عن فصاحة محمد رعد في خطابات النصر ..
مدهش محمد رعد، لا حين يُناقش في "التحلّل القيمي في بنية الخطاب المقاوم" ولا حين يطرح مصير "الاستبطان السياسي" أرضاً ولا عندما يحمل كمصلح اجتماعي "أخو راسو" لجان جاك روسو على "بعض النازقين من اللبنانيين الذين يريدون أن يرتاحوا وأن يذهبوا إلى الملاهي وإلى شواطئ البحار (...).
مدهش في تفوقه على أمراء البيان، وأسياد البلاغة عبر العصور وفي رفد لغتنا، لغة الضاد بأجمل المفردات وأبهى العبارات وتقديمها بأسلوب نضر ما عرفته العرب في القرون الثلاثة الماضية، كقوله في احتفالية النصر الساحق واستسلام "أمريكا" أمام السفارة الإيرانية في بيروت "إن كل الصهاينة عبر العالم، قيمتهم لا تساوي شِسع نعل الشهيد حسن نصرالله" نعم، هكذا بالحرف. "شِسْعُ نعل".
شِسع؟ هل نحن في الجاهلية؟ وهل النعل - ومعه شِسعه - دخل الحياة السياسية الوطنية كمستند مرجعي؟
شِسع؟ أين الأصمعي ليريه الحاج محمد رعد؟
أين ابن منظور ولسان العرب؟
أين البساتنة من تجليات أسطون من أساطين لغة الضاد وأعجوبة من أعاجيب فقه اللغة العربية؟
الشسع، لمتذوقي الأدب الرفيع والباحثين في أصل اللغة، هو السير أو الحزام الذي يربط النعل بالقدم، ويكون عادةً بين الأصابع. بشكل أوضح من دون الشسع أو السير لا وجود "لمشاية أبو أصبع" على سطح الأرض ولا قيمة وجودية لصندالٍ مشع يبرز "صابيع الببو" الطالعة توّا من جلسة "بديكور" والساكنة أبداً في عينيّ عاشق مدمن التفاصيل الصغيرة.
في زمن يتعثّر فيه نواب الأمة برفع المنصوب ونصب المرفوع ويمعن إعلاميو آخر زمن في تسكين ما لا يُسكّن وخلط الأحرف القمرية بالأحرف الشمسية، يبدو الحاج محمد رعد كصاروخ فرط صوتي سابق لعصره في تركيب وبناء جمل أطول من الإمعاء الدقيقة وتحتوي على غلاظة أدبية من النوعية النادرة.
رغم ثقله المنعكس على محياه متى عبس ومتى ابتسم، يشطح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة أحيانا صوب الرومنسية كقوله مثلًا في آب من العام الفائت: "بات العدو مكبلًا بمشاعر الانهزام" يا الله يا حاج شو حلوة هالرومنسية منك. ملك! رغم إعجابي الشديد بريادة الحاج في الخطابة الأدبية الراقية أزعم أن "مشاعر الانهزام" أليق أكثر بمغروم فرمه الحب فرمًا ناعمًا إلى أن وقعت وقت لبطته حبيبته في ليلة ليلاء وشطفت الدرج، من الخامس، وراء دعساته قبل أن تغيب قفاه في الدجى.
عماد موسى - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|