من بينهم عون... إسرائيل تطلق حملة دعائية لـ "تحالف أبراهام" وتستهدف زعماء عرب

طلق "الائتلاف الإسرائيلي للأمن الإقليمي"، الذي يضم أكثر من مئة شخصية بارزة من النخب السياسية والأمنية في إسرائيل، حملة إعلانية واسعة النطاق تحت شعار "تحالف أبراهام"، في عدة مدن إسرائيلية، منها تل أبيب. وتهدف الحملة إلى استثمار "النجاحات العسكرية" التي حققها الاحتلال الإسرائيلي في حربه الأخيرة ضد إيران، وتحويل الزخم العسكري إلى مسار دبلوماسي لتشكيل تحالف إقليمي جديد يجمع إسرائيل ودولاً عربية تُصنفها تل أبيب بـ"المعتدلة"، لمواجهة إيران ووكلائها، إضافة إلى ما تسميه "المنظمات الإرهابية الإقليمية".

وأظهرت اللوحات الدعائية صور عدد من القادة العرب، بينهم شخصيات لم تكن حتى الآن جزءاً من اتفاقيات التطبيع المعروفة بـ"اتفاقات أبراهام"، مثل الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس اللبناني جوزيف عون، إلى جانب صور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي بيان صادر عن الائتلاف، قالت ليان بولاك دافيد، إحدى المؤسسات: "الإنجازات العسكرية ضد إيران تفتح نافذة نادرة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وإقامة تحالف أبراهام، وهو تحالف إقليمي بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة. والخطوة الأكثر إلحاحاً لاغتنام هذه الفرصة تتمثل في إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم. بإمكان إسرائيل، ويجب عليها، أن تترجم النجاح العسكري إلى تقدم دبلوماسي. هناك وقت للحرب، ووقت للحل. وقد حان وقت تحالف أبراهام."

تعكس هذه الحملة الإعلانية تصاعد الرهانات الإسرائيلية على توسيع دائرة التطبيع لتشمل دولاً مثل السعودية ولبنان وسوريا، رغم غياب مؤشرات رسمية من هذه الدول حول انضمامها إلى مثل هذا التحالف.

يأتي إطلاق هذه الحملة في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً عالياً إثر الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، والتي أدت إلى توترات متصاعدة في الشرق الأوسط. وتسعى إسرائيل لتعزيز تحالفات جديدة على خلفية هذه الحرب، خصوصاً مع دول عربية اعتُبرت سابقاً غير متعاونة رسمياً مع تل أبيب.

في المقابل، ما تزال هناك حالة من الجدل والتوتر في دول مثل لبنان وسوريا، حيث لم تُبدِ حكوماتها الرسمية أي استجابة أو ترحيب بمثل هذه الدعوات الإسرائيلية، في ظل استمرار الخلافات السياسية والصراعات الإقليمية.

كما تأتي هذه الحملة وسط استمرار الحرب في قطاع غزة، التي تؤثر بشكل كبير على العلاقات الإقليمية والدولية، خصوصاً مع دعوات دولية لإنهاء التصعيد وفتح قنوات للحوار.