"رهن إشارة إصبع قدميك"
أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أنّ الخارجية أبلغت الأطراف "أن يُخبِروا الكيان الصهيوني بأن إيران ليست لبنان، وأيّ اعتداء سيُقابل برد فوري".
حسنا إيران ليست لبنان، لا وهم في ذلك، ولطالما تباهى مسؤولوها أنها تسيطر على بلادنا من خلال "حزب الله" بصفته ذراعها ودرة تاج عصرها الذهبي. ولم ننس أن قاسم سليماني كان قد أعلن فوز بلاده في الانتخابات النيابية اللبنانية، عندما سيطر الممانعون على أكثرية البرلمان.
بالتالي، الإعلان ليس مفاجئًا، ومن كان يشعر بالإهانة لدى وصفه بالذراع، عليه أن يشعر بالمذلة بعد هذا الإعلان، وأن يشفى من حالة النكران، ويعي أن دمه المسفوك كان ورقة على طاولة مصالح جمهورية الولي الفقيه، حتى لو اقتضى الأمر إحراق لبنان كله وليس فقط جنوبه، من جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.
لكن في الإعلان نقطة أخرى تستدعي الانتباه، وهي تتعلق بالأطراف التي أُبلِغت من وزارة الخارجية بمهمة إخبار الكيان الصهيوني ما أخبرته به.
هذه الأطراف تولت نقل طلب إيران منذ اليوم الأول للضربات الإسرائيلية، وقف إطلاق النار، وإن من جانب واحد على ما يبدو. ولا يهم بعد ذلك قول الإمام الخامنئي إن إسرائيل كادت تنهار.. وهو تعفف عن إنجاز هذه الفرصة التاريخية.. ومنحها نعمة البقاء..
هذا ما يفترض أن يفهمه "حزب الله"، فالأطراف أهم من الأذرع التي انتفت فائدتها في هذه الحقبة الحرجة. ولن تنفع مكابرته بشعارات من وزن "اليد التي تمتدّ إلى سلاحنا تُقطَع"، و"رهن إشارة إصبع قدميك! جاهزون نحن.. ويا قدس قادمون"، فقط في محاولة يائسة للتأكيد أن "الحزب" سيبقى يتحكم بالمعادلات اللبنانية بسلاحه، وإن خسر بمواجهة إسرائيل.
كذلك لم يعد نافعًا الحج إلى السفارة الإيرانية التي تمثل دولة تعتبر أنها أرفع مقامًا ممن يحجون إليها. ولا الخطابات الهزلية، والمترافقة مع الاحتفالات بالانتصار المدموغ بمزيد من الضربات المتواصلة على رأس "الحزب" يوميًّا، بغية القضاء على بنيته المالية والعسكرية.
والكوميديا انقلبت تراجيديا مع إعلان "حزب الله" عن تجميد دفع الشيكات في مؤسسة القرض الحسن، للمتضررين من الحرب الإسرائيلية المستمرة على لبنان، ابتداء من 23 حزيران ولأجل غير مسمى.
وقمة التراجيديا قد يعيشها ملتزمو "الحزب" الإلهي، إذا ما وصل العجز المالي إلى مرحلة التوقف عن تسديد رواتبهم.
حينها، لن يستطيع كل من يعتمد في حياته على تمويل "الحزب" أن يشعر بالفخر والعزّة مع إعلان رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" محمد رعد بالفم الملآن أن "إيران قوّة ردع إقليمية في المنطقة، شاء من شاء وأبى من أبى".
حينها لن ينفع الخطاب الهستيري المتمسك بالسلاح حتى ظهور المهدي.
حينها سيستذكر المعتنقون ولاية الفقيه قول الإمام علي:
"لو كان الفقر رجلًا لقتلته".
حينها، ربما حينها فقط، يعود من يبحثون عن الفخر والعزّة خارج لبنانيتهم إلى رشدهم.. ويرفضون البقاء "رهن إشارة إصبع قدميّْ أي كان"، ويؤمنون بأن لبنان أبقى لهم من إيران..
سناء الجاك -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|