نحن نعارض النواب الستة، أي ما يعرف بالدائرة الـ16. علامَ يقتصر دور هذا النائب؟ هل يلاحق قضايا اللبنانيين فقط في أماكن إقامتهم؟ بالطبع لا. إن قضايانا بحكم تواصلنا الدائم مع الكونغرس أو أي إدارة خارجية، تكون عبر علاقاتنا بممثلينا في كل الدوائر. فالمادة 16 لا أساس لها، وكل إجراءاتها التنفيذية مبهمة".
أما الهيبي فيوجه رسالته بوضوح: "المغترب مهما ابتعد، يحنّ إلى أرضه. دائما يفكر في أنه سيعود يوما إلى وطنه. فكيف يمكن البعض أن يحجّم صوته الانتخابي، أو يصادر قراره؟ نحن أكثر من ثلث ضامن لهذا البلد، ولا نريد إلا بلدا إصلاحيا يحارب الفساد، ويعطي المغترب الحقوق نفسها التي يتمتع بها المقيم".
المصدر: النهار
الكاتب: منال شعيا
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|