هل ما يُتداول حول تحشدات مسلحة عند الحدود اللبنانية السورية دقيق؟

تستمر الحدود اللبنانية السورية في جذب اهتمام المتابعين وتثير تساؤلات عدة، خاصة في ظل التقلبات الأمنية التي قد تؤثر على استقرار المنطقة. ورغم الهدوء النسبي الذي ساد هذه المنطقة بعد التطورات الأمنية الأخيرة، والتي شملت ضبط عمليات التهريب التي استمرت لفترة طويلة، يبدو أن الوضع على الحدود لم يعد خاليًا من الشكوك والقلق حول التحركات العسكرية والأمنية.

في هذا السياق، تزايدت الأخبار مؤخراً عن وجود تحركات مشبوهة على الحدود بين البلدين، ما دفع العديد من الجهات إلى تسليط الضوء على تلك المعلومات. فهل ما يُتداول حول تحشدات مسلحة عند الحدود اللبنانية السورية دقيق؟ وما هي آخر التطورات الأمنية في هذه المنطقة؟

في حديث لموقع kataeb.org مع مصادر مطلعة، تم التأكيد على أن الأخبار المتعلقة بتجمعات عشائرية عند الحدود لا أساس لها من الصحة. وأوضحت المصادر أن بعض العائلات العشائرية التي غادرت مناطقها في الفترة الأخيرة، مثل الهرمل، قد فعلت ذلك لأسباب تتعلق بتجنب أي اشتباكات محتملة أو اضطرابات أمنية. ورغم هذه التحركات الجزئية، أكدت المصادر أن الوضع الأمني لا يشير إلى أي تهديد خطير، بل هو مجرد استعدادات فردية حفاظًا على سلامة العائلات، خاصة النساء والأطفال.

وفي السياق ذاته، تشير مصادر أمنية سورية لموقعنا أن الوضع داخل سوريا مستقر تمامًا، ولا توجد أي تحركات مسلحة غير اعتيادية على الحدود. على الرغم من الأخبار التي تم تداولها عن حالة تأهب بسبب تحركات لــ "هيئة تحرير الشام" في منطقة المشرفة شرقي الهرمل، فإن المصادر أكدت أن هذه التحركات ليست سوى عمليات روتينية ولا تشكل أي تهديد أمني على الإطلاق.

من جانب آخر، أفادت مصادر أمنية لبنانية أنه لم تُلاحظ أي حشود عسكرية غير طبيعية على الحدود بين البلدين. وأوضحت أن الوضع يشهد حالة من الاستقرار التام على كلا الجانبين، مع تأكيد استقرار الوضع الأمني بشكل عام في تلك المنطقة.

ويبقى السؤال الأهم: هل سيؤثر ذلك على مفاوضات الحلول الحدودية بين لبنان وسوريا؟ يرى بعض المراقبين أن الوضع على الحدود قد يظل هادئًا، مع التأكيد على ضرورة أن يبقى "حزب الله" بعيدًا عن الموضوع ويترك للجيش اللبناني الحرية في تأمين المنطقة، خصوصًا في ظل المشهد السياسي المتقلب في البقاع، والذي يختلف عن الوضع في الجنوب، حيث لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يشكل تهديدًا مستمرًا.

شادي هيلانة - Kataeb.org