لموظفي القطاع العام والمتقاعدين... بيان من وزارة الماليّة يتعلّق بالرواتب
اغتيال نتنياهو… سيناريو سياسي يفرض نفسه!
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتبدّل التموضعات الدولية، يعود اسم بنيامين نتنياهو إلى الواجهة، لا كهدف لاغتيال أمني، بل كعنوان لاغتيال سياسي محتمل تتقاطع عنده ضغوط الداخل وغضب الخارج. وفي هذا السياق، تعود السجالات حول مستقبله، ليس من باب الخطر الأمني المباشر، بل من بوابة السياسة وتحوّلات التحالفات، حيث لم يعد طرح خروجه من المشهد مجرّد جدل داخلي، بل خيار جدي على طاولة دوائر القرار في واشنطن وتل أبيب على حد سواء.
ولعلّ الحديث عن اغتيال نتنياهو لا يُطرح اليوم كاحتمال ميداني، بل كفرضية سياسية متقدّمة بدأت مؤشراتها تتبلور منذ انكشاف التوتر العميق بينه وبين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي وإن بدا متحفّظاً في تصريحاته العلنية، إلا أن ما جرى خلف الكواليس يؤكد أنه أخفى امتعاضاً بالغاً من أداء تل أبيب في الحرب الأخيرة مع إيران، حيث بات ينظر إلى نتنياهو كعبء لا كحليف يُعوّل عليه.
ووفق تسريبات متداولة في دوائر سياسية وإعلامية غربية، فإن مكالمة هاتفية جرت بين الطرفين عشيّة خطاب نتنياهو الأخير، أظهرت خلافاً حاداً وتبادلاً للاتهامات، خصوصاً بعدما اعتبر
ترامب أن نتائج الضربات على إيران لم ترقَ إلى مستوى التوقعات الأميركية، لا من حيث الحسم العسكري ولا من حيث استعادة الردع. وفي السياق ذاته، روّجت بعض وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية لصورة تجمع نتنياهو وترامب في مشهد بدا وكأنه تأكيد على تحالف متماسك، غير أن هذه الصورة، وفق مصادر مطّلعة، لا تعكس الواقع الفعلي للعلاقة التي شهدت تآكلاً تدريجياً منذ بداية الحرب، وتراجعا واضحاً في موقع نتنياهو داخل حسابات الإدارة الاميركية، ليس على مستوى البيت الأبيض فحسب، بل أيضاً ضمن أوساط صنع القرار في الكونغرس ومراكز التأثير السياسي، حيث تتزايد الأصوات التي تعتبر أن استمرار دعمه بات يشكّل عبئاً على المصالح الأميركية في المنطقة.
على صعيد آخر، يرى محلّلون أن آخر عملية اغتيال ناجحة في إسرائيل تعود إلى عام 2001، حين تم اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي على يد عناصر من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في القدس، رداً على اغتيال القائد الفلسطيني أبو علي مصطفى. ومنذ ذلك الحين، لم تُسجل أي حادثة اغتيال مماثلة، خصوصاً أن الإجراءات الأمنية المشددة، والتي تُرفع إلى أقصى مستوياتها في فترات الحرب، تجعل احتمالات التصفية الجسدية ضعيفة للغاية.
من جهة أخرى، فإن سيناريو الاغتيال السياسي يلقى زخماً متصاعداً، سواء من الداخل الإسرائيلي أو من الدوائر الدولية، إذ يواجه نتنياهو عاصفة من الانتقادات الداخلية، ليس فقط بسبب الكلفة الباهظة للحرب، بل أيضاً لعجزه عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة. فالهجوم الذي أمر بشنّه على العمق الإيراني لم يحقق هدفه المعلن بتدمير المنشآت النووية أو شلّ البرنامج، بل فتح الباب أمام ردّ إيراني محسوب أوقع أضراراً مباشرة في تل أبيب؛ ضربات دقيقة طالت منشآت استراتيجية، وخسائر بشرية وعسكرية تتكشّف تباعاً، وسط تساؤلات داخلية عن جدوى القرار وتوقيته.
في الداخل، تتّسع رقعة الغضب الشعبي والسياسي مع استمرار أزمة الأسرى الإسرائيليين في غزة، حيث فشل نتنياهو في استعادتهم رغم وعوده المتكررة. أما في جبهة الشمال، فتواصل إسرائيل خرقها المكثّف والمتكرر للسيادة اللبنانية، وسط صمتٍ لـ"حزب الله" حتى اللحظة، وهو صمت لا يُفهم على أنه تسليم بالأمر الواقع، بل يعبّر عن تمسّك "الحزب" بمنهجية إدارة التوقيت. ويرى مراقبون أن استمرار هذه الخروقات قد يفتح الباب أمام تصعيد عسكري مفاجئ، وهو ما يضع نتنياهو تحت ضغط أمني وسياسي متزامن، وسط اتهامات داخلية بأنه يدفع البلاد نحو استنزاف خطير من دون تحقيق أي مكاسب استراتيجية.
في المحصّلة، يتقدّم سيناريو الإطاحة السياسية بنتنياهو إلى واجهة النقاش الإسرائيلي والدولي، مع تحوّله إلى عنوان أزمة تتجاوز شخصه وتطال موقع إسرائيل في معادلات الحرب والتفاوض. فالرجل الذي اعتاد ركوب موجات التهويل للخروج من الزوايا الحرجة والنجاة سياسياً، يبدو اليوم محاصراً بوقائع لا تنفع معها خطاباته النارية ولا تنقذه تحالفاته التقليدية. إذ يبدو أن ساعة الارتداد السياسي بدأت، وأن مرحلة ما بعد الحرب قد تحمل معها تصفية حسابات داخلية لا تُبقيه في المشهد. وقد تكون معركته القادمة، من حيث لا يدري، ليست على الجبهات، بل داخل مطبخ القرار الذي بات على ما يبدو يُهيّئ الأرض لما بعده، بهدوء وبتواطؤ محسوب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|