إيران قد تتغيّر وتُنهي كل مشاكلها فيما يبقى لبنان بأزماته الكثيرة

لا بوادر تُفيد بأن لبنان سيشهد متغيرات سياسية تواكب التحولات الهائلة التي تحصل في المنطقة الآن، وتكون قادرة على أن تُعيد انتظام وتنظيم البلد، بعد مرور أكثر من عام ونصف من السخونة العسكرية المحلية والإقليمية، التي وصلت نيرانها الى إيران نفسها مؤخراً.

أسوأ سيناريو

فالتغيير تبدأ إشاراته بالظهور قبل وقت معيّن، وهو ما لا يوجد أي شيء يشبهه على هذا المستوى، في لبنان الآن، وذلك رغم أن التغيير بات ضرورياً. فهل تُرحَّل الآمال والأحلام المحلية كالعادة، الى موعد الانتخابات النيابية في 2026؟

في الواقع، أبرز ما يخشى منه مراقبون، هو الوصول الى أسوأ السيناريوهات المحلية، وهي أن تتغيّر إيران، ويتغيّر نظامها، وينجح بتسوية أوضاعه وبإعادة ترتيب "إيران الجديدة" مع العالم كلّه، فيما تبقى الأطراف الحليفة لـ "إيران القديمة" في لبنان، وفي غيره من دول المنطقة، على حالها، ومثل من يقول "إيران قبلت أما نحن فلا".

لبنان... بانهياره؟

فهذا أخطر ما يمكنه أن يحصل، لأنه سيعرقل أي نوع من التغيير في بلد مثل لبنان، وذلك بموازاة عدم القدرة على وقوف الداخل بوجه المعرقلين، تحت عنوان التوافق، والوحدة الوطنية... وهو ما يعني تكرار التجربة السورية في إيران هذه المرة، فتتغيّر تلك الأخيرة كما تغيّرت سوريا، فيما يبقى لبنان بانهياره.

أي تغيير؟

شدد مصدر مُتابِع على أن "لا قيمة للبنان إذا بقيَ شعبه عاجزاً عن تغيير شيء فيه، وعن إزاحة أي مسؤول فاسد من كرسي الحكم".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "أنهم يقولون إن مرحلة جديدة بدأت مؤخراً. فأين التجديد مع استمرار سياسات وتوظيفات فاسدة، تكلّف مبالغ طائلة؟ وأي تغيير تريدونه أن يحصل في تلك الحالة؟".

بداية جديدة

ومن جهتها، رأت أوساط مُواكِبَة أنه "بعد التطورات التي جرت في إيران مؤخراً، من المتوقّع أن يصدر قراراً من الخارج يطالب بتسليم السلاح الذي استعملته (إيران) في لبنان، إذ لا يمكن حلّ الأزمة الإيرانية من دون حلول للأزمات التي تسبّبت بها طهران في دول المنطقة".

واعتبرت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الانتخابات النيابية في 2026 ستكون فعالة أكثر، إذا حدثت تغييرات على مستوى النظام الإيراني. ففي تلك الحالة، ستشكل الانتخابات بداية جديدة للبنان".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"