الصحافة

لبنان الرمادي: حزب الله يدير المخاطر!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في ظلّ التصعيد الإقليمي المتدرّج بين إيران والولايات المتحدة، أضيف إليه أمس القصف الإيراني لكل من قطر والبحرين والعراق، يكتسب أي حراك داخلي لبناني أبعادًا تتجاوز الاهتمام المحلي، ليصبح جزءًا من شبكة التوازنات الدقيقة التي تحكم علاقة لبنان بمحيطه. من هنا، تأتي أهمية المؤسرات المتزايدة على وجود قنوات تواصل مفتوحة بين حزب الله ومسؤولين لبنانيين، خصوصاً في لحظة مفصلية يُعاد فيها رسم معادلات الردع والمواجهة في المنطقة.

ترافق هذا التواصل مع رسائل غير معلنة، مباشرة وبالواسطة، من الحزب تؤكد على الحياد اللبناني حيال التصعيد الإيراني–الأميركي، خصوصاً بعد الضربة الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية في إيران والرد الإيراني أمس. في الظاهر، يحمل هذا الموقف دلالات تهدئة في الداخل، ويعكس حرصاً من الحزب على تجنيب لبنان التبعات المباشرة للمواجهة الكبرى بين راعيه الإقليمي، إيران، وخصمها الدولي، الولايات المتحدة.
لكن خلف هذه التطمينات، تبرز معطيات أعمق. فمن جهة، يعكس الارتياح الرئاسي لموقف الحزب مؤشراً إلى أن التنسيق بينه وبين أركان الحكم لا يزال قائماً، وربما يشكل صمام أمان مرحلياً في وجه الانهيار الأمني. ومن جهة أخرى، يعكس الخطاب الحيادي استشعاراً من الحزب وأخيه الأكبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، لخطورة الانزلاق إلى مواجهة واسعة قد تنطلق من الجنوب، حيث التوتر مع إسرائيل لا يزال قائماً.

واضح أن السياسة التي يتبعها الحزب راهنا تبدو أشبه بسياسة إدارة المخاطر لا التصعيد، في محاولة لتفادي فتح جبهة جديدة تُشتّت المحور الإيراني في لحظة حرج إقليمية بالغة الخطورة. وهذا ما يفسّر جزئياً التزام الحزب سقفاً محدداً من التصريحات والمواقف، على الرغم من استمراره في دعم المحور إعلاميا وسياسيا.

تكمن خلاصة المشهد في أن لبنان، على الرغم من هشاشته، يشكّل راهناً ساحة اختبار لتوازن دقيق بين الانخراط والانعزال. فالحزب الذي يمسك بخيوط قوة على الأرض، يدرك أن انزلاق لبنان إلى الحرب سيكلّفه أكثر مما سيكسبه. كما أن المسؤولين اللبنانيين، وخصوصاً رئاسة الجمهورية، يُراهنون على ضبط الإيقاع الداخلي وتحييد لبنان عن المواجهة الكبرى، في انتظار ما ستؤول إليه تطورات الإقليم.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا