إحباط محاولة اغتيال الرئيس السوري ‘‘أحمد الشرع’’ وتدخل تركي ينهي المؤامرة الخطيرة
جواب "الحزب" النهائي: السلاح باق
هبّت رياح تفاؤل في عطلة نهاية الأسبوع بأن عقدة العقد المتّصلة بسلاح "حزب الله" أصبحت على طريق الحلّ. وانقلب موقف رئيس مجلس الوزراء نواف سلام من رافض لطرح ملف سلاح "الحزب" في جلسة الحكومة الأسبوع الماضي، الى قابل بطرحه في الجلسة التي ترأسها يوم الجمعة الماضي. وتبيّن أن لقاء عين التينة أمس بين سلام وصاحب مقر الرئاسة الثانية رئيس مجلس النواب نبيه بري، تمّ بتشجيع من رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي يتطلّع الى ترويكا رئاسية تعمل بالتكافل والتضامن كي ترتّب جوابًا للموفد الرئاسي الأميركي الزحلاوي الأصل توم برّاك عندما يعود إلى لبنان في الأسبوع الأول من تموز، يستجيب مع طلب الأخير في زيارته الأولى ألا وهو نزع سلاح "الحزب" أوّلًا قبل الوصول الى كل ما يتمناه لبنان ويشتهيه من مساعدات على كل الصعد.
أتت هذه النشوة في ملف سلاح "الحزب" من الحدث العسكري الكبير الذي شهدته المنطقة منذ 13 حزيران والذي ما زالت تأثيراته مستمرة حتى الآن. وانطلقت هذه النشوة من اعتقاد بأنّ هذا الحدث الذي أنهى اسطورة الجمهورية الخمينية التي لا تقهر ما دفع مرشدها الحالي علي خامنئي الى تقليد زعيم "حزب الله" التاريخي حسن نصرالله في فن الاختباء، لا بد من يلقي بثقله على "الحزب" فيفعل الأخير كما سبق لشيوعيي لبنان أن فعلوا من قبل. فقد اشتهر الأخيرون بمقولة "رفع المظلات في بيروت إذا أمطرت في موسكو". ومنّى كثيرون في لبنان النفس بأن يحذو أتباع المرشد الإيراني حذو أشقائهم اتباع لينين وستالين وسائر الرفاق الذين حكموا الاتحاد السوفياتي المغفور له في تسعينيات القرن الماضي.
راحت السكرة وأتت الفكرة. وليتها سكرة من نوع يثير الانشراح. ويستطيع من شاهد تعابير وجه بري وسلام خلال لقائهم أمس أن يتبيّن أن همومًا تفوّقت في الوجهَين على الابتسامات، ولعلّه من المفيد تقصّي أسباب هذا الكدر الذي لا يعود إطلاقًا الى مناسبة عاشوراء الحزينة التي تمرّ لياليها على الرئيس بري هذه الأيام.
أتت أحدث الأجوبة على هذا الوجوم الذي خيّم أمس على عين التينة من "حزب الله" نفسه. فقد ألقى باسم "الحزب" أمس الوزير السابق وعضو المجلس السياسي في "حزب الله"، الحاج محمود قماطي، كلمة أكد فيها أن "المقاومة في لبنان هي الجهة التي انتصرت والتي تحفظ البلد وتدافع عنه وتمنحه القوة وتحميه من أعدائه الخارجيين".
وشدّد على أن "المشكلة ليست في المقاومة، بل في الاحتلال الأميركي الذي يضغط على لبنان من كل الاتجاهات"، لافتًا إلى أن "الدولة اللبنانية اليوم مطالبة بأن تعطي الأولوية لتحرير لبنان، في ظل استمرار الاعتداءات والخروقات "الإسرائيلية" اليومية، وخصوصًا في قرى الجنوب". وتساءل: "ماذا تفعل الدولة غير الاحتجاج؟ وهل يؤدي الاحتجاج إلى أي نتيجة؟".
وختم قماطي كلمته بالتأكيد على أن "المقاومة ستبقى الركن الأساسي لقوة لبنان وحمايته، ونحن لن نغيّر سياستنا تجاه حفظ الاستقرار الداخلي، وسنظل متفاعلين ومتعاونين مع الدولة، ولكن في الوقت نفسه لن نتخلى عن قوة لبنان التي تمثلها المقاومة".
يحتاج المنتشون بإمكان الوصول قريبًا إلى حلّ لعقدة سلاح "الحزب" الى تعاطي كمية وافرة من الكبتاغون الذي ما زال يتدفق من لبنان على سوريا، كما أعلن أمس، كي يمتلكوا التفاؤل المطلوب لكي يبرّروا نشوتهم. وما قاله قماطي هو كلام "الحزب" وليس كلام جناح أو أحد أجنحة "الحزب" كما يروّج لذلك حاليًا. ويمتلك "الحزب" مخزونًا وافرًا من الدهاء كي لا يقدّم سلاحه على طبق السلطات الحالية كي يقابلوا بوجه أبيض مبعوث الرئيس ترامب العائد مجدّدًا الى بيروت.
مارس رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الود الكامل في الحديث عن عهد الرئيس جوزاف عون. ولكنه أوضح ضمن هذا الودّ الذي عبّر عنه في المقابلة المنشورة في "نداء الوطن" أمس خلاصة مهمة لاستراتيجية العهد قائلًا: "يفضّل الرئيس عون أن يأخذ وقته من خلال مقاربة سلسة جدًّا ونحن لسنا ضد هذا الأمر، لكن كلّ شيء بالوقت لديه حدوده ومهله، وبالتالي نحن لسنا ضد المقاربة السلسة التي اعتمدها بالأشهر الخمسة الأخيرة لكن "خلص هيدي حدودها بالوقت" وأتأمل أن يصار إلى تسريع الخطوات بهذا الخصوص، خصوصًا أن الزمن والأحداث لا تنتظرنا".
لا ننتظر أن يصدر تعليقًا رسميًا على كلام قماطي. فقد عوّدتنا السلطات في مقرّاتها الثلاثة ألا ننتظر منها حقًّا او باطلًا في تفنيد مواقف "الحزب" كما تصرّفت أخيرًا في التعامل مع مواقف الأمين العام لـ"الحزب" الشيخ نعيم قاسم.
في الموازاة، عوّدتنا إسرائيل أنّها لا تنتظر الإذن من أحد لكي تمضي في سبيلها نحو إزالة سلاح "الحزب" تمامًا كما تفعل في قطاع غزة المنكوب من إسرائيل و"حماس" معًا.
عندما يعود الى بيروت الموفد برّاك الذي يمثّل فرصة نادرة لكي يكون للبنان صوت في البيت الأبيض قد يجد نفسه مضطرًّا لمخاطبة ساسة المقرّات الثلاثة بما يفهمه اللبنانيون على "الطاير" قائلًا:" يبدو أن "الكنيسة القريبة" لا تشفي". فهل سيأخذ "الحزب" لبنان وبتعليمات المرشد الإيراني الى "الكنيس" مجدّدًا؟
أحمد عياش - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|