نصار: الكلام غير المسؤول الذي يرفض تسليم السلاح ليس فقط عبثيا بل بالغ الخطورة
"لواء الجبل" بالسويداء: المرجعيات الدينية والعشائرية منعت الطائفية في سوريا
كشف المتحدث الرسمي باسم "لواء الجبل" في مدينة السويداء السورية، زياد أبو طافش، أن "المحافظة تعتمد على آليات داخلية فريدة للحفاظ على تماسكها الاجتماعي والأمني رغم التحديات الإقليمية"، مؤكداً، في لقاء خاص مع "إرم نيوز"، أن "المرجعيات الدينية والعشائرية منعت الانجرار نحو صراعات طائفية، بينما حافظت الفصائل المحلية على استقلاليتها عن الأجندات الخارجية"، على حد تعبيره.
و"لواء الجبل"، يشكل إلى جانب "حركة رجال الكرامة"، أكبر الفصائل المحلية المسلحة في السويداء.
وأوضح "المضافات العشائرية والمحاكم الشعبية شكلت بديلاً عن مؤسسات النظام، وساهمت في حل النزاعات بعيداً عن الهياكل الرسمية".
وبخصوص هشاشة الهدن في الجنوب، أشار أبو طافش إلى أن "تعدد الولاءات الخارجية للفصائل، وسياسة النظام السابق في تغذية الانقسامات، جعلا أي مصالحة عرضة للانهيار عند أول أزمة".
وبين أن "السويداء ترى أن أي اتفاق يجب أن يكون بين دول وليس مع مكونات محلية، وأن السلام الشامل قد يفتح آفاقاً للاستقرار والتنمية في حال تحقيقه بشروط عادلة".
ولفت إلى أن "تركيبة السويداء الاجتماعية الفريدة جعل جبهتها الداخلية متماسكة _ كما كانت في عهد النظام البائد_ فهي مبنية على القيم الاجتماعية والدينية".
واستطرد: "على سبيل المثال لا الحصر مضافاتها التي تعتبر محاكم شعبية قامت بدور محوري في حل النزاعات الفردية و الإشكالات المجتمعية بعيداً عن الهيكلية المؤسساتية الشرطية، وكانت رديفاً ومؤثراً وخياراً موازياً لدولة القانون والعدالة بالمفهوم العام".
وأردف: "بالنسبة للفصائل المحلية فهي غير مرتبطة بأجندات خارجية، وكان سلاحها عاملاً في فرض القوة والسيطرة في عهد النظام السابق حين أوغل في محاولة إذلالهم وفرض سياسته العنصرية ونشر الفوضى ودعم الجريمة وتجارة المخدرات وتعويم أنصاره بالقوة".
وأكد أبو طافش أنه "يمكن للسويداء أن تكون نموذجاً سورياً مصغراً في حال إسقاط الوعي الشعبي المجتمعي على باقي المناطق في الجغرافية السورية، لتحقيق إدارة ذاتية شعبية تحافظ على الهوية السورية بعيداً عن الولاءات الخارجية".
وتساءل: "بعد عشرات الهدن التي أجريت في مناطق مختلفة في الجنوب السوري وآخرها صلح المطلة العشائري بالأمس، لماذا لا يتوحد الجنوب كما كان قبل التحرير؟ ولماذا هذه الهدن والمصالحات هشة لا تصمد أمام أي حدث مهما كان بسيطاً؟".
وقال المتحدث الرسمي باسم لواء الجبل، إن "الهدن كانت في ذلك الوقت مسيسة تحت رعاية حلفاء النظام البائد، وكانت منقوصة لا تراعي حاجة المواطن للاستقرار والإحساس بالأمان بقدر ما كانت لضمان الولاء له وإظهاره بمظهر المسيطر أمام المجتمع الدولي، فكانت تنهار أمام أول احتكاك بين أهالي المحافظات وحتى بين أبناء المحافظة المحليين".
وتساءل: "هل من شروط إسرائيلية خفية للتعامل مع وضع السويداء والجنوب السوري، خاصة مع تردد أنباء عن دور لها في "حماية" المنطقة من الفوضى مقابل ضمانات أمنية؟".
وبين أن "إسرائيل حاولت بعد السقوط استغلال ورقة السويداء من خلال تصريحات رئيس الوزراء ووزير الدفاع وبعض الأصوات المحلية داخل إسرائيل من الطائفة الدرزية بحجة حمايتهم والحرص على استقرارهم".
واستطرد: "لكن في ظل الوضع السوري القائم، وجب التنبيه بأن مشاريع كهذا قد تكون مضرة أكثر منها نافعة، خاصة وأنها سيقت في إطار الضغط على الإدارة المؤقتة لتحصيل تنازلات واستغلالها إقليمياً في الضغط على حلفاء النظام السابق من أجل مكتسبات في حل الملف السوري".
ووفق المتحدث ذاته، فإن "الأحاديث غير المعلنة رسمياً تشير إلى رغبة إسرائيل باستقرار الجنوب بشرط أن لا يكون لإيران وميليشياتها وجود فيه".
وذكر زياد أبو طافش أن "التطبيع حل سياسي بين الدول وضرورة ملحة في المنطقة لتخفيف حدة الصراعات وإنهاء الحروب وإعادة الاستقرار والأمان للشعوب، ولا يمكن لهذا النوع من الاتفاقيات أن يتم بين دولة ومكون من دولة أخرى".
وقال: "لذلك إن التنازلات مرهونة بمستوى تقدم المفاوضات الحكومية بين البلدين ومصالح كل منهماـ وحتماً الفوائد ستكون كثيرة لعموم المنطقة أهمها فرض الاستقرار والأمان".
وتابع: "كما ستشهد سوريا نهضة اقتصادية وعمرانية كبيرة، وتدفق الاستثمارات الغربية والعربية، اللذين هما بطبيعة الحال مرهونان بسلام شامل وعادل بين دول المنطقة، وسوريا ليست استثناء"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|