من MAGA الى MIGA... هل سيسمح ترامب لإيران بمحاسبة مدير IAEA؟

بطريقته الغريبة المُعتادة، والمُشابِهَة تقريباً لما فعله مع الهند وباكستان، سبق الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل وإيران في الإعلان عن وقف لإطلاق النار بينهما. فترامب يقرر عن الدول المُتحارِبَة، ويسبقها في الإعلان عن وقف إطلاق النار، وعن أمور مرتبطة بأمنها القومي.

MIGA

وبمعزل عمّا إذا كان إعلان ترامب سيصمد بالكامل أم لا، فإن اللافت بكل ما جرى، هو أن الرئيس الأميركي قرّر أن الضربة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية أنهت المواجهة، متحدثاً منذ ما قبل 24 ساعة من إعلانه وقف النار، عن جعل إيران عظيمة مجدداً. وبذلك، يظهر أن ترامب زاد على هدف "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" (MAGA)، جعل "إيران عظيمة مجدداً" أيضاً. وهكذا، يبدو أن العالم قد يتنقل مستقبلاً بين Make America Great Again وMake Iran Great Again، أي بين (MAGA) و (MIGA)، خصوصاً أن هناك تشابهاً معيّناً بينهما على مستوى التشدّد و"الحمائية"، وإن كان ذلك من مُنطلقات عقائدية مختلفة.

رافائيل غروسي

وقف إطلاق النار ممتاز. ولكن هل انتزع ترامب ضمانات من جميع الأطراف تؤكد استدامة الهدوء، وعدم تجدد المواجهات، وعدم وضع الشرق الأوسط عموماً تحت خطر النار في وقت لاحق؟

وهل لدى ترامب حسابات دقيقة حول أن وقف إطلاق النار لحرب شرق أوسطية هي عقائدية في الأساس، من دون اتفاق واضح، سيكون قادراً على تجديد المواجهة لاحقاً بشكل أشدّ؟

وهل انتزع ترامب ضمانات دقيقة بشأن الانعكاسات بعيدة المدى للحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، خصوصاً أن طهران كانت توعّدت بمحاسبة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عندما تنتهي الحرب؟

ورقة واضحة؟

فهل حصل ترامب على ورقة واضحة بشأن تلك المحاسبة؟ وهل يمكن أن يوافق عليها بموجب اتفاق بين "أميركا عظيمة مجدداً" و"إيران عظيمة مجدداً"؟ وماذا لو توسّعت لائحة تصفية الحسابات الإيرانية مع مسؤولين دوليين آخرين مثلاً، قد تعتبر طهران أنهم لم يساعدوها خلال الحرب كما كانت تتوقع؟

هناك الكثير من الأمور الضبابية التي لا تزال تُلقي بظلالها على ما جرى بين 13 و24 حزيران 2025، وعلى نتائجه متوسطة وبعيدة المدى. فمن يمتلك مفاتيح الحلول الفعلية، ومنع تجدّد الحرب؟

"كلمة سرّ"؟

أكد مصدر مُطّلِع أن "لا أحد يعلم كيف نُسِجَ وقف إطلاق النار، وماذا تضمّن. وهناك ترجيحات بأن يكون (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين تدخل مع ترامب خلال الساعات الأخيرة، ضمن هذا الإطار".

ودعا في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "الانتظار لأيام أو أكثر بعد، لمعرفة كيفية تطور الهدوء، خصوصاً أن هناك ما يُشبه "كلمة سرّ" سرّعت الإعلان عن وقف إطلاق النار".

مشاكل كثيرة

وأشار المصدر الى أن "اتفاقاً أميركياً - إيرانياً يمنح إيران تكنولوجيا أميركية فائقة التطور، وامتلاك أحدث وسائل وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ليس ممكناً مع النظام الإيراني الحالي القادر على إعادة تسخير وتوظيف كل شيء في حروبه ومن أجلها، ولو بعد عقود طويلة. وهذه قناعة واضحة".

وختم:"توقُّف الحرب سيُظهر وجود مشاكل كثيرة بعد في إيران، بعضها قد يكون استجدّ خلالها، أي خلال الأيام الأخيرة. وبالتالي، لا بدّ من الانتظار لتوضيح الصورة أكثر".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"